من يسبق الوعي أو الواقع؟


ادم عربي
2020 / 1 / 7 - 22:22     

إن الإنسان كائن اجتماعي في عملية وجودة و جوهرها ، و بدون المجتمع او كونه فرد في مجموعة ، لا يستطيع الإنسان البقاء على قيد الحياة وممارسة عيشه ، لجهة كونه لا يستطيع ان ينتج الشروط الضرورية للحياة اللازمة لبقائه ، إلا في إطارالمجموعة والمجتمع ، ولا ننسى ان ادوات الانتاج هي من تحدد العلاقات الانسانية ، وترى الفلسفة الماركسية ، ربط وعي الناس بوجودهم الاجتماعي او استحالة فصل وعي الناس عن وجودهم الاجتماعي حيث تعطي الحياة الاجتماعية الاهمية الاساس في تحديد الوعي ، بل الحياة الاجتماعية ، لاحظ اهمية العمل في الوعي ، هي من تحدد الوعي .

ومن هنا نتوسع اكثر لنصل للايدولوجيا ، والتي حسب الماركسية ايضا ، هي ""ليست سوى التعبير الفكري عن العلاقات السائدة في المجتمع تلك العلاقات التي تجعل من طبقة ما الطبقة السائدة على الطبقات الأخرى""،ولهذا المعنى فان الايدولوجية هي مجموعة الافكار والمعتقدات التي تسيطر على المجتمع الطبقي ، والتي تتشكل وتتحدد بفعل الشروط المادية او البنية المادية والروحية و القائمة على صورة ناقصة و مشوهة للعلاقات السائدة فيه ، حيث يقول انجلز في ذلك "" الإيديولوجيا هي نشاط فكري ذلك الذي يدعى مفكر واعي في حين أنه إنما يصدر عن وعي زائف مغلوط ذلك لأن القوى الحقيقية المحركة له تبقى مجهولة لديه، وإلا لما كان نشاطه الفكري ذاك إيديولوجيا""، اي هي البناء الفكري النظري المركب والقائم على ادراك و وعي مزيف ومشوة لكونة يجهل مكوناتة الموضوعية .

ثم اخذت الايدولوجيا مفهوما اوسع حيث اعتبرت الماركسية الايدولوجيا هي البنية الفوقية للمجتمع ، اي كجموع الانتاج الفكري ، فلسفة ، ادب ، موسيقي ، اخلاق ، فن ، دين ،تشريعات ...الخ ، .
إن المادة والطـبـيـعـة والكــائن هي حقيقة موضوعية، موجودة خارج الإدراك أو الشعور وبصورة مستقلة عنه، وأن المادة هي عنصر أول، لأنه منبه الاحساسات والتصور والشعور، بينما الإدراك هو عنصر ثانٍ مشتق لأنه انعكاس للمادة ، و خارج الطبيعة والإنسان لا يوجد شيء . ان الوعي لا بد ان يكون مرتبط بنشاطات مادية ، علم الهندسه جاء من حاجة البشر لمساكن تحميهم من الحر والبرد والحيوانات ، وكذلك الحال مع علم الفلك ، فقد بدا من حاجة الانسان للاستدلال على الفصول والاوقات المناسبة للانتقال وهو يمارس الرعي ، والاوقات المناسبة للزراعة في حالة ومرحلة الزراعة ، ان تفاعل الوعي مع المادة وهي الاساس هو ما يخلق المعرفة ، ان المجتمع الطبقي وغير الطبقي ، وان مسالة هيمنة وعي معين فيه يعود الى واقعة المادي ، لذلك موضوع التغيير يجب ان ينبع من الواقع وليس من خارج الواقع ، ان الافكار في النهاية والمعتقدات والقيم تسود ما دامت متصالحه مع حاجات البشر ، وان منسوب الصواب في الفكرة يرتفع كلما حلقت بعيدا عن الواقع هذا هو ثورية التطور ، قد ابدو متناقضا ، لكن هناك من الناس من يرفض الفكرة لبعدها عن الواقع واخر يرفض الواقع لابتعادة عن الفكرة .