هل الدين عائق للتطور؟


ادم عربي
2019 / 12 / 7 - 23:40     

كما الدين ايدولوجيه يحملها صاحبها ، فلالحاد ايضا ايدولوجيه ، ان صاحب ايدولوجية الدين يتقولب في ما يُؤمن به من معتقدات ، ولا يرى الحقيقه الا من خلال معتقداته ، وهو نفس الحال للملحد والذي لا يرى الحقيقه الا بمدى رفضه لما هو دين ، فكلاهما منشغلان بما يُقم الدليل على سطحيتهما الفكريه ، ولعنا في هذه المناسبه نقول ان الماركسي لا يمكن ان يكون متدينا ولا ملحدا في الوقت ذاته ، على اعتبار ان تلك المسائل قد تم حسمها مع بدايات عصر التنوير .

الدين هو ثقافه اولا واخيرا والتخلص من تلك الثقافه لا يكون عبر نسف الاديان ، فموضوع الاديان شيء تجاوزه الزمن ، ولم يبق منه سوى مناسبات وروحانيات في المناسبات ايضا ولا اجد به ما يؤثر على تقدم الشعوب او تاخرها ، صحيح ان المجتمعات العربيه متخلفه ، وهي مسلمه مثلا ، ولكن هناك شعوب غير عربيه ومتقدمه وهي مسلمه ، فلا اظن ان ماليزيا دوله متخلفه على سبيل المثال ، ان انشغال قلة من الكتاب في تشريح الدين للاستدلال على عدم وجود او وجود اله ، ما هو سوى عمل غير مجدي ، لا يقدم ولا يُؤخر في سلوك الافراد ، لا شك ان هناك من يحملون فكر رجعي ديني ولكنها ظاهره سليمه في ظل وجود فكر تقدمي .
ان اسلوب معيشة الناس تصنع ثقافتهم وهذا صحيح وان كان بطيئا ، فلك ان تنظر على سبيل المثال في المجتمعات الموغله في التخلف وضع امراة منتجه واخرى غير منتجه ، انظر الى هامش الحريه التي تتمتع به المراة المنتجه نسبه لغير المنتجه لنفس الثقافه ، لا شك ان العامل الاقتصادي لعب دورا هنا ، ان الدين وتمسك الناس به لهو بديل لعدم وجود ثقافه جديده ، سواء اتت من اساليب الانتاج او اتت من قناعه مجتمعيه بضرورة تغيير تلك الثقافه ولا اظنها تاتي الا من تغغير الواقع الاقتصادي ، ان تغيير الواقع الاقتصادي كفيل بتغيير الثقافه شريطه تدخل مؤسسات الدوله بذلك ، ان محاربه الدوله وتشريعاتها لما هو مُقولب العقل البشري مهمه عظيمه واهم بداية لتغيير ما هو متخلف عن الثقافه العالميه والتي اصبحت واحده ، وبنائا عليه فلا ارى لاي تغيير ثقافي بنقد الاديان ولا بالالحاد ولا باثبات او عدم اثبات وجود اله ، ان الثقافه تتغير عندما يُريد العالم تغيرها والاقتصاد يتغير عندما يُريد العالم ذلك ايضا ، العالم المسيطر والذي يرى في التخلف مصلحه حيويه واجتماعيه وسياسيه له .