الكراهية الإسلاموية بدون حدود ؟


احمد مصارع
2006 / 5 / 27 - 13:28     

( أحبك , وأحب كل من يحبك ... وأحب الورد جوري لأنه بلون خدك .. أحبك ) على حامل واحد منطقي جدا , ومتآلف جدا ؟
لابد من العسف الفكري , ومن ضربة قوية لتكسير الجوزة الفارغة من صلابتها وقساوتها الزائدة عن الحد , بل من التفكير بلغة مفهومة , أو جريئة كما يحلو للبعض أن يسميها وهو لا يعنيها في حقيقة الأمر .
حين يقال : من أخطأ فله أجر , ومن أصاب فله أجران , فهو مبدأ في خبر كنا وكان ؟
الورطة مصدرها النوايا الطيبة ,فأصحاب النوايا الحسنة ضحايا على الدوام , وكما يقال فالطريق نحو جهنم معبد بأصحاب النوايا الحسنة .
ادعاء القضية ( الحديث الشريف ) : من استن سنة حسنة فلهو أجره وأجر من عمل بها الى يوم القيامة , ومن سن سنة سئية فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة ؟
بغض النظر عن المحددات الصالحة لتحقق القضية , وهي من الحقائق المثالية ما فوق الواقع الفعلي , مثالية متسامية عن الواقع , ولكن أفضل مافيها هو أنها على حامل مستقيمي واحد لا تخالف فيه في فضاءات المعنى .
المبدأ من إثارة ظاهرة معينة , هو في البحث عن إمكانية إنارة داخلية لها , بدون اللجوء لعملية الإدغام , بغنة أو بغير غنة , مع العلم بأن البضاعة السائدة في عصرنا المتأخر هو في انتشار ظاهرة هؤلاء ممن ( يظهرون مالا يسرون ) الى درجة استنكارهم لكل صراحة ووضوح بحيث نستطيع بسهولة بالغة أن نقرر بأن الغموض هو غايتهم ؟.
من المعلوم بأن للكراهية حدين , أحدهم الأنا , ومن ثم الآخر , والعلاقة فيما بينهما هو المؤشر لامكان حياة السلام والتقدم ؟ .
لو تقرر بأن الآخر هو الجحيم , وأصبح هذا الفضاء هو الواقع السائد , فقد يبدو الأمر واقعا مفروضا , ولكنه ممكن التآلف , كأن تكون الكراهية قدرا ؟!.
في واقعنا المحتسب زورا وبهتانا على الإسلام والعروبة ,يسود فضاء المستقيمات المتخالفة , أي غير الواقعة في مستوي واحد , وهذا ما سينجلي بوضوح , عند استعراض امكانات العلاقة بين الأ نوات الأنانيات والأخريات الفانيات ؟
لندرس صفات العنصر المتورط في انتمائه لهذه المجموعة , وماهي احتمالات الوضع الذي يمكن أن يوجد عليه , بدون اختيار أو إجبار , وفقا لطاقاته واستعداداته أو ربما موهبته , أو وفقا لصدفة وجوده , وتبعيته وضعف اختياراته , وربما القضاء والقدر الذي يخرس كل علم أكبر بما لا يوصف من كل طاقات العقل ؟
الاحتمال الأول : أن يحب المرء نفسه ويحب غيره ؟
الأمل الواسع .
هذا الاحتمال توافقي للغاية وينسجم مع الغايات البشرية النهائية , وهو الأمثل , ولكنه موضع تساؤل , فليس من السهل أن يحل ضيفا إلا مع مجتمعات الطبيعة الأولى أو مع مجتمعات التعاقد العليا, من نوع ( قانون ودستور) أو من نوع ( لا قانون ولا دستور) .
الاحتمال الثاني : أن لا يحب المرء غيره ولا يحب نفسه ؟
اليأس القاطع .
منعا للاستطراد سنعتبر هذه الإمكانية مجرد عملية نفي للاحتمال الأول , والأهم في هذا الفضاء أن مستقيما ته على حامل واحد , وفي نفس المستوي , بدون تخالف وضياع ؟.
الفضاء الضائع والمتخالف بل والفوضوي بدون حدود , هو في الإمكانيات التالية :
أنا أكره الآخرين وأحب نفسي ؟ أو أنا أكره نفسي وأحب الآخرين ؟!.
المستقيمات هنا متخالفة , ولا تقع في مستوي واحد ؟!.وهذا هو التناقض ؟!.
التناقض في الأقوال شر , ويقال في العربية - والله أعلم - شر الحديث ما ناقض بعضه بعضا ,فهل المسلم من سلم الناس من لسانه ويده , أم هو الجسد يتداعى لنفسه في السهر من الحمى لأنه بنيان مرصوص ؟ أم السواسية كأسنان المشط ؟ وكل هذه الأحاديث محمولة على مستقيمات من نفس المستوي ؟,
هل يوجد فرق بين أن تكون مسلما أو غير مسلم ؟
مع العلم , فلا يوجد أبدا من هو مسلم أو غير مسلم ؟
إذا كان كل مافي الكون مسلم ومسالم , فلا يمكن للمسلم إلا أن يحب غيره , كما يحب نفسه ..
وللقارئ العزيز أن يختار بدون إجبار ..
هل للكراهية حدود أو مسار ؟