حول اعمال القصف والضربات الجوية الاخيرة


الحزب الشيوعي العمالي العراقي
2019 / 12 / 31 - 18:26     

انها خطوة لحرف الانظار عن انتفاضة الجماهير!
(حول اعمال القصف والضربات الجوية الاخيرة)
رداً على الضربات العسكرية المتلاحقة للمليشيات الاسلامية على القواعد الامريكية وخاصة القصف الاخير لقاعدة كي وان الواقعة في كركوك وادت الى قتل وجرح عدد من الامريكيين والعراقيين، وجهت القوات الامريكية المتواجدة في العراق هجوما جويا واسعا على عدد من معسكرات ومنشأت تابعة لكتائب لحزب الله والمنظوية تحت مظلة الحشد الشعبي في منطقة القائم الحدودية بين العراق وسوريا.
ان الضربة العسكرية التي وجههتها تلك المليشيات تجاه القاعدة الامريكية بعشرات الصواريخ في منطقة كركوك ليس لها اية علاقة مباشرة بالصراع الدائر بين امريكا وايران في العراق وفي المنطقة، وان كان هذا الصراع دائرا لفترات ليست قليلة. بل انها سياسة جديدة لتلك المليشيات لاحتواء الانتفاضة ومحاولة للخروج من الازمة السياسية التي تعصف بالسلطة المليشياتية الحاكمة على اثر الضربات التي وجهتهها الجماهير والتي اسقطت المجرم عادل عبد المهدي وحكومته. كما انها خطوة تقوم بها مليشيا كتائب حزب الله، او قل الحشد الشعبي والتيار السياسي المليشياتي الحاكم والتابع لايران من اجل الامعان بعسكرة الاجواء، وبالتالي، حرف انظار الجماهير عن انتفاضتهم المليونية.
ان السلطة الحاكمة ومليشياتها هما في مأزق جدي. اذ جربتا كل السبل من اجل وأد انتفاضة الجماهير وعجزت. جربت التهديد، اطلاق الوعود، المناورات والمساومات، القتل، الاغتيالات، الاختطاف، "البلطجة" في ساحات الاحتجاج، التضليل بتعديل قانون الانتخابات و"تغيير" مفوضية الانتخابات، والتعويل على عامل الوقت وثبوط همة المحتجين. وها هي اليوم تجرب سلاح "صديء" اخر من اجل انهاء الانتفاضة.
ومن جانب اخر، ان حجم الهجوم العسكري الجوي من قبل القوات الامريكية والاعلان عنه من قبل كبار المسؤولين في الادارة الامريكية ونوع الطائرات المستخدمة انما هي تصعيد خطير وفرض اجواء الحرب والعسكرتارية على العراق والمنطقة برمتها، وهو سياسة لاستعراض القوة والردع للنفوذ الايراني، مستغلة اجواء الانتفاضة ومعاداتها السافرة للسلطة المليشياتية الحاكمة المدعومة من قبل الجمهورية الاسلامية في ايران عسكريا وماديا وسياسيا ومعنويا.
في الوقت الذي يدين الحزب الشيوعي العمالي العراقي التصعيد العسكري وفرض اجواء الحرب والعسكرتاريا التي يقوم بها الطرفان كل من اجل مصالحه واهدافه الخاصة في العراق، والتي من شانها خلط الاوراق واعطاء المبررات للمليشيات وسلطتها الفاسدة والمنهكة اثر ضربات الانتفاضة بعسكرة المجتمع، في الوقت ذاته، يدعو جماهير العراق بعدم التوهم والخداع بالصراع الامريكي والايراني في العراق، وعدم الانجرار لاي طرف من الاطراف المتصارعة. كما يؤكد الحزب على موقفه الواضح والثابت باخلاء العراق من كل القواعد العسكرية وحل جميع المليشيات بدون قيد او شرط وعدم بقاء القواعد والمليشيات في العراق تحت اي مبرر كان.
ان الحفاظ على الصف المستقل للانتفاضة وتطويرها وتعميق مطاليبها وبعدها الاجتماعي ودفعها نحو تحقيق اهدافها النهائية وتسليح الجماهير بالافق الثوري والتحرري لكنس سلطة الاسلام السياسي الجاثمة على افئدة الجماهير هو الطريق لانهاء النفوذين الايراني والامريكي من العراق وجواسيسهما وعملائهما واحلال الامن والامان والحرية والرفاه.

الحزب الشيوعي العمالي العراقي
٣١ كانون الاول ٢٠١٩