الثورة تجاوزت -مليونية- الصدر، ماضية الى الامام مرفوعة الرأس!


الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
2020 / 1 / 27 - 09:55     

حدثت خلال الايام الثلاثة المنصرمة اوضاعا في شوارع و ميادين المدن العراقية في غاية الحساسية حيث نشبت صراعات ومواجهات بعد دعوة مقتدى الصدر والقوى والأحزاب الاسلامية الى تظاهرات مليونية في بغداد ضد امريكا تحت شعار" كلا كلا امريكا". وعاشت شوارع بغداد يوم الجمعة الماضي ومعها المدن العراقية حالة من الغليان بين مظاهرات التيار الصدري واعوانهم من جهة ومظاهرات التحرير والساحات الأخرى من جهة اخرى بالاضافة الى المواجهات المميتة على شارع محمد القاسم و اكثرية مدن الوسط و الجنوب بين الثائرين وقوى القمع. وتواجه قوى الميليشيات الجماهير بالرصاص الحي والقتل في ساحة الحبوبي ومدينة الناصرية. ولكن رغم هذا فقد مرت مليونية الصدر دون اي تأثير يذكر على الاتجاه السياسي الثوري للتظاهرات. مرة اخرى ترفع الثورة هامتها.
كان الهدف من مليونية الصدر والأحزاب الأسلامية هو القضاء على الثورة. ولكن هذه المكيدة كانت مكشوفة. فقد اثبت المحتجون الثائرون بانهم في غاية الوعي. و ترافقت مليونية الصدر مع هجوم السلطة على خيم ساحة الاعتصام في البصرة واحراقها و الهجوم على الثوريين على خط محمد القاسم السريع و ساحة الخلاني والطيران والتحرير من قبل قوات مكافحة الشغب واحراق الخيم في التحرير بعد سحب مقتدى الصدر لجماعته من التحرير. و قتلت ميليشيات السلطة اربعة متظاهرين في الناصرية وجرحت العشرات كما تم اعتقال عشرات اخرى واتهامهم تحت قانون أربعة ارهاب في بغداد. اراد الصدر واعوانه انهاء الثورة ولكنهم ردوا على اعقابهم وفشلوا فشلا ذريعا مما حدى بهم الى التهديد والوعيد.
لقد فشلت الاحزاب الأسلامية وقوى الميليشيات القمعية في فرض التراجع على الثورة والتأثير عليها. بل بالعكس رجعت الثورة لقدرتها وعنفوانها مسيطرة على كل الميادين وارجعت نصب الخيم في كل الساحات وبقوة اكبر من السابق. ليس هذا فحسب بل لقد شن الشباب الثوري حملة لفضح مقتدى الصدر رافعين شعار" شلع قلع ولكالها وياهم" و" يا مقتدى يا زبالة... يا قائد النشالة".
وبهذا تكون الثورة قد صفت الثورة حساباتها مع احد اكبر القوى الشعبوية الأسلامية. واكثرها ديماغوجية ومكرا . تخلصت الثورة اليوم في ساحة التحرير من اعباء هذه القوى وتأثيراتهم. اليوم تتعمق هذه الثورة باتجاهات اكثر راديكالية مبينة ان المندسين من الاسلاميين الذين يزيفون الثورة واهدافها ما هم الا قوى ثورة مضادة.
بينت احداث يومي السبت والأحد ان الثورة لم تتخلص فقط من القوى الرجعية المندسة فيها بل افشلت خطط الجمهورية الأسلامية والقوى التابعة لها في العراق وهي تتجه قدما نحو التمدن ومجتمع المواطنة وتسير صوب العلمانية وهذا يتوضح يوما بعد اخر في كل شعار يرفع ولافتة تخط. سيستمر نضال الجماهير الثورية في هذا الاتجاه لكنس كل القوى الأسلامية والقومية واسقاط كل النظام حيث الخضراء وكر هذا النظام اللصوصي والفاسد.
ايها الجماهير الثورية ايها الشابات والشباب!!
ان ثورتنا ثورة شبابية بكل المقاييس ثورة من اجل التمدن و الحضارة و الأنسانية، ثورة من قبل شباب و شابات البلد، لا تخضع لاي قوى اسلامية او ظلامية، ثورة ارجعت المرأة الى مكانتها في المجتمع وفرضت قيم التمدن والانسانية على القوى البربرية. ان امام ثورتنا مسألة حسم السلطة لصالح الجماهير المليونية. اهم مهمام ملقاة على عاتقنا اليوم هو بناء سلطة جماهيريةِ.
الى الأمام لاسقاط الخضراء و بناء سلطتنا الجماهيرية المنبثقة من قلب الثورة!
النصر للجماهير الثائرة!
معا نحو دولة علمانية لا دينية ولا قومية!
وعاشت الأشتراكية!
26-1-2020