رحلة منتدى الخبرات في رام الله الى الخليل مؤلمه وفيها ما يفرح


محمود الشيخ
2019 / 11 / 29 - 15:14     

يضم المنتدى (383 ) عضوا من كبار السن معظمهم متقاعدين من اطباء او شعراء وروائيين او قصصين او سياسيين او معلمين او دكاتره في مختلف التخصصات العلميه او مهنديبن كم نساء ورحال ، وهكذا كنا في رحلة الأمس ، انطلقنا من رام الله قاصدين حسب مخطط المنتدى الى بلدة سعير اولا استقبلنا في قاعة البلديه رئيس البلديه واعضائها ، مقدمين لنا شرحا شبه وافيا عن المكونات العاليه للبلد ومشاريعها وتطورها والتلاحم الإجتماعي والعائلي فيها ، اضافه الى الشرح الذى قدمه دليلنا في الرحله وهو من بلدة سعير وموظف في مؤسسة الحق .
ثم انطلقنا الى الخليل حيث مقر مركز اسعاد الطفوله ، استقبلنا رئيس بلدية الخليل شارحا اوضاع الخليل وما تمر به المدينه من ظروف غاية في التعقيد بسبب اختطاف جزء عزيز من المدينه ما يعادل (20% ) منها للمستوطنين ( هذه هي اوسلو ) ، حتى اصبح التداخل قائما في السكن واحياء المدينة ، فترى شوارع كاملة بطول
(12 ) كم لا يحق للفلسطيني المرورو منها ، مررنا مشيا على الأقدام وصولا الى الحرم الإبراهيمي الشريف ، والبلدة القديمة في الخليل التى تسعى البلدية لترميم البيوت فيها لمن يريد السكن فيها ، وعند اقترابنا من الحرم دخلنا من خلال بوابات مقفلة الا من ( المعاطات ) كما يسميها اهالي الخليل ليست واحدة بل اثنتين وثلاثة معاطات حتى تصل مكان تواجد جنود الإحتلال اما انهم يوقفوك للتفتيش او يتركوك وشأنك ، والألم يعتصر قلبك ، ففي بلدك تجد من يمنعك او يراقبك او يضع امامك دواليب او كما يسميها اهل الخليل ( معاطات ) ، دخلنا الحرم وشاهدنا المكان الذى قتل فيه باروخ روبنشتاين ، عند صلاة الفجر وفي رمضان والمصلين راكعين لله ، ( 29 ) شهيدا و ( 125 ) جريحا ،وهكذا استغل الإحتلال تلك الجريمة البشعه وقام بتقسيم الحرم بدعوى وقف التداخل بين المسلمين واليهود ، لكن بقي التداخل قائما في الأحياء التى صادرها الإحتلال وطرد سكانها منها اما بدعوى انا مباعه او بدعاوي اخرى وتشاهد (520 ) محلا تجاريا مقفلا بأمر عسكري من الإحتلال منذ سنوات .
ثم ترى احياء بأكملها مغلقة امام ساكنيها يخرجون منها ويدخلون اليها عن طريق البوابات والمعاطات ، بعد انتهاء زيارتنا للحرم وسيرنا في الشوارع المسموح السير فيها والتى قد تنشأ فيها مشكلة اي دقيقة يرديها اي مستوكن ، قصدنا الخروج من تلك المنطقه من احد الشوارع اصطدمنا بجندي يمنعنا من المرور من الشارع بدعوى ان المرور فقط لليهود .
كم هي العنصرية تتحلى في عقول الذين يدعون ان غير اليهود لا ساميين ومعادين للساميه وهم اكثر الشعوب معادية لللنسامية في استمرار احتلالهم لشعب اخر وارض شعب اخر ، ويستولون على بيوت اناس امنين بشتى الأسباب بغض النظر عنها وفي بعضها مخالفة لقرارات محاكمهم التى تقر بإخلائهم منها ، ونحن مارون في الشوارع كان البعض يصيح علينا ان اخلوا الشارع تحسبا من ان يقوم احدهم بدعس احدا منا ، ثم بعد هذا الألم الذى عشناه عشنا معه املا في الأطفال الذين يلعبون رغم القهر في الشوارع وعلى مرأى من الجنود واليهود يلعبون في الشوارع ، والنساء اللواتي يطلين علينا من بردات بيوتهم يلقون نظرة علينا ، وكأنهن يقلن صامدون مهما وصل بهم الأمر من قهر وعنصريه ، اكبرنا فيهن عزيمتهن على الصمود رغم القهر .
خرجنا من تلك المنطقه قاصدين مطعم زيت وزعتر تناولنا الغداء فيه ثم ذهبنا الى مصنع الزجاج الذى تمتلىء جنباته بكل انواع مناظر الزجاج واشكاله وما يطاب لك وما لم تتخيله العقول موجود في هذا المصنع الذى يصنعها امامك في فرن تتجلى فيه الصناعة التى نشأت في الخليل وبقيت قائمة فيها فن رائع ، والى رحلة اخرى مع المتدى تديرها الدكتوره فليتسيا سمير اديب .