في ازمة الثقافه العربيه 2


ادم عربي
2019 / 11 / 28 - 18:55     

ان الثقافه العربيه تمر في حالة من الازمة الحقيقية والكارثيه بكل المقاييس ، كيف لا وهي ما زالت ( الثقافه العربيه الحاليه ) تعيش في الافكار الماضويه والتخلف القيمي والتشوة السلوكي والانفصام بين النظريه والتطبيق ، ان المجتمعاات العربيه بما تحمله من ثقافه غريبه عن العصر كفيله بانههاء وجود تلك المجتمعات ، وهي بالفعل ليست موجوده الا ككتل ماديه خاليه من اي وعي ، ان الافكار والمعتقدات والقيم في اي مجتمع لا تسود الا اذا كانت متصالحه مع حاجات البشر ، من هنا نجد الانفصام الثقافي الذي نعيشه والذي سيقود المجتمعات العربيه الى مجتمعات بلا هويه وبلا ثقافه .
ان الشعوب العربيه بتشوه ثقافتها تفقد هويتها عالميا ، فلا مكان في القرن العشرين لمن لا هويه له ، وستظل هذه الشعوب تُعيد انتاج نفسها ما دامت تعيش الماضي وترفض الواقع لعدم مطابقته مع الفكره ، وان المجتمعات لا تتطور الا اذا حلقّت بعيدا عن الفكره

ان المطلوب هو التحرر من الايدولوجيا الدينيه والسياسيه بدلا من ثقافة تقمع الحرية والإبداع، وتتشبث أكثر بالأصالة والتقليد والتراث ، ان هيمنة الايدولوجيا على الثقافه العربيه جعلت المثقف العربي في حال لا يحسد عليه ، جعلت منه انسان مغترب في وطنه متقوقع على نفسه ، منبوذا غير قادر على قول ما يريد ، وهذا سر تراجع دور اليسار واحزاب البسار .

وهكذا يمكننا تحليل ما الت اليه الدول العربيه والتي دخلت الربيع العربي ، فهذه الشعوب انتفضت وتحدت النظام السياسي ، الا انها رجعت الى نقطة الصفر ، بمعنى اخر اعادة انتاج نفسها ، وذلك بسبب عدم حسم مسالة الهويه ، بدل الصراع حول الهويه بين مكونات الشعب من حداثيين ومحافظيين ، يسار واسلام ، مذاهب دينيه ، شيعه - سنه ..الخ .

ان الشعوب الاوروبيه عندما انهت قضيه الظلم والاستبداد ، انتهجت الديموقراطيه طريقا لها ، ونظمت حياة الناس في قوانين وانظمه كفلت لهم الحريات والحقوق وحسمت موضوع الهويه والتي هي ، اي الهويه ، المعبر الحقيقي عن وجود وضمير وكينونة الشعب .