القادة الماركسين في حفرة (NGO)


محمد قاسم نصيف
2019 / 12 / 8 - 17:37     

هناك سياسة مدروسة من قبل الرأسمالية العالمية لتحويل الخط الثوري الراديكالي الى نمط أخر...وكل تغيير او ثورة..تدخل الامبريالية بحساباتها بدائلها للحيلولة دون نمو واخذ الاحزاب الشيوعية زمام الامور ببلدان الشرق.
لذلك نراها دائما تربط وتقوي الجيش بالدين وتوحدها... وعندما اصبح هذا الموديل واضح ومكشوف...فقد اتخذت وسائل واشكال جديدة... طبعا بعد سقوط نظام صدام عام 200𔆧 ودخول الاحتلال الأمريكي إلى العراق دخلت سياسة المنظمات الغير حكومية. ولعبت دور تجميلي ناعم..معد سلفا لرسم وتنفيذ سياسة الإقتصاد الليبرالي الجديد وخطاب الطائفية والاقليات ومحاولة تبييض وجه الحضارة الامريكية وامتصاص الصدمة الدموية والاستغلالية.. عبر تشكيل ودعم الاف المنظمات وابتلاع الدولة. من خلال جذب الشخصيات الثورية والاكاديمية واختصار الطرق السهلة.. والهاء افضل القدرات الشبابية والتعليمية عبر توضيف وتعين أشخاص بوضيفة مدير عام ورئيس إتحاد او رئيس منظمة. انه مال خارج الملكية الخاصة لكنه مباشر من الاحتياط النقدي الماليالذي كان من المفروض على الشيوعيين محاربته وكشفه وليس تشريعه ضمنا باطار ماركسي.وهنا يقف ماركس الطبقي ضد المزيف وتأويله بجمل ثورية لافعل لها.ليمرروا ويشرعوا بشكل ناعم الاستغلال الربحي الطبقي... طبعا الرأسمالية الوحشية لديها أساليب كثيرة للتظليل والخداع الشباب بها .. مثل تشكيل عناوين ومدارس وصور لناركس وتحويله الى احجية وفعاليات شكلية..وبدلا من النزول الى مواقع البؤس والجوع.راحت تلك المنظمات تنتقل بسبب التمويل الخرافي لمالكيها التابعين للممولين بالفنادق والطاءرات الخصه ومكاتبها النترفه.انهم مدراء تنفيذيون...اشبه بمدراء الشركات العالمية الراسمالية للنفط والسيارات ..اوتسمى القوى الناعمة لتلطيف الاستغلال والتعذيب والقتل. يحضرني شخص باحد الدول الافريقية عبر تقرير..حيث طؤح معاناته وبؤسه حتى بات ممثل ومعبر لهذا الشقاء.وقد حصل على وضيفة بهذه المنظمات الممولة من قبل نفس الدول المحتلة والنهابة...كان يقول كلما اريد ان انتشل احدا من الموت والجوع.لايسمح لي الى بعد ان يكمل سيناريو الدراما الانسانية...مما يعني ان تلك المنظمات...تنتظر الفعل الاحتلالي والمأساوي الذي تخلفه...ثم نذهب لنجدتهم ...يقول هذا الناشط لقد استقلت رغم ان راتبي بعد هذا العناء لايمكن الاستغناء عنه...هذا النموذج يكشف الكثير من سياسة تلك المنظمات
مثل السفر بطائرات الجميلة ونساء والشرب وافخر انواع الأكل على طاولات مفتوحه. وهم محرومين طيلةحياتهم من كل هذا . يعني الرأسمالية هي التي تحرم الناس من أبسط وساءل الحياة الكريمة! وتأتي في نفس الوقت وتعطيها إلى اشخاص وأفراد يساريين وكتاب..كما تعطي لمعترفي الكرة او المضرب ليكونوا نموذج وهمي يتقلده الشباب... من مثقفيين مهمشين وطبقة مغلوب على أمرها من العمال ..الاسلام السياسي يصنع قتلة ويكثف اللحى والاهازيج التعبوية ليكون هو الاهر نموذج يحتذى بها..وهكذا تخلق البرجوازية صراع باسم الوجع الطبقي.صراع ثقافي اخر مؤنسن...
لترسم مصالحها وسياستها في المنطقة. ليس هذا وحسب بل تنتزع المعلومات  بطريقه سهلة ورخيصة لتقرر وتخلق سياستها المستقبلية...ان تلك الفرق الحزبية هي اداة بيد الامبريالية ضمنا.

هناك الكثير من الشيوعيين الذين يرتبطون ويبررون لتلك المنظمات والمثقفين الذين يعيشون  في أوربا على أساس  أنهم يناضلون من أجل الاشتراكية او العدالة او المساواة وعالم افضل. ومن هذا النظال يستلمون ملايين الدولارات من البرجوازية القذرة وعلى أساس اعذارهم الكاذبة ليأخذون المال من الرأسمالية حتى يوظفونها للنظال من أجل الاشتراكية...وبالتجربة انشقت تلك المحفليات التي تشبه البرجوازية الصغيرة...باسم الماركسية والحزبية..لكن في حقيقتها هو صراع على السلطة وادارة تلك المنظمات...وعلى صخرة المصالح الشخصية تقف الحقيقة...ان كشف تلك البرجوازية الماركسية هي مهمة الماركسيين البروليتاريين... ليتسنى للمحرومين والمعطلين والعمال..معرفة ممثلهم النظالي الحقيقي... والعكس هو صحيح.. والدليل نراهم.. مثل القوس قزح مرة كل سنة يأتوا إلى العراق اسبوع اوا سبوعين بالكثير. ويعلمون نشاط فلكلوري هزيل لا يتطابق مع حياة ومعاناة وفقر المجتمع و يوثقون هذا بالصور والفيديوات  حتى يستلمون النوشة من المانح الأمريكي أوربي. وباتوا ضالعين بكتابة التقارير اكثر من اي مؤسسة استخبارية.وخلق اللهو وتوجيه انظار المناضليين وحسرها بقوانين التنمية وتقسيم المقسم..بدلا من الصطفاف الطبقي..

انهم يديرون الناس لكي ينتجوا على الهامش، لا ان يناضلوا ليستحوذوا على الوسائل الأساسية للانتاج والثروة، انهم يركزون على الجوانب التكنيكية والمالية للمشاريع، لا على الظروف الهيكلية التي تحدد حياة الناس. تختار المنظمات غير الحكومية لغة اليسار: "السلطة الشعبية"، "التعزيز"، "المساواة الجنسية"، "النمو المستدام"، "القيادة السلمية"، الخ. المشكلة ان هذا الخطاب يستخدم في اطار التعاون مع الممولين والمؤسسات الحكومية الذين يخضعون النشاط لسياسات عدم المواجهة. ولا يذهب نشاط المنظمات غير الحكومية الذي يأخذ شكل "التعزيز" ابعد من التأثير على مناطق صغيرة من الحياة الاجتماعية بمصادر محدودة داخل اطار الظروف التي تسمح بها الدولة النيوليبرالية والبنى الأساسية للاقتصاد القائم...لذلك نشهد بالعراق عملية تخريب وتقسيم وكراهية داخل الطبقة.بسبب السياسة والاعلام الذي يستحوذ عليه هؤلاء المعولمين... واخيرا حتى بالانتفاضة الطبقية واسترجاع وطن انساني منهوب من قبل القوى الرجعية المحتلة والاثنية والطائفية.بقيادة شبابه ونسائه ومحروميه ومثقفيه وفناننيه...يبقى هؤلاء مشغولين بتقسيم المجتمع والتطبيل لمشاريعهم.وخطابهم حول المساواة بين الجنسيين او الاقلياة.باللحظة وبشكل فعلي تكون الجماهير متحدة والنساء والرجال متحدين.وبطولات ومبادرات وروح معنوية هائلة. وتضحيات فاجئت وابهرت العالم بخصائصها المحلية وموقفها لرفض هذه العملية السياسية...يقفون خلف المناظليين والمناضلات.
يصطادون الشباب ويقيمون مؤتمراتهم ويلتقطون الصور.ليخلقوا ذهنية متعالية ومشاريع صغيرة تحت عناوين العنصرية والتمييز والحقوق. بدلا من الانخراط بالصراع الثوري..وبذلك قد خانو ااجماهير وعزلوا قسم منهم وتوجيه انظاره نحو الميوعه والاسترخاء والطرق السهله للرفاه السخصي.امام الخىول الجذرية الثورية.وبذلك يكونوا قد انخرطوا بالثورة المضادة الناعمة.