السعي وراء الربح الاضافي !


ادم عربي
2019 / 12 / 13 - 15:05     

عندما يتم الحديث عن فكر ماركس في الاقتصاد السياسي وطريقة ماركس في التفكير يُسئ كثيرا من الماركسيين لهذا الفكر ، ليس لكرهم لماركس ولكن لجهة عدم فهمهم له ، فهم يُسيؤون لماركس وفكره سواء كانوا يعلمون او لا يعلمون ، في النظام الراسمالي تكون إنتاجية العمل في حركة دائمة. فيوجد دوما، بوجه الإجمال، أنواع ثلاث من المشروعات (او الفروع الصناعية) النوع الاول يقف في المستوى الاجتماعي المتوسط للانتاجية، والنوع الثاني متأخر فات اوانه، فاقد التوازن، انتاجيتها ادنى من المستوى الاجتماعي المتوسط؛ والنوع الثالث رائد من الناحية التقنية، وانتاجيته اعلى من المستوى الاجتماعي المتوسط.

ففي الفرع المتاخر تكنولوجيا تكون انتاجية العمل دون المتوسط ، واي زيادة في وقت الانتاج تسمى هدرا للعمل الاجتماعي ، فاذا كان وقت العمل لسلعه معينه 3 ساعات وذاك المصنع المتاخر انتجها في 5 ساعات ، فالساعتان هما خسارة وهدر للعمل الاجتماعي ، او لمجموع ساعات العمل الاجتماعي ، وعلى الطرف الاخر المصنع المتقدم تكنولوجيا ، وعلى فرض ان المتوسط الاجتماعي لانتاج سلعة ما 3 ساعات ، فان المصنع المتقدم تكنولوجيا قد ينتج نفس السلعه في ساعه واحده ، او ينتج ثلاث سلع في زمن المتوسط الاجتماعي للانتاج ، ان هذا المشروع او الفرع الصناعي يوفر في انفاق العمل الاجتماعي، وسينال تبعا لذلك ربحا اضافيا، أي أن الفرق بين سعر البيع وسعر التكلفة سيكون اعلى من متوسط الربح .

إن السعي وراء هذا الربح الإضافي هو بالتأكيد محرك الاقتصاد الرأسمالي كله. إن كل مشروع رأسمالي يندفع بتأثير المنافسة إلى محاولة الحصول على مزيد من الأرباح، لأنه بذلك فقط يستطيع أن يحسّن باستمرار التكنولوجيا التي يتبعها، أي يحسن إنتاجية العمل لديه. بعيدا عن عدد العمال عنده وكما يحاول بعض الكتاب ايهامنا ان الراسمالي لا يربح الا بكثرة عدد العمال ، والحجه فائض القيمه ، نعم فائض القيمه هو الذي نتحدث عنه ولا شيئ غيره ، كل ما في الامر ان الراسمالي خفّض القيمة التبادليه لسلعته ، ولكنه في الوقت نفسه لن يبيعها باقل من سعرها في السوق ، ان المشروعات كلها تندفع في هذا الطريق الذي ذكرناه سابقا وهو رفع الانتاجيه باستخدام التكنولوجيا والاتمته ، مما يعني ان ما كان اولا انتاجية فوق المتوسط سينتهي إلى ان يصبح انتاجية متوسطة. وعند ذاك يتلاشى الربح الاضافي. إن كل استراتيجية الصناعة الراسمالية تقوم على هذا الاساس، تقوم على رغبة كل مشروع في البلد في الوصول إلى انتاجية فوق المتوسط، بغية الحصول على ربح اضافي، مما يسبب حركة تفضي الى تلاشي الربح الاضافي بحكم الاتجاه إلى رفع متوسط انتاجية العمل باستمرار. وبذلك نصل لى تساوي معدل الربح. وتنطبق مقولة ماركس " رؤوس الاموال المتساويه تُعطي ارباح متساويه " ولو كانت في مجال الدعارة . ان سباق الراسماليين في تحقيق ربح فوق المتوسط سيقود في النهايه الى ارتفاع التركيب العضوي لراس المال ، ومع ارتفاع التركيب العضوي لراس المال يقل معدل الربح الى ان تدخل الراسماليه في ازمه جديده تبحث لها عن حلول .