اضواء على ديوان دمعة فرح للشاعر جليل الهلالي


سعدي جبار مكلف
2020 / 1 / 4 - 15:03     

صدر في سيدني / استراليا ديوان الشاعر جليل الهلالي الموسوم دمعة فرح ويضم اكثر من مائة قصيدة من الشعر الشعبي مع مقدمة والمتضمن حوالي 290 صفحة من القطع الصغير معظم القصائد موشحة بالحزن والالم والفراق ، شاعر غريب ابحر في بحور القوافي كل شئ في ثنايا شعره هم وعذاب وبعد ولوعة اشتياق يجيد العزف على محراب الناي ويبحر بين شواطئ القصيدة يمثل الشعر كل شئ في حياته ، شاعر طموح في الحياة ويفوج امواج القدر بصبر وكبرياء له فلسفته في الحياة يسطر كلماته بنزيف من الدقة والصدق والحنان ويكون ثملا في مسار القصيدة ويعيشها بكل لحظاتها ومسارها لا يعلم فيه اي فرد او شخص له عالمه الخاص ويصور مساحاته الشعرية بمساحات واسعة في الصيغة والاتقان يقول الحزن وكأنه يعيش معه منذ سنين طوال قد اعتاد عليه شاعر مولود شعره بالفطره رضع الشعر وابحر في بحوره بشراع عالي لا تهزه الرياح ولم تعثر مهرته فكان السفان والبحر والشراع تناول الشعر منذ صباه في بيئته الجنوبية الاجتماعية الواسعة الكبيرة المعطاء تنفس الشعر وهو عالمه الخاص فكان رفيقه ولا يذكر اي تاريخ او مكان لهذه الصحبة الصادقة ربما منذ الطفولة عاش في بيئة وعالم شعري يشتهر بكثرة رواده المجددين الكبار وبدأت علامات النبوغ الشعري وكتابة القصيدة السهلة والواضحة المعاني وكانت بداياته ومسيرته بمحراب قوي من اللغة والاطلاع والعطاء
يليل الجامع الخلان بيك اترن اغانينا
بسمر نگضيك
ياليل وگمر عا لشاطي عالينه
بسوالف شوگ ...
بحچايه ...بضحك تخلص ليالينه
بلية فرح گمريه
لحن وانغام دلة گهوه هيليه
بلحن الناي
وتمر اسنين وحچايات وسوالف
وغفله الحزن مر بينه
يكتب بلغة الجمال والمعرفة التامة وبقاموس من العطاء الغني المعاني وبطاقة ابداعية شعرية تتجلى فيها النفس ويعكس مايريد القارئ وكأنه مرآة الحقيقة او عرابة تقرأ المستقبل والحاضر وكل الزمن يعيش المستمع والقارئ معه ويستمع الى مايريد يقول ويكتب ويسطر ولا يهمه الغربان يقول الشعر بثقة تامة وبشجاعة متناهية وبصور خلابة تبدأ قصيدته بقوة متناهية وتنتهي بنفس القوة وعلى مسار كل كلمات القصيد مسرحية شعرية في غاية الروعة والمتعة والاجاده وذات هبة شعرية عالي يناجي الروح بالروح بمفردات رائعة التعبير عن الانسان والحياة والظروف يكتب عن احلام الانسان الضائعة التائهه له ايحائات وبصمات وتخيلات ترسم وتسطر بكلمات ومشاعر وتأملات ترافقها موسيقى عذبة تشد المتلقي وتدخل الى حوار هادئ بينه وبين الحرف والقصيدة والمطروح كل قصيدة مولود جديد يولد ويحاكي ويحمل قصة واسعة المضمون وينتظر تعميدها لتنظم الى جماهير الاعمال الفنية الجميلة انه غزل دائم بين محبوبته الابدية المتمثلة بقصائده واشعاره وكتاباته ...
وتالي ما تالي خذاك الموت غفله
نسيتيني ...لو هاي دنيتنه نستني
لون حلمانه چنت يوليدي بيك
لون حلمانه بقيت وما صحيت
ونومتي طالت
مثل ما ناموا اهل الكهف
ابقه اسنين وسنين
شاعر يعبد طريقه بثقة واقتدار ويبسط اقواله بقدرة وجرأة وبثقة عالية ويوصلها الى قلوب القراء انه شاعر الكبرياء الكبير اشعاره تسمو عالية متنوع الاغراض ويكتب ويجيد في كافة انواع الشعر العامي وخاصة شعر الجنوب الحزين يطرح المشاكل وينقد بصورة جريئة جدا وفي رحاب المعرفة والجمال الشعري البديع وينتقل من غصن الى غصن ومن زهرة الى زهرة يحاكي المقاطع الشعرية بحثا عن اريج وشذى الكلمات الطيبة يعطينا حلاوة الشهد التي تعلو كل الكلمات وقد ترجم المواقف السياسية الثابتة لجميع المناسبات يصورها بعين المجرب الحكيم رجل المواقف ..
فرحنا والفرح عالناس ينعاد
واحنه انعيش كل العمر بأحزان
من صرنه وكبرنه ابوسط بغداد
دمعنه ايفيض على الخدين نهران
مرينه ابكوارث مالهه اعداد
الفقر والموت يفتر على البيبان
واجانه العيد مو بس عيد اعياد
فرحت كل طوايفنه والاديان
ان الصور الشعرية الجميلة البديعة المتقنة الطرح جزء من احلامه وتطلعاته الى المستقبل حلمه دائم لا يعرف الليل او النهار بصراع دائم وقتال مستمر منذ ان هاجر منه الوسن فبات يصارع ليالي السهر بعذابات طويلة يكتب عنها واشعاره مكتوبة بقافية متقنة وموزونة الطرح يشع فيها الكبرياء والتحدي فجميع اشعاره كتابات صادقة هادفة تكشف اسرار الروح والحقائق يعبر عنها بالعاطفة والحنية والامل ويؤمن ان للشمس شروق آخر يرسم الكلمات ويعبر عنها في لوحات ملونة بمشاعر جياشة ويمثل الحزن والفراق والبعد اركان شعره الاساسي بجميع ديوانه لم يتطرق الى الفرح والسعادة فكان العنوان دمعة فرح انه شمعة تحرق نفسها ولهيبها البرتقالي يتراقص في الحان بنفسجية ينشد ويغني للحرية والامل والابداع ..
نروي الگاع ... نروي الناس
دنيه وترتوي بينه
ولك يفلان
ذول احنه سوالف حزن ضلينه
سوالف ما يفضهه الثار
كل هذا الدرب يفلان
مامل الجدم بينه
يصرخ ويثير الاحساس بصوت عالي مدوي ويذكر قصص وبطولات الثوار وبيارغ الثورة والمواقف بشعور فياض يداعب عيون وآذان ووجدان الناس والبشر ويصرخ لبيارغ الفجر لتلوح بالنصر كتاباته وقصائده فيها روح الغربة ومناجاة سامية بسيطة معروفة مفهومة يمزج بين عناصر الطبيعة وهموم الانسان قاموس متكامل في اللغة والتعبير طاقة ابداعية متناهية الرقة والاحساس والكبرياء والعزيمة والتواصل يكتب للحياة والجمال وتغلب على ديوانه دمعة فرح والذي نحن بصدده وشاح الالم والفاقة وبصمات الغربة واضحة جلية بين طياته الوحدة عالمه الذي اعتاد عليه يدخل الى القصيدة بقوة ويستمر حتى النهاية دون ضعف او هبوط ...
حنين ... وجرح... واثار
اشوفك طیف
اشوفك گمره .. اشوفك سيف ..اشوفك نار
اشوفك مبحر ابدنيه
وعلى امتون الوكت اعصار
اشوفك غيمه تمطر دم
اشوفك يابحر قيثار
هذا هو نورسنا الجنوبي يحلق في اعالي قمم الشعر ويجيد العزف في الحان المنعة والجمال والكلمة الحرة الصادقة الشريفة في الوقت الذي ينضب فيه الشعر ويتلاشى بريق معانيه ودلالاته من حياتنا اليومية هنا في ديار الغربة .
سعدي جبار مکلف
استرالیا سيدني
2/1/2020