فرصة تكليف رئيس الوزراء.. فرصة ل - لعبة كل يوم -


علي عرمش شوكت
2020 / 2 / 7 - 15:52     

كارثة ساحة الحبوبي في ذي قار، تتكرر" سيناريوها " في ساحة الصدرين بالنجف، وربما بل من المؤكد ان تتكرر بالتوالي في ساحات الحراك عموماً. ان صداها المؤلم الذي هز كل ضمير حي يبدو قد شمل ضمير السيد "محمدعلاوي" المكلف بتشكيل الوزارة الجديدة، لقد اعلنها الرجل بكل صراحة انه { لايمتلك الصلاحيات } وهي عذر لمن اراد التعذر. واذا عنى ذلك فارجح ما اراد قوله ان القرار مازال بيد " عبد المهدي". وهذا الاخير مستمراً يرقص على اشلاء ضحاياه ويتشفى بقتل الثوار لكونهم قد اسقطوه اخس اسقاط ولم يمهلوه كثيراً يتهنى بنعمة المنصب، ان اطالة فترة تسلم " محمد علاوي" زمام امور السلطة ستدخل في " لعبة كل يوم " وهي المماطل والتسويف بهدف ابقاء المتشفي بقتل شباب الانتفاضة " عبد المهدي " بمنصبه، رضوخاً لارادة اقليمية دون ادنى شك. هذا من جانب، وابعاد فترة اخطر ما تخشاه الطغمة المتسلطة في اقل تقدير، الا وهو اجراء الانتخابات المبكرة، من جانب اخر. زد على ذلك ما تريده ذات الاوساط من كسب للوقت بغية ترتيب اوراقها واخماد الوضع الثوري كمنفذ للافلات من حبال حصار الانتفاضة التي لفت حول رقاب الفاسدين.
ان الايام القليلة الماضية وباحداثها القاسية في ساحات الاحتجاج، قد كشفت النقاب عن حقائق خطيرة للغاية، وبينت ان الثبات لدى البعض على مبادئ الثوار يبدو رهناً بقانون العرض والطلب. اي قانون السوق، ما يعني ان رياحاً " خماسينية " خريفية تهب على الثورة التشرينية غير انها قد عرّت من جانبها الاخر، ما كان البعض مدثراً مستتراً بعناون ثورية ووطنية، كما حددت اختياره لموقعه بخارج ركب الثورة للاسف . ان ماحصل لم يكن بعيدا عن " لعبة كل يوم ". لقد استطاعت القوى المحركة لهذه اللعبة الدونية من استدراج واستخدام البعض من ابناء بيت الانتفاضة، بعد ان شخصته من خلال حالته غير الرزنة، حيث عبر ترنح هذه الاطراف التي فضحتها خطاها حيث لم ترس على رصيف معين في خضم الصراع بين الثوار والطغمة الباغية الفاسدة، فمرة يأتي بمد ثوري ملهم، ومرة لاحقة يعود بجزر خنوع مخجل. مما لا يعكس القدرة السياسية الجديرة بتحقيق مطاليب الشعب العراقي في بناء دولته المدنية الديمقراطية بعيداً عن الاجندات الخارجية والاقليمية على وجه الخصوص.
وما يتوجب الدعوة له كمخرج من الازمة يلزم القول بان الفرصة الدستورية لتشكيل الحكومة باتت تتجلى فيها " لعبة كل يوم" بابشع صورها الدامية. ان قطرة دم شهيد واحد تعادل بل وتعلو على كل ما سمي بالعملية السياسية ودستورها العليل. وعليه يقتضي التصرف من قبل " المكلف برئاسة الوزراء " خارج هذه الفرصة السيئة الغايات. بانقلاب اخلاقي مبرر بدم الشهداء وحرمة العراق. وان ينتزع الصلاحيات مباشرة ويختصر الطريق قطعاً لمزيد من الضحايا وايقاف المواقف الكيدية المجرمة التي تمارسها القوى الفاسدة المتسلطة المتمسكة بالحكم، وفي مقدمتها رئيس الوزراء المسقّط من قبل الثوار. لحين انجلاء الامر وتكليف من تنطبق عليه المواصفات التي رسمها الثوار في ساحات الاحتجاج كاجراء احترازي من الذهاب الى المجهول.