لا تبلعوا الطعم!! (حول مساعي حرف الانتفاضة الجماهيرية واجهاضها بدعوى -اقرار قانون انتخابات جديد-!)


الحزب الشيوعي العمالي العراقي
2019 / 12 / 25 - 10:29     

نداء الحزب الشيوعي العمالي العراقي الجماهير المحتجة في العراق:
لاتبلعوا الطعم!!
(حول مساعي حرف الانتفاضة الجماهيرية واجهاضها بدعوى "اقرار قانون انتخابات جديد"!)
ايتها الجماهير!
يادعاة الحرية والمساواة وعالم افضل!
لقد انتفضتم منذ اكتوبر ولحد الان، ودفعتم ثمنا باهضاً من اجل انهاء عمر هذه السلطة المليشياتية الحاكمة، سلطة الجوع والفقر، البطالة، انعدام الخدمات، سلب الحريات والحقوق الفردية والمدنية والسياسية، النهب والفساد والخ.
لم يكن هدفكم، مثلما عبرتم عنه، هو تغيير قانون الانتخابات، كما لم يكن هدفكم ازاحة عادل عبد المهدي، بل الاطاحة بكل العملية السياسية وقواها المليشياتية الحاكمة، ودستورها، برلمانها، قوانينها ومؤسساتها وتامين حياة تليق بانسان القرن الحادي والعشرين.
ان هذا ماتعقبتم و ما نشدتم من تظاهراتكم المليونية العظيمة.
وبعد ان تعرضت الى ضربات جدية مميتة وغدت اركان سلطتها أيلة للتداعي وعلى حافة الانهيار في العديد من مدن العراق، لجأت السلطة الاسلامية البرجوازية الحاكمة، المخضبة اياديها بدماء المئات من الابرياء وعشرات الالاف من الجرحى، الى الالتفاف على مطاليبكم، اذ عمد برلمانها في جلسته اليوم الى اقرار قانون انتخابات جديد.
ها هي البرجوازية تسعى اليوم لتوجيه ضربة مميتة لنضالكم البطولي، مستفيدة من انعدام الافاق الذي تمر به الحركة الاحتجاجية عبر حرف هذه الانتفاضة عن مسارها الاساسي واهدافها. وتحويل القضية برمتها الى قضية " قانون الانتخابات"!
انه مسعى السلطة البرجوازية الاسلامية الحاكمة بكل تياراتها الى التنصل عن الاجابة على المطالب التي خرجت من اجلها الجماهير ضد الفقر والبطالة والاستهانة بحياة البشر والفساد وانعدام خدمات وانعدام المسؤولية وبادنى الاشكال تجاه المجتمع، باقرار امور ترقيعية بعيدة كل البعد عن الاهداف الحقيقية والواقعية للجماهير. ان مشكلة الجماهير مع الجوع والفقر وليس " مع قانون الانتخابات"!
ياجماهير العراق المحتجة...!
ان الانتفاضة اليوم على مفترق طرق خطير. ينبغي عدم الانسياق لافاق السلطة البرجوازية الحاكمة وتحويل نضالاتكم الى مادة للتلاعب والتسويف بين الاحزاب الحاكمة.
من اجل احداث تغيير حقيقي وجذري، ينبغي تصعيد نضالنا وتوحيد كل مطلب واحتجاج في المجتمع من اجل الاجابة على المطالب التي انتفضت من اجلها الجماهير. لا سبيل امامنا سوى توسيع انتفاضتنا من الساحات للمحلات والاحياء والمصانع والجامعات وكل مرفق حياتي واجتماعي، وفي الوقت ذاته تعميق راديكاليتها وتحرريتها ومطلبيتها، توحيد القوى وتنظيمها، تسييس هذه الحركة ودخولها معترك العمل السياسي النشيط. ليس امامنا سوى الدفع بهذا النضال وحتى تحقيق اهدافها.
24 كانون الاول-ديسمبر2019