اميركا الصهيونية الانسان التافه صفقة القرن و بالعكس


عمر الماوي
2020 / 1 / 30 - 17:40     

اميركا الصهيونية الانسان التافه صفقة القرن و بالعكس!

فك الترابط بين الامبريالية و الصهيونية هو من اهم اشكال التناول المثالي للصراع في المنطقة و العالم.

فيتم التعامل مع الكيان الصهيوني و النظر اليه كجسد معزول عن امتداداته و لا يُربط وجود هذا الكيان بوجود النظام الرأسمالي في اعلى مراحله (الامبريالية).. ان كانت اسرائيل التجسيد المادي لمشروع الحركة الصهيونية العالمية فإنها ايضا كانت ولا تزال التجسيد المادي لمصالح الامبريالية العالمية في هذه المنطقة ولا يمكن فك الترابط بين الصهيونية و الامبريالية فالاولى هي ثمرة وجود الثانية بشكل لا مراء فيه.

ان وجود اسرائيل في قلب هذه المنطقة هو بمثابة الجسر الذي يربط الدول الامبريالية المحكومة من قبل الاوليغارشية الاقتصادية الرامية الى توطيد الهيمنة و ابقاء الاحتكارات و نهب هذه المنطقة واعادة تدوير عملية النهب من خلال وجود اسرائيل التي وفي التحليل النهائي يعتبر وجودها كثكنة عسكرية زرعتها الامبريالية العالمية في قلب المنطقة لضمان مصالحها و لتثبيط كل مشاريع التحرر وفك التبعية.

فلا يمكن فك هذا الارتباط العضوي بين الامبريالية و الصهيونية ، ففك الارتباط سيؤدي بنا حتماً الى التناول المثالي للصراع في العالم الامر الذي تسعى قوى الاستعمار و اذنابها الرجعيين لبلورته وتثبيته في الوعي الجمعي عند اجيال هذه الشعوب على نحو يسمح بإعادة انتاج النظام القائم وتوطيد الهيمنة و الاحتكارات عبر منظومات فكرية ايدولوجية كفيلة بتشويع الوعي الجمعي و التأطير بعيداً عن حقيقة الصراع فهذا هو الضامن لتطبيع نظام الهيمنة الرأسمالي في الوعي واعادة انتاجه وخلق الانسان الاستهلاكي الفرداني الاناني التافه المسخ محدود الفكر و الثقافة الذي لا يفقه شيء بالحياة الا كيف وماذا سيستهلك وكل وجوده للاستهلاك وتحسين شروط وظروف الاستهلاك بمساعيه الدائمة للارتقاء في الهرم الطبقي و بالتالي فإن هذا التافه السطحي محدود الفكر و الثقافة او البرجوازي الصغير - كما يسمى بالادب الماركسي - في نهاية المطاف اصبح يدور في الفلك الاميركي ومستهلك دائم للتفاهة الاميركية و يسمع ويصدق كل ما تقوله اذرع اميركا الاعلامية الموجودة في كل مكان وبالنتيجة صار هذا التافه يخوض الحروب التي تشنها الامبراطورية الاميركية بالوكالة كما كان الامر في الربيع العبري منذ ٢٠١١ في سوريا وليبيا وغيرها و حتى الحرب التي تخوضها الامبراطورية ضد الصين.

فهذا التافه المسخ الذي صنعته وصاغته الامبراطورية لتعيد انتاج نظام هيمنتها لا يجد اي حرج في استهلاكه للتفاهة الاميركية لانها اصبحت اسلوب حياته ولا يقوى على العيش بدون ان يستهلك هذه التفاهات الاميركية بكافة اشكالها المحسوسة و الغير محسوسة فهو لا يشعر بنفسه كعضو فاعل بالمجتمع دون ان يدور في هذا الفلك ويأكل الهمبرغر الاميركي في المطاعم الاميركية لتزيد سماكة مخه حتى يسهل امتطاءه و يتابع افلام ومسلسلات هوليود ونتفليكس بشغف قل نظيره، ليس هذا فحسب بل ان حلم حياته الكبير هو الحصول على فيزا تمكنه من الهجرة الى اميركا ليحظى ويتمتع بإمتيازات جاءت على دماء وجماجم الشعوب المضطهدة.. و الادهى و الامر ان هذا القميء الرديء (أردأ ما تطور من الانواع) بعد كل ذلك يأتينا ليقول "تسقط صفقة القرن".. اللعنة على قرن ابيك يا تافه.