ما الحزب الذي ننشده؟!*


سامان كريم
2019 / 12 / 20 - 18:59     

مقدمات ضرورية متكررة
قضية تنظيم الطبقة العاملة، قضية أساسية في تحقيق عملي لأفق الثورة العمالية. لكن قضيتي في هذا البحث ليس التنظيم بحد ذاته وليس كيف ننظم و بأي إسلوب و وفق اية أليات عملية او ماهي سياستنا التنظيمية؟! كل هذه المسائل، من المسائل المهمة في قضية التحزب الطبقي وسبل الناجحة لتنظيم الطبقة العاملة تنظميا حزبيا او اجتماعيأً على صعيد الطبقة ككل. على رغم ذلك قضيتي لا تشمل هذه المسائل، بل تمس محتوى و هوية شيوعية ماركس نفسها. بعد ذلك، وفقط بعد هذه الخطوة، اي بعد ان اخذ الحزب هذا المسار على عاتقه، حينذاك، اي حين نكون قدمنا داخل صفوف طبقتنا، سيكون قضية التنظيم قضية ليست بصعوبة.
قضيتي هي، الشيوعية، أقصد شيوعية ماركس، تبدأ عملها النضالي والثوري في مكانها الطبيعي. في مكان تواجدها كحركة طبقية. القضية ليس أولويات، ليس قضية التركيزعلى هذه الفئة او تلك، ليس هناك إختيار بين شيئين، أو بين حركتين، حتى يتسنى لنا ان نختار هذا او ذاك وفق ما نفكر به. القضية حتى ليست سياسة بقدر ما هي وجود وكينونة إجتماعية. شيوعية ماركس: هي حركة عمالية، بغض النظر عن تصورها الواضحة او المبهمة او الناقصة. القضية ليست رؤية واضحة ولا افاق واضحة. قبل هذا و ذاك، شيوعية هي حركة عمالية. ليس هناك شيوعية بدون حركة عمالية. ليس هناك حزب شيوعي ماركسي بدون قيادته لهذه الحركة. هذا يجب ان تكون رؤيتنا، ويتجسد في الممارسة العملية اليومية.
نقتبس عددا من الجمل في ابحاث و رسائل مختلفة لماركس واخرون: " أن تحرر الطبقة العاملة يجب أن يكون من إنجاز الطبقه العامله نفسها" و "المجلس المركزي يعقد في لندن ، و يضم عمالا من مختلف البلدان الممثله في الجمعيه الامميه...." (النظام الداخلي المؤقت لجمعية الشغيلة الأممية، مابين 21-27 اكتوبر-تشرين الاول 1864.- ترجمة معز الراجحي و عبدالمطلب العلمي/ التاكيد مني ).
"على العمال ان يزجوا بانفسهم في السياسة." و "حزب الطبقة العاملة العمالي يعمل كحزب سياسي في اكثر البلدان اليوم. و الامر ليس منوط بنا لنا لافادة بالادعاء بالعزوف عن السياسة". (حول العمل السياسي للطبقة العاملة ترجمة نادية محمود/ التاكيد مني)
كان ماركس متفهما أيضا للمزاج السائد بين العمال الأوروبيون في 1864 والذي كان بعيدا جدا عن الأيام القوية في 1848، ولأن ماركس صاغ الخطاب الافتتاحي للاتحاد الأممي للشغيلة، فقد كان مضطرا، كما شرح لإنجلز، لأن “يؤطّره بالطريقة التي تُظهر رؤيتنا في الشكل الذي يجعلها مقبولة للرؤية الحالية لحركة العمال، سوف يستغرق الأمر وقتاً قبل أن تسمح صحوة الحركة باستخدام جرأة اللغة القديمة، يجب أن نكون أقوياء في الفعل، لطفاء في الأسلوب”. ( كارل ماركس و الاممية الاولى بقلم كرستيان هوجزبيرج- ترجمة ياسر عزام / التاكيد مني ).
ان اسماء واكثر من ثلثي المجتمعين من العمال و القادة العماليون في الاممية الاولي 1964 و في مؤتمر لندن 1971.... من امثال: أوزبورن، ولوكرافت. دينوال، وفيكتور لو لوبيز، وبوسكيت، فونتانا، لويس وولف، يوهان إيكاريوس، بيراشون، وليموسين.... واخرون و في سنة 1964 كان من بينهم عمال ايطاليون قوميون من انصار القومي او ابو القومية الايطالية " جوزيبي مازيني " قائد ايطاليا الموحدة الحديثة". ناهيك عن بلانكيين و طوباويين و برودونيين....
كانت الاشتراكية في 1847 مرادفة لحركة برجوازية، و كانت الشيوعية مرادفة لحركة العمالية. (تحرر العمال من صنعهم/ انجلز مقدمة الطبعة الالمانية لمانفيست 1890(.
انجلز حول عمال امريكا......"إن الشيء العظيم هو جعل الطبقة العاملة تتحرك كطبقة، وبمجرد حدوث هذا سوف يجدون الطريق الصحيح... إن تَوقُّع أن يبدأ الأميركيون بالوعي الكامل بالنظرية التي تطورت في الدول الصناعية الأقدم هو بمثابة توقع المستحيل ... إن أصوات مليونين من العمال فى نوفمبر القادم لصالح حزب عمالي حقيقي جاد لهو أهم بكثير - في الوقت الحالي - من مائة ألف صوت لصالح منبر كامل المبادئ..."
"يا عمال العالم اتحدوا" عندما وجهنا هذا النداء الى انحاء العالم لم تجبنا الى بضعة اصوات فقط. (انجلز، مقدمة الطبعة الالمانية لمانفيست 1890).
اعلاه جملة من الاقتباسات، قضيتي، موضوع عمل الشيوعي، البنية الفكرية لحركة الشيوعية. الشيوعية كفكرة وكنهج و رؤية و تقليد نضالي، بناء فوقي لحركة طبقية معينة وهي الطبقة العاملة و تمثل طليعيي هذه الحركة. في هذه المرحلة و في البداية يستوجب علينا ان نتواجد داخل صفوف الطبقة العاملة، وتوحيد نضالها الفعلي، بدون هذا التواجد المستمر والدؤوب ليس بإمكان الحديث حول الثورة العمالية، او نتحدث ولكن يتحول الى سفسطة المثقفين.
شيوعيتنا وشيوعية ماركس
الوضع الحالي على الصعيدين العالمي والعراقي، حقبة راكدة لشيوعية بصورة عامة و لشيوعية ماركس بالتحديد. اقصد بشيوعية ماركس، شيوعية الطبقة العاملة. الشيوعية هي اساسا شيوعية الطبقة العاملة و" علم تحررها". من ناحية العملية هي الحركة العمالية و نضالاتها المستمرة ومن ناحية الفكرية و النظرية هي ماركس-انجلز ومانفستهم و نظرهم التي تشكلت و صيغت عبر التاريخ النضالي لطبقة العاملة في البلدان الصناعية حينذاك. تشكلت وصيغت عبر نضال سياسي عملي ونظري عميق وموسع على صعيد النضال الطبقي في اوروبا،... بهذا المعنى ان نظرية الثورية لماركس–انجلز تحقق على ارض الواقع عبر النضالات العمالية وليس خارجها و ليس عبر نضالات واحتجاجات فئات مختلفة من الفلاحين والبرجوازيين الصغار، او عبر الصراع في سبيل حق "الامم".... بدون حركة عمالية التي تحمل هذه الفكر والسياسة والتقليد و البرنامج ... ليس هناك شيوعية. شيوعية ليس افكار مجردة من اذهان "المثقفين"، ولا برنامج و لا النظام الداخلي و القرارات، الشيوعية قبل مانفيست هي الحركة العمالية الواعية التي لا ترضى" بتغيرات سياسية" وفق تعريف انجلز.... ليس بامكان الجسد ان يتحرك بدون الرأس، وليس بامكان الراس ان يتحرك بدون جسد. ليس بامكان احزاب شيوعية و منهم حزبنا الشيوعي العمالي العراقي ان يتحرك كحزب شيوعي عمالي إذا ينتمي الى تقليد ماركس بدون يسأل: لماذا الطبقة العاملة غائبة من ناحية سياسية؟! ليس يسأل فقط، خصوصا بعد ما يقارب عن 30 سنة، بل عليه ان يعطي جوابا شافيا و واضحا لهذا الغياب!! وان يتحرك وفق هذا المنهج وليس مناهج المختلفة التي لاتمت بصلة بنضالات عمالية على مختلف الصعد.
حين يتحرك الاحزاب الشيوعية ومنها حزبنا، ويمارس السياسة العملية دون ان يدرك او يحس بها الحركة العمالية، يعني يتحرك الفكر بدون موضوع يتحرك السياسة بدون البنية، يتحرك الوعي بدون موضوع وهذا متناقضة تماما مع النظرية الماركسية. الشيوعية ليس حركة فكرية هي حركة عملية طبقية تجري بصورة فعلية و بعد ذلك وفقط بعد ذلك لديها نظرية و افكار وتقاليد خاصة بها واحزاب. وهذا يتطابق مع اطروحات ماركس حول فيورباخ. خصوصا الفقرة الثانية منها. هذا الفكر والنهج ينطبق على الحركة التي تجسدها: الحركة العمالية. بعد ذلك اي بعد التجسيد العملي لهذه الافكار، او بعد موطئ قدم داخل صفوف الطبقة العاملة، حينذاك بامكانها البناء الاجتماعي على فئات الاحتجاجية في المجتمع. وهذا لا يعني عدم التحرك لغاية الوصول الى هذا الهدف، بل القصد هو محور عملنا الاصلي و صرف طاقات الحزب وفق هذا التصور.
توهمات وإشتباهات على صعيد حركة الشيوعية بصورة عامة
الشيوعية علم التحرير البروليتاريا هكذا نقرا من انجلز، وليس علم التحرير فئات اخرى سوى كان احتجاجية او لا. الشيوعية ليس علم احتجاجات الطلاب و الحركة النسوية و الحركة العاطلين عن العمل، وحركة الشباب، هي علم تحرير الطبقة العاملة، وعبرها وفقط عبرها او من خلالها، علم لتحرير المجتمع وتثويرها، والعكس خاطئة. الشيوعية ليس علم لتثوير المجتمع قبل تثويرالعمال، هذه ليس شيوعية ماركس، لربما شيوعية شعبوية العالم ثالثية، التي تركض وراء كل الحركات على الارض. تركض وراء الحشود. وراء الحشود في السودان و الجزائر وحتى في ليبيا وسوريا والعراق و المصيبة الاكبر باسم الثورة.
الشيوعية، اي حركة طليعية الطبقة العاملة، هي لكل اوضاع وكل ظرف مختلف، سواء كان المجتمع، مجتمعا اعتياديا مثل المانيا أو الصين او السويد، او مجتمعا مضطربا و مشوٍشاً مثل العراق واكثرية البلدان العربية... الشيوعية لديها اجابات. الشيوعية ليست عقيمة في هذه الظروف بل لديها اجابات وفق كل مرحلة و كل وضع وكل تاريخ محدد. تحقيق وتجسيد عملي لشيوعية ليست مرتبطة بأوضاع اعتيادية، وغير اعتيادية. الشيوعية مثلها مثل حركات اجتماعية اخرى: الليبرالية، القومية، الاسلامية...لكل ظرف وكل الاحوال.
هكذا نسمع حول الطبقة العاملة من داخل صفوفنا او صفوف اليسار بصورة عامة: الحركة العمالية لا تظهر ملامحها!! الحركة العمالية لا تظهر ولا تحضر مثل ما حضرت قبل عقود!! الحركة العمالية لا يتحرك ساكنا ازاء الاوضاع الراهنة!! نقود الحركات الاحتجاجية: الطلابية،الشبابية، العاطلين عن العمل، ضد الدكتاتورية، نتفاعل و ونقود الحركات الدفاع عن البيئة و كل احتجاجات لغاية تنهض الحركة العمالية!!!! بمعنى نثور المجتمع ومن خلاله ينهض الطبقة العاملة. او المجتمع العراقي مضطرب وفوضى والمعامل اغلقت و نسبة عالية من البطالة، واوضاع غير اعتيادية وسيطرة الميليشيات..!!!. عليه لا ننتظر على النهوض بالطبقة العاملة. هذا الرؤية لا تدرك، في حالة حزبنا او اي حزب أخر اذا ليس لدينا موقع داخل صفوف الطبقة العاملة، حين تقود حركات اجتماعية لفئات اخرى من المجتمع، حينذاك اسلوب و تقاليد النضالية لهذه الفئة تاخذه معك، والعكس ليس صحيحا في هذه الحالة.
من ناحية العملية، حزبنا ادى هذا الدور خلال 30 السنة الماضية.. دون ان يدغدغ ضميره العمالي و يلف في رأسه " قيادته" ويسأل و يتريث ويقول لماذا نحن في هذه الحالة البائسة؟!! بطبيعة الحال حتى اذا لديك الالاف الالوف من الاحتجاجيين والبرجوازيين الصغار.... وكلهم منتمين للحزب، لا يتحول الشيوعية ماركس الى قوة، لايتحول الطبقة العاملة الى قوة واصلا لا يدري بها. وهذا مثبت وموثوق تاريخيا و بالدم و بالسجون رفاقنا على الاقل. تاريخ حزبنا مع الاسف هو تكرار متكرر لهذا النهج اللاماركسي لغاية اجتماعنا هذا. 30 سنة وليس لدينا لجنة شيوعية واحدة، 30 سنة وليس لدينا خمسة كوادر ماركسيين" خارج قيادة الحزب"، ثلاثون سنة و ليس لدينا اي تأثير و لو بسيط على الحركة العمالية وليس لدينا تأثير حتى على اقرب منظمة جماهيرية عمالية الينا؟! هل بالفعل هذه الشيوعية؟!! بطبيعة الحال نظرية " تثوير المجتمع ومن ثم الطبقة العاملة!!" لايعطي اية نتيجة لصالح الطبقة العاملة ولصالح الحزب ايضا، وهذا ايضا مثبتة وموثقة تاريخيا؟! هل هناك جواب اخر؟!
مفهوم "المجتمع يثور" او نتحرك داخل المجتمع بصورة عامة ليتسنى التأثير على الطبقة العاملة، لا علاقة لها بالشيوعية. ومن ناحية النظرية مفهوما خاطئا. المجتمع منقسم الى الطبقات.اية طبقة تثوراو تقود الثورة؟!... البرجوازية ليست بامكانها ان تقود الثورة وهذا العهد انتهى بالمطلق و ليست بصورة نسبية. والفئات المحرومة او الفقيرة ليست بامكانها قيادة المجتمع وفقا لموقعها الانتاجي او الاقتصادي بصورة عامة... ليس بامكان تنظيم الطلبة او المرأة أو الشباب او مجتمعة... وتقول بعد ذلك نؤثر على الطبقة العاملة. الحركات الاجتماعية لديها تقالديها. هذا بغض النظر عن عدم تنظيم تلك الحركات دون تنظيم الطبقات الاصلية.
الحالة او موقع الطبقة العاملة في هذه المرحلة، هي نتيجة وليست السبب. غائبة سياسيا و لكن نشطة على صعيد النضال الجاري واليومي. القضية الموضوعية باقية في مكانها مادام الرأسمالية باقية كنظام لعلاقات انتاج، المشكلة هي لماذا تحولت، هذه الطبقة العظيمة على صعيد العالمي الى هذه الحالة البائسة وغائبة سياسيا وليس لها اي دور في حسم اية امور سياسية؟! هذه هي نتيجة. علينا كشيوعين نعرف السبب، ونجاوب ونبدا عمليا بتجاوز هذه المرحلة. المرحلة او الحقبة هي حقبة البرجوازية، بمعنى سيطرتها الكاملة على ميادين الحياتية للبشر... الحقبة الحالية حقبة ركودنا السياسي، حقبة غياب مناخ فكري وسياسي لكل ما تسمى بالصراع الطبقي و نظرياته وبالتحديد ماركس. على صعيد الراي العام العالمي المناخ في هذه المرحلة تشتهي الرياح بما لاتشتهي الطبقة العاملة. هذا المناخ ليس إستثناءأ لطبقة العاملة بل يشمل القوى البرجوازية الليبرالية والاسلام السياسي والقوى الاخرى ايضا، حيث ليس لدى الحركتين المناخ المناسب في بداية النصف الثاني من القرن الماضي لغاية نهايات السبعينيات في القرن الماضي.... الطبقة العاملة في هذه المرحلة، ليست لديها مزاج ثوري. اعادة هذا المزاج يتطلب وقتاً كما يقول انجلز، بصدد بحثه حول الطبقة العاملة في بريطانيا.
التوهمات والاشتباهات الموجودة والسائدة داخل حركتنا، هي دخيلة من الحركات البرجوازية اليسارية، وكنا نمارسها كانها جزء من تقاليدنا ولحد الان. وكل انتصار يتحقق في هذا المرحلة لاحتجاجات وثورات ربيعية " سورية وليبيا و الجزائر، وسودان " او ملونة برجوازية، هو انتصار ونجاح للبرجوازية اللبراليية بشقيها القومي الاسلامي او القومي الليبرالي و الاسلام السياسي. اذن وفي هذه المرحلة كحركة سياسية، كلها حركات رجعية. قضيتي هنا ليس المشاركة من عدمه في الحركات، بل اوسع بكثير من هذه المسائل.
النتيجة لم يثور المجتمع و نحن ابعد من الطبقة العاملة بكثير مقارنة بيوم تشكيل الحزب، وتراجعنا ليس خطوة او خطوتان بل عشرات الخطوات... يجب التغير هذه الاسلوب وهذه التقليد من اساسه. هذا الاجتماع برأي هو اجتماع لحسم هذا الامر. الواجب الذي ما اديناها، علينا نؤدي واجبنا، هذه هي ملخص المرحلة. على الرغم هناك خطوات وانسجام مناسبين بين صفوف قيادة الحزب في هذه المرحلة بين البلينومين.
اخيرا: كيف نبدأ، السؤال الصعب !
اصعب، لاننا لا نبدا من الصفر بل كلنا وحزبنا عبرنا مراحل مختلفة من النضال، لم تؤدي الى تنظيم اي جزء من الطبقة العاملة ولا حتى اية فئات اجتماعية اخرى وهذا امر طبيعي،لان موقع ودورفئات اخرى لتحول الثوري انتهت بصورة مطلقة. كيف نبدأ؟! قبل كل شئ:
الاول: تسخير كافة الامكانيات القيادة بكاملها لحركة العمالية ومشاكلها وعوائقها و ضعفها و بعدها عن السياسة. الجرائد، المجلة، الحوارات، الندوات... المشاكل الاجتماعية الاخرى كلها ثانوية واكثر من ثانوية ...الاوضاع السياسية تحليل وتفسيرها مهمة ولكن لمن؟! مهمة لقادة العماليين وليس لطرح موقف واصدار بيانات فقط، مثل ما كنا نعمل عليه. الشيوعية و حزبها وحركتها تعني التغير العملي و ليس اطلاق المواقف فقط. هذه الفقرة تشمل ايضا الروح النضال الشيوعي " التحريض، الدعاية والتنظيم". و قيادة الحزب تقرر على اولويتها والتمركز عليه وفق مراحل المختلفة.
الثاني: تخصيص اكثرية قيادة الحزب في اللجنتين" المكتب السياسي واللجنة المركزية" لهذا الامر. او تغير هيكل قيادة الحزب، بما تؤمن هذا المنهج.
الثاني: اصدار جرائد عمالية، السياسية و المعملية، و الاقتصادية....وفق تخصصات واضحة.
الثالث: بناء حلقات عمالية، بناء لجان معملية، بناء لجان شيوعية " وفق نضوجها الاجتماعي وليس بالقرار" ، شبكات عمالية متداخلة على صعيد قطاعات مختلفة....بناء شبكة او مجموعة حلقات القادة العماليين على صعيد العراقي بغض النظر عن تصوراتهم. الاهم اتفاق فيما بينهم على عدد من المطالب الرئيسة لطبقة العاملة في العراق. بناء لجان المعامل ولجان المحلات او اي نوع من تنظيمات جماهيرية في المحلات. يرتكز التنظيم كحالة يومية في مكان العمل و المعيشة.... ماعدا اعمال ادارية " بمعنى الواسع" بحتة يتفق عليها قيادة الحزب.
الرابع: بناء صلات وتوثيق العلاقات بين قادة العماليين "بغض النظر عى افكارهم واحزابهم" و نقاباتهم او اتحاداهم في البلدان المختلفة. اركز على القادة العماليين الفعليين، وليس الموظفين الذين يتبرعون على رأس الاتحادات الصفراء. بالتحديد بناء روابط التضامن و التعاضد الطبقي بين عدد من تلك القادة في لجنة او رابطة عمالية واضحة تحت اسم" رابطة عمال الشرق الاوسط" او " الشرق الادنى" او "العالم العربي" او حتى في اوروبا" رابطة العمال في الاتحاد الاوروبي"... وفق الامكانيات المدروسة . لتشكيل اول نواة نضالية اممية لصالح العمال .. حتى اذا الاتفاق يتم على فقرة واحدة او عدد من الفقرات المطالبية فقط.
خامسا: التركيز والتمركز على فعاليات ونشاطات الحزب الاخرى وفق هذا المنهج وتوجيها نحو تحقيق هذا الهدف، عبر التربية الشيوعية، و ضمن خطة مدروسة واضحة بتفاصيلها و مقررة من قبل قيادة الحزب، تربية الطلاب و الشباب و الشابات بهذا الوعي و هذا التوجه والتقليد. توسيع رقعة الحلقات الشبابية والطلابية، وأرتقاء بها نحو حلقات ماركسية وذو تربية عمالية.
هذا التغير في المسار يتطلب الوقت الكافي وسيكون مرحلة بدائية مهمة صوب الحزب الشيوعي العمالي الواقعي الذي يمثل الحركة العمالية، حزب صغير ولكن يمثل واقع حركتها. إنسجام القيادة حول هذا الامر، سيجعل نجاحنا أقرب الى الواقع. 5كتوبر2019
• قدم هذا البحث في الاجتماع الموسع الــ 35 للجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي, وتم نشره في جريدة نحو بلنوم قبل الاجتماع. تم عقد الاجتماع الــ 35 للجنة المركزية في بداية شهر تشرين الثاني2019.