فخر الدين بن شهيدة : شهيد انتفاضة الخبز في تونس ،


سفيان بوزيد
2020 / 1 / 4 - 22:11     

شهر جانفي ، في تونس له خصاصية اساسية و استثنائية فقد اقترن دائما بالانتفاضات و حركة تحرر الشعب التونسي من نير الاستعمار و الاستبداد و سياسات تجويعه و تهميشه ، شهر جانفي 1952 اعلنت القيادة السياسية التونسية عن الكفاح المسلح في 18 من جانفي 1952 ضد الاستعمار الفرنسي لتكون بذلك مرحلة جديدة من معركة في سبيل الاستقلال ، نذكر من شهر جانفي ايظا الاضراب العام الذي نفذه الاتحاد العام التونسي للشغل سنة 1978 مؤذنا بذلك بمرحلة جديدة من فك الارتباط مع السلطة ، و قد شهد الاضراب او ما يعرف بالخميس الاسود مشاركة شعبية واسعة رفضا للسياسات حكومة الهادي نويرة انتهت باستشهاد عدد لم يحصى الى يومنا هذا من قبل منظمات مستقلة و بمحاكمات انتقامية ضد النقابيين و ضد ابناء الشعب التونسي ، ثم بعد ستة سنوات اندلعت سنة 1984 انتفاظة الخبز في ظل ازمة اقتصادية و سياسية كان يتخبط فيها النظام البورقيبي ، انتهت كالعادة بالتراجع عن سعر الترفيع في الخبز بموازاة محاكمات انقائية ضد المحتجين و اشتشهاد عدد من التونسيين
و في هذه النقطة التاريخية ، من انتفاضة الخبز اخصص مقالي هذا نابشا في ذاكرة مدينتي جبنيانة ، ارض الزيتون و عاصمة الرومانيين و المثاليث ، منبع علم ابي اسحاق الجبنياني ، مدينة السياسة و النضال في سبيل الحرية و الكرامة الوطنية ، و من شهدائها الذين سقطوا برصاص النظام البورقيبي في 3 جانفي 1984 الشهيد فخر الدين بن شهيدة ,
لم ينس اهالي مدينة جبنيانة ، و لم و لن يسامحوا قتلته ، فخر الدين بن شهيدة ابن الاثني عشر ربيعا التلميذ اين كان يزاول دراسته بالمدرسة ، يستشهد امام مقر المعتمدية رمز السلطة الدكتاتورية المنخورة فسادا و استهزاءا بارواح المواطنين ، يسقط شهيدا برصاص الغدر دون رحمة او احتراما حتى لطفولة بريئة ، فالنظام لم يكن له الفرز بين المراة و الرجل ، بين الطفولة و الشباب ، كل من يهدد النظام نضالا و كفاحا عليه ان يقتل "حتى يكون عبرة لغيره"
تمر هذه السنة الخامسة و الثلاثين ، على استشهاد الطفل فخر الدين بن شهيدة و لزالت عائلته تطالب بالتحقيق في استشهاده و محاسبة الظالعين في هذه الجريمة النكراء ،صابر بن شهيدة قال في شهادته امام هئية الحقيقة و الكرامة التي بثت مباشرة على امواج التلفزيون التونسي "ان ذكرى استشهاد اخيه ان ذكرى أحداث الخبز تأبى النسيان وظلت عالقة في الأذهان بكل مجرياتها، مذكرا أن مواطني جبنيانة خرجوا في مظاهرات عارمة تنديدابالترفيع حكومة محمد مزالي " الوزير الأول، الدعم عن العجين ومشتقاته ليرتفع سعر الخبز من 80 مليما إلى 170 مليما. 
فخر الدين بن شهيدة او "فاخر" كما عرف بين اقرانه ، واجه رغم صغر سنه البوليس البورقيبي بالحجارة ، مدافعا عن حقه في العيش بكرامة و حرية و في شهادة على موقع الحقائق اون لاين يقول شقيق الشهيد
 
تلميذ الثانية عشرة، اختار أن يرمي قوات الشرطة في ذلك اليوم بسلاح وفرته له طبيعة المدينة المهمشة، ورمى سيارات بوليس بورقيبة بالحجارة داعما حناجر دعت إلى إسقاط نظام أراد لشعبه الجوع آنذاك وفق ما يقول شقيقه صابر شهيدة.
 
فخر الدين أو فاخر كما يلقبونه في مدينته، دعم رفقة صديقيه حمة بن صالح ومنير التومي وشقيقه صابر شهيدة احتجاجات جبنيانة ورددوا شعارات مناهضة للنظام قبل أن تفاجئه بندقية قناص من فوق مبنى المعتمدية فأطلقت النار على رأسه فسجلت دماؤه اسمه واسم مدينته في ذاكرة الوطن.
 
ويقول شقيقه صابر شهيدة "وضعت جثمانه على قدميّ الصغيرتين محاولا إسعافه رغم أصوات الرصاص التي كانت تحاصرني وكادت تلحقني بقائمة شهداء انتفاضة الخبز".
 
ونقل جثمان الشهيد إلى المستشفى الجامعي بصفاقس أين استحوذت السلطة على جثمانه ورفضت تسليمه لعائلته وظل في مشرحة المستشفى لمدة يومين.
 
وبحسب صابر شهيدة، طالبت السلطات المحلية من والد الشهيد امضاء التزام بكونه سيتكفل بدفنه لوحده وهو ما التزم به والده لكن ظل كفن الشهيد بيد والده، فقد دفعت
مخاوف حكومة بورقيبة من تتبعات دولية إلى رفض تسليم جثمانه ودفنه رفقة عشرة شهداء آخرين في مقبرة البدران بطريق قابس بصفاقس.
هذه شهادة للتاريخ ، للشهيد و نحن ذكراه ، و نحيي ذكرى جميع شهداء الحرية و الكرامة الوطنية ، ولزلنا نناضل لاجل تونس اخرى ممكنة ، تتسع لمواطنيها و تحقق مطالبهم في الانعتاق الاجتماعي