حزب العمال الشيوعى المصرى ومنتقدوه - من أوراق شيوعى سابق 1


سعيد العليمى
2019 / 12 / 15 - 22:52     

تداعى إلى ذهنى حين صادفت مقالات الصحفى المصرى – المقيم فى كندا - سعيد شعيب على موقع الجزيرة ( نت ) مباشر بعناوينها الإثارية عن حزب العمال الشيوعى المصرى مقالان : أحدهما " كيف تستغل البورجوازية المرتدين " لقائد الثورة البلشفية لينين ، والآخر مقال " المخبرون " للمفكرة السياسية حنا أرندت . وقد إتخذت المقالات الخمس العناوين الآتية : اليسار السلفى ، عندما سرقنا وزورنا من أجل الإشتراكية الجميلة ، من أوراق شيوعى سابق - عندما تعاركنا مع الله ، من أوراق شيوعى سابق - الثورة الإشتراكية العظمى بدأت من مصنع والدى ، من أوراق شيوعى سابق -عندما فضحتنا الطبقة العاملة . وغنى عن الذكر بيان التوجهات السياسية الإخوانية لموقع الجزيرة ) نت ) مباشر الذى إختاره منبرا لعرض مزاعمه . كما أنه لم ينطلق من موقع نقدى فيحاكم تجربته الحزبية كماركسي شيوعى فى شروطها التاريخية ، مبينا إنجازاتها ، وممارستها النضالية ، والخبرات التى يمكن أن تستخلص منها ، ونواقصها وأخطاءها المحتومة ، أو التى كان يمكن تفاديها وتجاوزها ، فليس لأية حركة أو حزب أو فرد أن يدعى العصمة ، وإنما تصرف كمنشق عليه أن يبرر تطلعاته إلى مكانة بورجوازية طالما سعى لإحتلالها ، وكان إرتباطه الحزبى لحظة عارضة جانبية فى سياق مجرى حياته العام .
وهنا يتعين علينا قبل كل شئ أن ننوه إلى الحقيقة التى تفيد أنه إن أردت أن تبرر وضعك الراهن فعليك أن تهيل التراب على تاريخك ، وعلى من شاركوك فيه اذا كان يناقضه . وهذا هو مافعله بالضبط . فقد تاب وأناب مؤمنا بالله واليوم الآخر ، والليبرالية المتوحشة ، والديموقراطية البورجوازية ، والتطبيع مع العدو الصهيونى .
والحال تضفى ذاكرة المرء عادة رواء على الماضى ، إلا أن العكس هو الذى يحدث حين يتبرأ المرء من عقيدة إعتنقها ، حيث تتلون كل الخبرات الماضية بلون إحتياجات واقعه المعاش ويصبح عفن الراهن النتن رائعا جميلا . وربما لهذا عم القول الشائع وصفا لهذا النمط " ثوريون فى العشرين محافظون فى الثلاثين " . ولعله ليس مصادفة أن من يهجرون صفوف الثورة والفكر الثورى بأعم معانيه – لاأقول الحزب – يعانون من إنحلال سياسي سريع ، بل ومن إنحلال أدبى ، وخلقى فى بعض الأحيان .
عن "الحزبى" الذى لايعرف شيئا عن سياسات حزبه
يبدأ سعيد شعيب سلسلة مقالاته بمقال " اليسار السلفى " وهو لايحدد لنا ماذا يقصد بالتحديد من وصف السلفية . وهى تنطوى عموما على معنى مناصرة التقاليد والأصول الخاصة بأى تعاليم أو نظرة للعالم ، وعدم القبول بأى إنحراف عنها . وهى فى هذه الحدود أمر مبدئى لأنصار نظرية ثورية مادامت لاتتحول إلى دوجماتية أى إلى عقيدة جامدة منعزلة تتمسك بنصوص غابرة لاتتسق مع أوضاع التاريخ الواقعى الفعلى . أو هى قبول المبادئ على علاتها دون تأمل ومراعاة للوضع التاريخى . وعليه ليست الماركسية اللينينية مجموعة من المبادئ الثابتة التى نجد فيها حلولا جاهزة لكل مايعرض على حزب سياسي شيوعى – وشهيرة هى عبارة انجلز التى رددها تلامذته القائلة بأن الماركسية ليست عقيدة جامدة وانما مرشد للعمل ، وهى فى كل الأحوال ليست حقائق أبدية لابد من تطبيقها آليا. ان عدم القدرة على تغيير الفكر النظرى والسياسي والتنظيمى وجهازه المفاهيمى عندما تتطلب الشروط الموضوعية ذلك ، أو عدم القدرة على إعادة ترتيب أو تركيب مجال نظرى أوسياسي أو عملى معين تنطوى داخله عدة حلول لمشكلة بعينها بهدف حلها بفاعلية أكبر ، أو إحتقار الوقائع التى قد تظهر وتناقض مفاهيم الحزب فى مجال ما ، أو عدم التمييز بين القوى وتلاوينها المختلفة ورميها جميعا فى سلة واحدة بمفردها وكأنها كتلة رجعية واحدة ... كل ذلك يمكن أن يعد سلفية دوجماتية . وجدير بالذكر أن مجرد الإستشهاد بالنصوص ليس سلفية فى حد ذاته إلا إذا إعتمد على التماثل الظاهرى ، والقياس الشكلى ، ووضع بديلا للتحليل العينى للوضع العينى .ولكن أين وجد هذ الشيوعى السابق – كما يسمى نفسه - تلك السلفية لدى حزب العمال الشيوعى المصرى ؟
لقد وجدها فى تمجيد الحزب للدولة الإشتراكية الأولى التى أسسها لينين – أى الإتحاد السوفييتى ، وهو يكتب شارحا مظاهرها : " لذلك كان أى خدش ولو صغير لهذا الكيان غير مسموح به فى أوساط حزب العمال وأوساط الشيوعيين ، وإن حدث فيكون على إستحياء . كما لم نكن نقرأ إلا كتبا تمجد فيه ، ولانسمع إلا مدحا له . لم نكن نقرأ نقدا للماركسية ولاحتى اتجاهاتها وتياراتها ، ولانعرف شيئا عن تطوراتها فى الأحزاب الشيوعية الغربية . لقد كان سياجا ايديولوجيا غير مرئى ، لكنه محكم حول الفلسفة الماركسية الى مقدسات ، ويحول تطبيقاتها الى مقدسات ايضا ، ويحول لينين ورفاقه الى ملائكة لأنهم أسسوا الدولة الأولى ، ولأنهم نجحوا فى ان يسيطروا بها على نصف اوروبا وينشروها فى كل العالم " .
والحال فقد كان لحزب العمال الشيوعى المصرى موقفا متميزا من الإتحاد السوفييتى منذ بداياته الأولى ، وفى المرحلة التى كان يسمى فيها " التنظيم الشيوعى المصرى " ، وقد ترك إنطباعا بممارسته النضالية فى صفوف الحركة الطلابية بأنه ينتمى إلى " اليسار الجديد " العالمى الذى ظهر فى أعقاب المظاهرات الطلابية فى فرنسا فى مايو 1968 ثم باقى أوروبا ، وقد كانت له مواقف مميزة وخصوصا من الإتحاد السوفيتى بوصفه يتبع سياسة تحريفية مراجعة للماركسية .
وقد وصفت مذكرة تحريات مباحث أمن الدولة فى يناير 1975 التنظيم الشيوعى المصرى وهو وصف غير دقيق بأنه " تنظيم يضم بعض العناصر الشيوعية المتطرفة التى تنتهج خليطا من الفكر الصينى والتروتسكى والجيفارى ، ويتخذون موقفا معارضا رافضا لنظام الحكم الحالى ، ويعتمد أسلوب تحركهم على العنف فى مواجهة السلطة ، واتخاذ شكل البؤر الثورية فى المواقع الجماهيرية ، والسكنية ، لنشر الثورة والتمرد على نظام الحكم الحالى مستغلين الحركة التلقائية للجماهير". ( 1 )– والواقع أن الإتهام الذى كان يوجه إلى ح ع ش م هو أنه كان يتبع الخط الماوى الصينى ، ويقف ضد التحريفية السوفيتية ، وقد كان نقد الأخيرة مثار إحتجاج يمين الحركة الشيوعية المصرية ، وخاصة الحزب الشيوعى المصرى ، ولم يكن نقدنا ذات يوم إلا نقدا للسياسات السوفيتية من منظور متطلبات الثورة فى مصر والمنطقة العربية والعالم . وقد رفضنا مقررات المؤتمر العشرين ، وأطروحاته حول التعايش السلمى ومنظوره لها ، والإنتقال السلمى للإشتراكية ، والطريق البرلمانى ، وطريق النمو اللارأسمالى ، وإمكان تحول "الديموقراطيين الثوريين " اإلى الماركسية ( مثل عبد الناصر ) بما يرتبط بها من وهم وجود " مجموعة إشتراكية فى السلطة " وحل المنظمات الشيوعية ، والإنضمام إلى تنظيم السلطة الوحيد كما كان الحال فى مصر .
وفى إحدى وثائقنا التأسيسية وهى" حول طبيعة الثورة المقبلة " - وقد كانت الموافقة على مضمونها شرط قبول أى عضو فى الحزب - يرد التأكيد على ماسبق قوله والتشديد عليه حيث تنص على :
"ويسترشد الحزب فى كفاحة بالنظرية الماركسية اللينينية ، نظرية الطبقة العاملة ، مستهدفا الجمع بين منهجها الشامل وبين قضايا الثورة المحددة فى واقع معين هو الواقع المصرى .
وتتعرض الماركسية اللينينية على النطاق العالمى لعدوان فصائل المراجعة المختلفة ، التى تلتقى جميعاً فى إحلال خط الوفاق الطبقى محل الصراع الطبقى .
والتى تضع التعايش السلمى والمنافسة السلمية والانتقال السلمى الى الاشتراكية فى مكان الصدارة ، بدلا من الخط العام اللينينى للحركة الشيوعية العالمية ، خط الصراع الطبقى الحازم فى البلاد الرأسمالية من أجل التطويح الثورى بالبرجوازية وإقامة دكتاتورية البروليتاريا ، خط الثورات الوطنية فى المستعمرات والبلاد التابعة والبلاد المستقلة حديثاً من أجل التصفية الكاملة للسيطرة الاستعمارية والسير بالحركة الوطنية بقيادة الطبقة العاملة حتى نهايتها المنطقية ، الاشتراكية ، خط تدعيم دكتاتورية البروليتاريا فى البلاد الاشتراكية . وكذلك بين هاتين الثورتين والتطور الثورى للبلاد " ( الوثيقة موجودة على موقعى بالحوار المتمدن )
كما يرد فى وثيقة " ملاحظات أولية حول خطوط الحركة الشيوعية العالمية " نقدا مبدئيا صارما للإتحاد السوفييتى وسياساته :
" ان ما جاء من ملاحظات وآراء الساسه والعلماء السوفييت بالنسبة الى مشروع البرنامج السياسى للحزب الشيوعي السوري حول "قضية فلسطين وإزالة آثار العدوان لا يمكن قبوله دون الاضرار بالحركة الوطنية العربية فى مجموعها .
ان ما جاء فى هذه النقطة ( " النضال فى سبيل حل سياسي على أساس عادل - وهذا يؤدى الى تقوية الأنظمة التقدمية التى بدونها لا حديث عن أية وحدة عربية ولا حديث عن ازالة آثار العدوان – من نتائج ذلك أيضا .... مع تغيير المناخ الدولى فى صالح العرب – على اساس السياسة الحكيمة لبعض الدول العربية يجري فضح اسرائيل دوليا .... الخ – هكذا اذن ليس السبب فقط لأننا لا نريد الحرب بل ان الحرب ستؤدى الى كوارث بالنسبة للأنظمة العربية التقدمية ...") ان ما جاء فى هذه النقطة لا ينبع من أخذ المصالح الحقيقية للقوى الشعبية العربية فى الإعتبار بل ينبع من براجماتية ضيقة الأفق تضع علامة التساوى بين ما يسمى الانظمة العربية التقدمية والشعوب العربية ، دون أية محاولة لابراز مسئولية هذه "النظم " عن الهزيمة وعن مواصلة السياسة التى تؤدى الى الهزيمة وعن استحاله فرض ما يسميه السوفييت بالسلام العادل على اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية " – لوضوح عجز هذه الانظمة عن تهديد الاحتلال الاسرائيلي فيقبل سلميا ما يمكن ان يفرض عليه بالقوة – وكذلك مسئولية هذه النظم عن التهادن مع القوى الامبريالية والرجعية التقليدية العربية .
وهذه السياسة السوفيتية الضارة موضوعيا بالحركة الثورية العربية لا تلقى رغم براجماتيتها الضيقة النجاح العملى أى ما يسميه السوفييت بالانظمة التقدمية ، ابتداء من السودان . جاء فى الوثيقة المذكورة تلك النصيحة الرديئة بالغة الرداءة للشيوعيين السودانيين : " كان واجب الحزب الشيوعي السودانى ان يساعد النميري لا مقصرا عنه ولا مسرعا عنه أوسابقا له . النميري قال لنا أريد بناء الاشتراكية " !!! ، وإن اتباع النصائح التى قدمها الرفاق السوفييت تؤدى الى وضع حركة الطبقة العاملة تحت رحمة السلطات البورجوازية التى لا تخفى عدائها للشيوعية وتحاربها اكثر مما تحارب الاستعمار ( مصر – ليبيا) وتفرض عليها العقم والموت ، كما تؤدى الى ان تظل الحركة المعادية للاستعمار كسيحة فريسة لمناورات البورجوازية ومساوماتها .
فلا يكفى اطلاق كلمة " الديمقراطيين الثوريين" على أمثال النميري ليسير السودان الى الاشتراكية سلمياً " ولن تناقش هنا حديث الساسة السوفيت عن التطور التدريجى وتحالف الحزب الشيوعي مع العناصر الديمقراطية اليسارية التى تسير نحو الاشتراكية " فى قمة السلطة" اعتمادا على ان الحياة لم تعط بعد حلا لهذه القضية ،( قضية ما يسمى بطريق التطور اللارأسمالي وآفاقه ونتائجه) ، فقضية السير وراء البورجوازية الحاكمة قدمت لها الحياة الحل الحاسم ،المذبحة الفعلية او المعنوية للشيوعيين فى ظروف بلادنا العربية ، وتصفية الأسلحة التنظيمية السياسية والجماهيرية للطبقة العاملة – وتحويلها الى أفراد مبعثرين تحاول البورجوازية الحاقهم بجيشها السياسى .( الوثيقة موجودة على موقعى بالحوار المتمدن )
وفى مقال لى بعنوان "ح ع ش م فى التأريخ الكورييلى" لخصت ماكتبه رفعت السعيد وطارق أسماعيل عن العدد الأول من مجلتنا النظرية " شيوعى مصرى " حيث أشار :
أصدر (ح ع ش م) مجلة " الشيوعى المصرى " بوصفها لسان حال نظرى وسياسى , وقد صدر العدد الأول منها فى مصر فى سبتمبر 1975, وظهرت طبعة بيروتية منه بعد شهرين . وقد تضمن اللائحة الحزبية وبيانا بمواقفه النظرية على الصعيدين الأممى والمصرى . ونوه الى أن المجموعة إعتادت أن تصدر وثائق بمواقفها من 1972 – 1975 تحت اسم شيوعى مصرى , واسماعيل محمود فى مجلات الهدف , والراية , ودراسات عربية فى بيروت , وفى مجلة الطليعة الكويتية . ثم تصدى لتلخيص إفتتاحية العدد الأول . ومما ورد فيها : لن تتخلى المجلة عن دورها الأممى بالذات حين يتعلق الأمر بالوضع المأساوى الراهن للحركة الشيوعية العالمية , وخاصة فيما يتعلق بالمراجعة السوفيتية اليمينية , والمراجعة الصينية اليسارية , ويجب على مجلتنا أن تؤكد الخط الثورى الماركسى الذى تم تشويهه على يد المراجعتين المتناحرتين .. وبعد تلخيصه لجزء من الإفتتاحية إنتهى إلى أن هذا الحزب : ( تحدى شرعية الحركة الشيوعية على المستوى القومى , والإقليمى , والأممى , متقمصا دورا طليعيا فى إصلاح الحركة . وقد مثل برنامجه خطا راديكاليا تأسس على قطيعة مع الماضى , ورفضا للشرعية القائمة للحركة الشيوعية . وقد مثلت مجلته السلاح النظرى لبرنامج الحزب . وظلت تطبع فى القاهرة , وبيروت حتى إنتفاضة يناير 1977 . لعب الحزب دورا بارزا فى الإنتفاضة , منظما الطلاب والعمال . وقد ردت أجهزة الشرطة والمخابرات بإعتقالات واسعة لأعضاء الحزب ومناصريه .( الحركة الشيوعية فى مصر -- 1920 -- 1988 - لمؤلفيه د . رفعت السعيد - د . طارق اسماعيل - الصادر بالإنجليزية عن دار نشر جامعة سيراكيوزه-- نيويورك عام 1990 , الصفحتين 146 – 147 ) المقال موجود على موقعى بالحوار المتمدن .
مفاد ماسبق أن حزب العمال الشيوعى المصرى لم يؤقنم الإتحاد السوفييتى لأنه كان بلد الإشتراكية الأم . بل وقف منفردا مع قلة من المنظمات والأحزاب على مستوى الوطن العربى والعالم منتقدا أفكاره النظرية والسياسية غير حافل بتشهير إخواننا " الكويسين " كما يسميهم من وصف نفسه بالشيوعى السابق الذين نالوا منه صك الإعتراف بهم . ولولا خشية الإطالة لذكرت أمثلة أخرى .
أضف الى ذلك لم ينغلق الحزب على الماركسية فى طبعتها السوفيتية ، بل حتمت نشأته ذاتها وسياقها التاريخى أن يطلع ويتابع كتابات تروتسكى ، وارنست ماندل ، وفرانزفانون ، وريجى دوبريه ، وهربرت ماركوز ، وجيفارا ، وروجيه جارودى ، واريك فروم ، بل ايضا جان بول سارتر ، وكارل بوبر، حتى المعادى القح للماركسية ريمون آرون ، وحين صدر كتاب الصراع الطبقى فى الإتحاد السوفييتى لشارل بتلهيم بالفرنسية كان قلة من رفاقنا يقرأونه ، وقبل انهيار النظام السوفييتى بسنوات طويلة . وكل المنصفين من متابعى الحلقة الثالثة للحركة الشيوعية المصرية فى السبعينات يعترف ببروز كوادر ح ع ش م فى المجال النظرى والسياسي ، ويمكن تبين هذا من مجمل أدبه المنشور فى مجلة الشيوعى المصرى ، وجريدة الإنتفاض ، من تطور الرأسمالية ، الى نمط الإنتاج الآسيوى ،الى الدولة البوليسية والصراع الطبقى فى مصر ، حتى موقف من مهمات النضال الفلسطينى ، الى القضية الوطنية فى مراحل تطورها المختلفة ، وصولا الى قضايا الحريات الديموقراطية والثورة الاشتراكية ... والسلطة والإستغلال السياسي للدين ، والماركسية والإسلام وغيرها .
واذا كان هذا الشيوعى السابق – كما يصف نفسه – قد قرأ تروتسكى بعد خروجه من حزب العمال ( كتب عنه فى مقاله أنه كان قائدا للجيش الأحمر فى الحرب العالمية الثانية !!!! ) فربما كان اهماله فى تثقيف ذاته هو السبب وأننا : " كنا نقرأ أعمال تروتسكى ، وبز جميع الرفاق فى هذا الصدد الرفيقين صلاح العمروسي ، وخالد جويلى . وقد توفر لنا بشكل مبكر المؤلف الضخم عن تاريخ الثورة الروسية بترجمة أكرم الديرى وهيثم الأيوبى عام 1971 ، والكتابات الأساسية و1905 بالإنجليزية ، دروس ثورة أكتوبر ، الثورة المغدورة ، الثورة الدائمة ، أخلاقهم وأخلاقنا ، الثورة الأسبانية فى مراحل متأخرة . كنا نقرأ تروتسكى تحت حراسة لينين المشددة لا ستالين . ولم نكن نسمى أنفسنا ستالينيين . كما أن اسم ستالين لم يرد فى كتاباتنا إلا لماما ، ربما فى مقالى العضوية فى التنظيم الشيوعى ، وفى كراس كتبته بعنوان : الحزب اللينينى وفوضى التنظيم المجالسي . وقد إنتقدت نظرات تروتسكى التنظيمية ، التى كان هو ذاته قد تراجع عنها وقدم نقدا ذاتيا لها فى مواضع مختلفة منها كتيبه دروس ثورة أكتوبر . ولم يترجم لستالين فى حدود علمى إلا مقال واحد فى حزبنا هو : تروتسكية أم لينينية ، وكان بمثابة أول تمرين فى الترجمة لرفيق كان يدرس اللغة الانجليزية ." ( مقالى تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون – على موقعى بالحوار المتمدن )
أما العلاقة بالمنظمات الشيوعية الأخرى فقد كانت تتوطد بقدر مانتقارب فى مفاهيمنا التاكتيكية والإستراتيجية . فقد كانت لنا صلة منتظمة بالعصبة الثورية الشيوعية ( التروتسكيون ) وكان القائم بها رفيقنا الراحل خليل كلفت ، كما كانت هناك صلة بمنظمة المؤتمر من خلال رفيقنا الراحل صلاح العمروسي ، وصلة بالحزب الشيوعى المصرى كلف بها رفيقنا العامل المناضل سعيد عبد المنعم ناطورة ، وكذلك رفيقنا هانى شكر الله . ولابد من أن أؤكد هنا على تمييز كنا نقوم به بين مناضلى الحزب الشيوعى المصرى ، والتجمع الوطنى التقدمى الوحدوى الميدانيين ، والعمليين ، وبين القيادات السياسية التاريخية الإنتهازية المراجعة . اما اننا " لم نقرأ كتابا لرفاقنا الشيوعيين من خارج التنظيم ولا اطلعنا على منشوراتهم ولاسعينا لصداقتهم " كما يقول الشيوعى السابق فيكذبه واقع مناقشتنا لأى أدب حزبى ذووزن يصل الينا ومثاله الأبرز ردنا المطول على كتاب ط . ث . شاكر المعنون : قضايا التحرر الوطنى والثورة الإشتراكية فى مصر . وهاهو ذا مثل على متابعتنا لكتابات القوى الأخرى حيث ينتقد رفيقنا سميح يوسف مفهوم البورجوازية الطفيلية ويبين النتائج اليمينية المترتبة عليه ، ولنرى اذا كان الشيوعى السابق محقا فيما قاله عن خطأ موقفنا المتشدد من الحزب الشيوعى المصرى بينما هم " ناس كويسين " !
نشر المقتطف أدناه من المقال التالى بجريدة الانتفاض العدد 34 – الصادر فى 1 -12 -1980 طبعة الخارج
بعنوان : لا.. للتحالف مع اليمين الرجعى .... بقلم سميح يوسف
( فى انباء واردة من القاهرة ، جاء ان الحزب الشيوعى المصرى يجرى مباحثات مع حزب الوفد ومع الناصريين لتشكيل " جبهة " ، وتتحدث الانباء عن انه لاخلاف بين الحزب الشيوعى والوفد . وان المشكلة فى الوصول الى اتفاق تتمحور حول الخلاف – الناصرى – الوفدى ! . انتهى النبأ ) .
لسنا فى حاجة للتمحيص فى مدى صحة هذا الخبر ، لأن المواقف السياسية المعلنة للحزب الشيوعى المصرى لاتتعارض مع ذلك بل تؤكده صراحة ، وهذا يدفعنا من جديد لمناقشة اسس موقف الحزب الشيوعى المصرى من قضية الجبهة ، فى ظروف بلادنا الخاصة ، والمخاطر الجمة التى يحملها هذا الموقف على العمل الوطنى والشيوعى . البورجوازية الطفيلية اساس المشكلة :
لايمكن فهم تخبطات الحزب الشيوعى فى مسألة الجبهة بدون الاشارة للخطيئة الاصلية فى تحليل الحزب ، الا وهى موضوعة " البورجوازية الطفيلية " ، وحيث لايقدم تحليلا مبرهنا عليه للطبيعة الطبقية للسلطة ، بل انه يتهرب من ذلك ، منطلقا الى التوصيفات السياسية العامة ، ومبسطا طبيعة السلطة الى مجرد سلطة الوكلاء الكومبرادور ، والحرامية ، والمرتشين والمضاربين ، وتجار الشنطة .. الخ واذا كان الامر كذلك فلماذا لايتجمع كل الشرفاء فى جبهة لاسقاط هذه الحفنة الضئيلة غير الشريفة ، هذه الحفنة غير الأخلاقية ! لماذا لايتحالف الثوريون مع " البورجوازية الصناعية والتجارية المصرية التى تعانى وطأة مااسموه بالانفتاح الاستهلاكى " ( بيان المكتب السياسي المنشور فى النداء 16 /2 /1979 )
استنادا الى هذا " التنظير " يعمل الحزب الشيوعى بحماس على استعادة القوى التى طالما اعتبرها اقصى اليمين الرجعى الى الصف الوطنى كالوفد والاخوان وامثالهم ، بل ان خلط الامور واختلاطها لايشمل بعض القوى السياسية خارج كراسي الحكم ، بل يصل الى تحويل اقسام سياسية من الطبقة الحاكمة ، اقسام اساسية من البورجوازية البيروقراطية والبورجوازية التقليدية الى المعارضة الوطنية رغم انفها !
ولنقرأ فى تقرير المكتب السياسي عن دورة ديسمبر 1976 : " المعارضة واسعة وشاملة تبدأ من الأم المصرية ، ربة البيت التى تضج بالشكوى من ارتفاع الاسعار وندرة السلع واختفائها ، ويشترك فى الشكوى المواطنون من كل الشرائح حتى البورجوازية المصرية المنتجة ، واعضاء مجلس ادارات شركات وبنوك القطاع العام ، تئن من خطر المنافسة الاجنبية وتكدس المخزون السلعى وسحب مدخرات المصريين فى الخارج "
" والاحزاب المصرية ( السرية والعلنية ) ماعدا القيادة الرسمية للحزب الحاكم ( !! ) تعارض كل او بعض هذه السياسة الاقتصادية الطفيلية ، وحتى بعض نواب الحزب الحاكم فى مجلس الشعب يعارضون رفع الاسعار والغاء الدعم " .
ثم يخلص من ذلك قائلا " ان عمق الازمة الاقتصادية فى بلادنا وسريان آثارها السلبية الى كل جزء فى المجتمع والى كل فرد فيه (!! ) عمق ووسع نطاق المعارضة لهذه السياسة بحيث شملت الجميع ماعدا الفئات الطفيلية فى المجتمع ، وهى ضيقة ومحدودة فى المجتمع المصرى " ( ص 102 ستون عاما من نضال الشيوعيين المصريين ) .
اذن حسب هذا الكلام فان جبهة المعارضة تمتد ببركة الله من ربة البيت مرورا بقيادات البنوك والشركات فى القطاع العام انتهاء بقواعد الحزب الوطنى الديموقراطى ، الحزب الساداتى ، لابل حتى بعض نواب هذا الحزب العتيد فى مجلس الشعب .!!



وتدليلا على الموقف العملى المؤسس مبدئيا أشير إلى البيان الصادر فى جريدة الانتفاض يوم الثلاثاء الموافق 8 نوفمبر 1978 – العدد الثانى – السنة الاولى – طبعة فرع الخارج :
بيان اللجنة المركزية لحزب العمال الشيوعى المصرى خطوة عملية من اجل توحيد الحركة الشيوعية المصرية فى حزب شيوعى واحد ... 23 /6 / 1978
التقى عضو قيادى فى حزب العمال الشيوعى المصرى ( رفيقنا الراحل هانى شكر الله )، مع عضو قيادى بارز فى الحزب الشيوعى المصرى ( ميشيل كامل ) وتوصلا بمبادرة منهما الى اقتراح البيان التالى على اللجنتين المركزيتين للحزبين :-
فى سياق النضال المشترك من اجل وحدة الحركة الشيوعية المصرية على اسس مبدئية من الوحدة الفكرية ، والسياسية جرى اجتماع لممثلين عن كل من حزب العمال الشيوعى المصرى ، والحزب الشيوعى المصرى وقد قام الطرفان بالتباحث فى مختلف قضايا الثورة فى مصر ، وتلك المتعلقة بوحدة الحركة الشيوعية المصرية . وقد اتسم الإجتماع الأول بروح رفاقية إيجابية تؤكد أهمية الحوار المباشر والطرح المبدئى لنقاط اللقاء والخلاف .
ورغم وجود خلافات هامة مازالت قائمة فيما بينهما ، فقد ابدى الحزبان رغبتهما الاكيدة على مواصلة العمل من اجل وحدة الحركة الشيوعية بالاتفاق على الخطوات التالية :-
1 – تشكيل لجنة دائمة للحوار من ممثلى الحزبين على مستوى اللجان المركزية .
2 – اصدار مجلة مشتركة للحوار حول مختلف قضايا الثورة فى مصر والمنطقة العربية تفتح صفحاتها لكل الشيوعيين المصريين .
3 – العمل من اجل تشكيل لجان للتنسيق للنضالات الجماهيرية فى مختلف المواقع العمالية والفلاحية والطلابية حتى تتم عملية الحوار الفكرى على قاعدة نضالية .
ان الحزبين يعتبران ان هذه الاتفاقات تشكل علامة هامة على طريق النضال من اجل وحدة الحركة الشيوعية المصرية وينتهزان هذه الفرصة لدعوة كافة الشيوعيين المصريين للمشاركة فى حوار واسع وعميق بهدف تحقيق الاهداف الكبرى لشعبنا فى التحرر الوطنى والاشتراكية .
عاش كفاح الشعب المصرى . عاشت الحركة الشيوعية المصرية – المجد والخلود لشهداء الكفاح الشيوعى فى مصر .
******
لقد تدارست اللجنة المركزية لحزب العمال الشيوعى المصرى فى اجتماعها الاخير مشروع البيان المشترك الذى اوردنا نصه اعلاه ، وتعبر اللجنة المركزية اولا وقبل كل شئ عن ترحيبها بهذه المبادرة من الرفيقين القياديين وهى ترى ان هذه المبادرة تنسجم مع رأيها القائل بضرورة العمل بين المراكز المتعددة " من فوق " باعتبار ذلك احد الاشكال الرئيسية فى قضية التوحيد ، ولكن مشروع البيان المشترك بحاجة فى رأينا الى اجراء تعديلات ، حتى يكون موضع التأييد الكامل من جانبنا وبالاخص فيما يتصل بأمرين هامين :
1 – انه من الضرورى حتى نتفق ومن اجل ان نتفق ، ان نحدد بوضوح قاطع ان الخلافات عميقة بين الحزبين ، وان هذه الخلافات العميقة هى السر الكامن وراء النشأة المستقلة للحزبين ، وليس هنا بالطبع مجال عرض او مناقشة هذه الخلافات ، ولكن من الضرورى ان تكون الاشارة واضحة وقوية الى واقع وزن هذه الخلافات ، فليس فى الامر اى حساسية او حرج ، مادام يتصل بالخلاف المبدئى والصراع الفكرى المبدئى بين الحزبين .
2 – يقتصر المشروع على اساليب وتدابير محددة من اجل مواصلة العمل فى سبيل تحقيق قضية الوحدة بين مختلف منظمات الحركة الشيوعية المصرية على اسس مبدئية . ومن الحيوى تماما ان نوسع مجال الاتفاق على ادوات واساليب واجراءات العمل من اجل تحقيق هذه القضية العظيمة .
وعلى هذا الاساس فان لجنتنا المركزية تقترح النص الآتى :
بيان مشترك بشأن وحدة الحركة الشيوعية المصرية صادر عن حزب العمال الشيوعى المصرى والحزب الشيوعى المصرى
فى مجرى النضال من اجل وحدة الحركة الشيوعية المصرية ، فى حزب شيوعى مصرى واحد ، اثمرت الاتصالات بين اللجنتين المركزيتين لحزب العمال الشيوعى المصرى ، والحزب الشيوعى المصرى الاتفاق حول اصدار هذا البيان المشترك باعتباره خطوة اولى تتحدد بوضع اطار للجهود التوحيدية التى يلتزم الحزبان بالقيام بها . وتلتزم اللجنتان المركزيتان امام جميع الرفاق ، اعضاء ومرشحى واصدقاء وانصار الحزبين ، ومختلف منظمات الحركة الشيوعية المصرية ، بانهما سوف تواصلان الجهود التوحيدية على اسس مبدئية واضحة .
ولهذا ترى اللجنتان المركزيتان ضرورة ابراز ان الخلافات بين الحزبين عميقة ، وتشمل مختلف قضايا الثورة المصرية والعربية والعالمية وتقرر ان هذه الخلافات العميقة هى السر الكامن وراء النشأة المستقلة للحزبين ، كما تؤكدان من جديد ضرورة ابراز هذه الخلافات من اجل الوصول الى الاتفاق والوحدة من خلال الصراع المبدئى الفكرى .
ورغم ان تحقيق قضية الوحدة عملية معقدة ، الا ان الشروع المباشر من خلال كافة الاساليب والخطوات العملية الملائمة اصبح امرا لايقبل التأجيل .
وتنطلق اللجنتان المركزيتان فى جهودهما التوحيدية من حقيقة ان الخلافات العميقة بين الحزبين لايمكن ان تؤثر فى الثقة الكاملة فى اخلاص وجدية وكفاحية وثورية كافة اعضاء ومرشحى واصدقاء وانصار مختلف منظمات الحركة الشيوعية المصرية ، فى كافة المستويات واللجان والمواقع .
وتشدد اللجنتان المركزيتان على ان الوحدة المبدئية لايجمعها شئ مع الوصول الى تسويات وانصاف حلول حول الخط الفكرى والسياسي والتنظيمى ، بل ان الاتفاق الكامل على الخط الفكرى والسياسي والتنظيمى الشيوعى الثورى الماركسي اللينينى المعادى لكل اشكال المراجعة والانتهازية والاصلاحية هو الاساس الوحيد للوحدة المبدئية المنشودة . ومن اجل الممارسة الفعلية لعملية تحقيق الوحدة ، اتفقت اللجنتان المركزيتان على الاساليب والخطوات التالية :
اولا : انطلاقا من حقيقة ان قضية الوحدة عملية فكرية سياسية تنظيمية بعيدة المدى وطويلة الامد ، وليست " طبخة " فوقية متعجلة تقوم بها اللجان المركزية من اعلى ، تؤيد اللجنتان المركزيتان الاعتماد على الصراع الفكرى المبدئى ، من خلال المناظرة الواسعة الدؤوبة فى الصحافة الحزبية المتنوعة ، باعتبار هذا الصراع الفكرى المبدئى شكلا رئيسيا من اشكال النضال فى سبيل الوحدة ، وعلى اساس انه سلاح اساسي لابديل له ولاغنى عنه ، وعلى اساس انه اسلوب مبدئى بعيد عن الحرج والحساسية .
ثانيا : بالاضافة الى كافة وسائل الصراع الفكرى المبدئى ، تؤيد اللجنتان المركزيتان اصدار مجلة مشتركة لممارسة هذا الصراع الفكرى حول كافة قضايا الثورة المصرية والعربية والعالمية تفتح صفحاتها لكل الشيوعيين المصريين ، وتديرها هيئة تحرير مشتركة ملزمة بنشر كل مايرد اليها عن طريق اللجان المركزية بشرط خلو هذه المواد من الاسرار الحزبية ، ويقتصر توزيعها على اعضاء ومرشحى منظمات الحركة الشيوعية المصرية كما يمكن ان يمتد توزيعها الى خارج هذه الدائرة بقرار من هذه المنظمات .
ثالثا تلتزم كل لجنة مركزية بالقيام بتوزيع مطبوعات الحزب الآخر على اعضاء ومرشحى حزبها ، حتى يكون جميع الاعضاء والمرشحين فى وضع يمكنهم من الحكم على المواقف بعد ان يطلعوا عليها بانفسهم وبانتظام ، ومن اجل ان يكون ذلك عمليا تلتزم كل لجنة مركزية بتسليم صحافتها ومطبوعاتها الى اللجنة المركزية الاخرى باعداد كافية من النسخ .
رابعا : دعوة كل الرفاق فى كل حزب الى الاهتمام المكثف بالاطلاع على الادب الحزبى لبقية منظمات الحركة الشيوعية المصرية ، والا يكتفوا بذلك ، فمن المفيد ان يجروا حولها المناقشات داخل وخارج حزبهم .
خامسا : تشدد اللجنتان المركزيتان على دور التفاعل المباشر بين الشيوعيين فى مختلف التنظيمات فى مواقع العمل العلنى والجماهيرى ، حيث تستطيع المواقف الثورية حقا ان تجمع حولها الغالبية ، وأن تبرهن على سلامتها بشكل علمى وعملى ، وتعد اللجنتان المركزيتان هذا "التفاعل من تحت" من خلال العمل الجماهيرى المباشر شكلا اساسيا من اشكال تحقيق الوحدة وفى تمهيد الطريق اليها .
وعلى هذا الاساس تدعو اللجنتان المركزيتان جميع اعضاء ومرشحى واصدقاء وانصار الحزبين وبقية منظمات الحركة الشيوعية المصرية فى مختلف المواقع العمالية والفلاحية والطلابية ... الخ الى العمل المشترك والتعاون والتنسيق والتفاعل المباشر من خلال قيادة الحركة الشعبية الجماهيرية على اساس راسخ من المواقف والاساليب الثورية ، مع الابتعاد عن بعض الاساليب الخاطئة فى مجال التنسيق والتى يمكنها الحاق الضرر بالسرية الدقيقة من ناحية وبالانضباط الحزبى الذى لايمكن ان يحل محله الالتزام بقرارات لجان التنسيق من ناحية اخرى .
سادسا : تؤيد اللجنتان المركزيتان تشكيل لجنة مشتركة من الحزبين او منظمات الحركة الشيوعية المصرية على مستوى اللجان المركزية ، وظيفتها قيادة كافة الجهود التوحيدية .
سابعا : تؤيد اللجنتان المركزيتان فتح السبيل امام كل الاشكال الملموسة التى سوف ترتديها عملية الوحدة فى لحظاتها الاخيرة ولكل اشكال الوحدة الثنائية او متعددة الاطراف من خلال مؤتمرات تمهيدية او اى اشكل اخرى هى امور تفصيلية لم يأت وقتها بعد ، فالقضية الاساسية هى الشروع فى المناظرة الواسعة المعمقة من خلال كل الاشكال والادوات والاساليب الملائمة وكذلك اقصى التفاعل والتعاون على مستوى مواقع العمل العلنى والجماهيرى .
ان الحزبين يعدان هذه الاتفاقات علامة هامة على طريق النضال من اجل وحدة الحركة الشيوعية المصرية وينتهزان هذه الفرصة لدعوة كافة الشيوعيين المصريين للمشاركة فى حوار واسع وعميق بهدف تحقيق الوحدة فى حزب شيوعى ثورى واحد ، من اجل تحقيق الاهداف الكبرى لشعبنا ، من اجل تحقيق الاستقلال الوطنى الجذرى ، ومن اجل تحقيق الثورة الاشتراكية ومن اجل تحقيق الهدف النهائى : الشيوعية .
عاش كفاح الشعب المصرى .عاشت الحركة الشيوعية المصرية . عاشت الطبقة العاملة المصرية . المجد والخلود لشهداء الكفاح الشيوعى فى مصر .
وبطبيعة الحال فان اللجنة المركزية لحزب العمال الشيوعى المصرى ، مستعدة لاجراء كل التعديلات الملائمة وبالاخص فانها تود ادخال تعديل لاتملكه هى ، وهو انضمام باقى منظمات الحركة الشيوعية المصرية الى هذا البيان المشترك منذ اللحظة الاولى .
اللجنة المركزية لحزب العمال الشيوعى المصرى .
من المؤسف أن هذا الشيوعى السابق لايبرهن على مايقول من خلال مواقف نظرية – سياسية – تنظيمية – جماهيرية منسوبة للحزب الذى ينتقده وانما يكتفى بإصدار أحكام مرسلة ولايحيل لشئ إلا نفسه . ويبلغ به إنعدام البصيرة حد القول : " تكون لدينا تصورا نهائيا ومغلقا لإصلاح العالم دون إرادته ، فقط بإرادة الطبقة العاملة ، وبما أننا طليعتها الثورية فهذا العالم سوف نغيره دون حتى أن يريد ، بل وليس مهما أن يريد ، فنحن سوف نريد نيابة عنه ... .... الحركة الشيوعية التى كنت جزءا منها ، لم تكن فقط أيديولوجيا سياسية نظرية نعتنقها ، بل كانت عالما كاملا موازيا للواقع .... هذه الحالة من التماهى فى الكل ، فى التنظيم ، فى الفكرة ... "
الثورة لاتقودها احزاب منفردة بل ولاتكفى طليعة الطبقة العاملة لخوضها بل ينبغى ان تكون اغلبيتها مع الثورة ، وأن يكون لها حلفائها الطبقيين من الفلاحين الصغار وفقراء الفلاحين والفئات الراديكالية فى البورجوازية الصغيرة ، وأن تشترك جميعا فى إنجازها مع لعب دور فاعل فى خلخلة أجهزة القمع الأساسية وجذب بعض قطاعاتها – هذا موجز مايرد فى كل أدبيات الحزب وممارساته العملية . ومشهورة هى عبارة إنجلز التى يعرفها كل شيوعى : أنت لاتستطيع أن تفرض السعادة على شعب من الشعوب .
أما عن العالم الكامل الموازى للواقع الذى كنا نحيا فيه ، فهذا شأن أنصار العقائد الثورية – وغير الثورية – الذين يقفون مناهضين لأسس نظام معين بكل قيمه ومعتقداته ولكنهم غير منعزلين عن جمهورهم وقواعدهم الإجتماعية ، وربما قلنا مع أحد أبطال روايات ديستويفسكى : " أنا لاأفهم ، كيف يستطيع المرء اذا كان خاضعا لتأثير فكرة مسيطرة يرتبط بها عقله وقلبه إرتباطا تاما، أن يعيش حياة خارج هذه الفكرة " .
ونحن نقرأ مقالات هذا الشيوعى السابق ، لابد من التأكيد على أنه ليس المطلوب أن نعرف مايقال فحسب ، بل باسم أى شئ يقال ، وفى أى وقت ، وأى مكان ، ولأى هدف ... أى الغرض الذى ولده ، وللسياق الذى يحيط به ، وبالأخص المستقبل الذى يعلن عنه .
يتبع






* نشرت المقالات المذكورة فى بداية المقال عاليه تباعا فى 19 مايو ، 27 مايو ، 17 يونيو، 24 يونيو ، 2 يوليو 2017 . http:mubasher.ajjazeera.net/opinion /المقالات ...
1 – شاعر تكدير الأمن العام ، صلاح عيسي ، ص 104 ، دار الشروق ، الطبعة الثانية ، 2008 ، القاهرة . لفهم طبيعة توجهات اليسار الجديد فى أوروبا راجع بيانهم الأيديولوجى فى : The new revolutionaries – a handbook of the international radical left – edited by Tariq Ali- William morrow and company , inc. new York 1969 . – وفى نقد نظرات اليسار الجديد من منظور سوفييتى راجع : اليسار الجديد إلى أين ومع من ، ف . بولشاكوف ، ترجمة مجدى نصيف ، دار الثقافة الجديدة ، 1977 ، القاهرة .






________________________________________