الحراك الجماهيري العربي


ادم عربي
2019 / 12 / 12 - 19:40     

كيف يمكن تفسيير هذا الحراك العربي تفسيرا ماديا واول اشكاليه له هي عدم وجود طبقات اجتماعيه تبعا لطريقة الانتاج ! بل ما هو اكثر من ذلك ، فزمن الثورات قد انتهى ، حتى لو شهدنا كل يوم حراك في اي بلد في العالم ، المجتمعات العربيه متخلفه غارقه بالجهل والاميه ، وهي مجتمعات عشائريه طائفيه دينيه ، لم تخرج بعد من تحت عباءة الماضي ، نستطيع القول ان هذه المجتمعات ما زالت تعيش عصر وثقافة الاقطاع ، ولا تمت لنمط الحياة العصري باية صلة ، هي اصلا لم تدرك بعد معنى الحريه ولا المواطنه ، انها مجتمعات نشاز عن مجتمعات العالم ، رغم توفر وسائل الاتصال والمعلومات والتي جعلت العالم قريه صغيره ، الواقع الموضوعي يقول ان الشعوب في تلك الدول ثارت ونزلت للشارع ونجحت في تغيير الرئيس ولكنها لم تنجح ولم تدرك انها لم تغير النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي وبمعنى اخر ، نجحت في اعادة نفسها ، وهي كذلك ، ولا يمكن لاي بلد في العالم الثالث ان يتطور اقتصاديا وسياسيا وثقافيا لوحده ، بل يحتاج بشده الى راس المال العالمي، لم يتبلور واقع طبقي في هذه المجتمعات ، وانما خروجها للشارع كان خروج عفوي لا محرك له سوى الجوع ، انها ثورة البطون ، حتى عندما نجحت بعض الثورات لم تجد طبقه قادرة على الحكم ، الاحزاب اليساريه وهي اقرب ما تكون في حقيقتها اسلاميه لا وجود لها ولا تاثير لها ، انها كفاقد الشئ لا يعطيه ، هل جربت ان تدخل حياة احزاب يساريه وتتعامل مع افرادها ! انهم اكثر تخلف ثقافي من عامة الناس ، فكيف لها ان تقود الجماهير وهي تحتاج من يقودها ، ان الثورات العربيه ليست ضمن منظومه الماديه التاريخيه وبالتالي سوف تتكلل بالفشل وستعيد المجتمعات انتاج نفسها والسبب ان زمن الثورات انتهى .

الاسباب التي ادت الى هذه الثورات ، هي كما قلنا ، ثورات جوع في المقام الاول ولم تكن ثورات على المنظومة الثقافيه التي تكرسها الطبقه الحاكمه ، بل الشعوب اكثر تمسك بها ، انا شخصيا احتار في ايجاد تسميه لهذه الحراكات ، لكنها بكل تاكيد لا تنسجم مع حركة تطور المجتمعات التاريخي الطبقي ، والذي لا وجود له ولن يوجد ،المقام الثاني الحالم لتفسير الحراك ومحوره لا مادي وهو الغضب المكبوت في صدور الشعوب العربية .. غضب تاريخي عميق ضد النظام السياسي الذي يتلاعب بعواطفهم منذ قرن من الزمان تقريبا ، هذا الغضب الذي عملت الانظمة وادواتها على طمسه واخفاؤه وضرب من يجروء على الكشف عن غضبه ، ن هذا الغضب هو الذي فجر ثورات الربيع العربي وما زال يفجرها ويطورها ويوسعها .. وتزداد اعداد الجماهير الغاضبة التي تعبر عن غضبها ، خرجت شعوب العرب لتقول لانظمتها السياسية اننا شعب يستحق الحياة بكرامة وان ما يربطنا بالوطن اعمق مما تتخيلوا وانكم لم تعودوا محل ثقتنا ولم تكونوا وخوفنا منكم انتهى بل انتم الخائفون .. ونقول لكم ارحلوا فلم يعد لكم مكان بيننا .

خرجت شعوب العرب ومستمرة بالخروج مدفوعة بالطموح والامل والامنيات ببناء المستقبل وصناعة الغد ووضع اسس وقواعد حياة حرة كريمة في وطن حر عزيز.