السلعة وخفض زمن انتاجها !


ادم عربي
2019 / 11 / 26 - 17:10     

يُسيء كثيرا من الماركسيين لهذا الفكر ، ليس الا لجهلهم فكر ماركس او اسائة فهمه ، فهم لا يتمثلون فكر ماركس في التحليل وطريقته ، بل يحنطون فكرة في قوالب جاهزه ليصبح الاقتراب من تلك المحنطات بمثابة الاقتراب من المقدسات ، فمثلا في الانتاج الراسمالي والذي ،، اي ماركس ،، جل كتاباته فيه ، يسيؤن فهم ان الانتاج الراسمالي في حركه دائمه ، لا تتوقف ابدا .

ناخذ الانتاج الصناعي هنا كمثال والذي هو محور هذا المقال ، بصوروه عامه يوجد ثلاثة انواع من المشاريع الصناعيه والحديث هنا عن الانتاج الصناعي : الاول هو متوسط الانتاجيه ، اي في المستوى الاجتماعي لمتوسط النتاجيه ، وهي عاده ما تعطي فكره عن متوسط الربح في زمن معين .
النوع الثاني : متاخر الانتاجيه ، بمعنى قديم او فات اوانه وفاقد للتوازن ، في هذا النوع من المشاريع تكون انتاجها اقل او ادنى من انتاجيه المستوى الاجتماعي المتوسط ، اي متاخر تكنولوجيا .

النوع الثالث : تكون انتاجيه هذا النوع اعلى من المستوى الاجتماعي المتوسط ،، وذلك بفضل التقدم التكنولوجي في تلك المشاريع ،، استخدام احدث ما توصلت له التكنولوجيا في وسائل العمل ، مواكب جدا للعصر .
في المصنع المتاخر والذي انتاجيته دون انتاجيه المستوى الاجتماعي المتوسط ، يكون هناك زيادة في وقت الانتاج ،، ليكون بهذه الحاله هدر للعمل الاجتماعي ، وعندما نقول هدرا نعني خساره دون مقابل ، فمثلا اذا كان وقت العمل الاجتماعي المتوسط هو 4 ساعات لانتاج سلعه معينه ، ومصنعنا المتخلف انتجها بستة ساعات ،، فالساعتان هما بلا شك خساره ، وهدر للعمل الاجتماعي ،، مع ملاحظة ان تلك الساعتان ستضاف الى القيمة التبدليه للسلعه ،، مما يعني ان الراسمالي هنا سيضر الى التخلي عن جزء كبير من فائض القيمه .

في الجهة الاخرى لدينا المصنع المتقدم تكنولوجيا او المتطور تكنولوجيا ،، وكما اعتبرنا ان متوسط انتاج سلعة ما كان 4 ساعات فان هذا المصنع والمتطور تكنولوجيا انتجها لنقل في ساعة واحده ، او لنقل اربع سلع في زمن المتوسط الاجتماعي لعملية الانتاج ،، ان هذه المشاريع بلا شك وفرت زمن العمل الاجتماعي ، وستكون النتيجة هي زيادة الربح ، رغم قلة ساعات العمل المخزونه في السلعه مدار الحديث ، وزيادة الربح هذا اتى من أن الفرق بين سعر البيع وسعر التكلفة سيكون اعلى من متوسط الربح .

ان جميع الراسماليين يسعون وراء هذا الربح الاضافي ،، يمكن لي تسميته صراع بين افراد الطبقة الواحده ،، ويمكن اعتباره محرك الاقتصاد الراسمالي كله ، ان كل مشروع راسمالي يحاول تحقيق مزيد من الارباح لذلك يدخل الراسماليون في سباق تكنولوجي لتطوير معاملهم ، للحصول على مزيد من الارباح ، فالراسمالي في النهايه لا يهمه سوى الارباح ، بعيدا عن كم عامل يعمل لديه او عدد العمال ، انه فقط يسعى لذلك الربح الاضافي دون الالتفات الا لتحسين ادوات انتاجه والتخلص ما امكن من عدد العمال ،، إن كل مشروع رأسمالي يندفع بتأثير المنافسة إلى محاولة الحصول على مزيد من الأرباح،بعيدا عن عدد العمال عنده وكما يحاول بعض الكتاب ايهامنا ان الراسمالي لا يربح الا بكثرة عدد العمال ، والحجه فائض القيمه ، نعم فائض القيمه هو الذي نتحدث عنه ولا شيئ غيره ، ان المشروعات كلها تندفع في هذا الطريق الذي ذكرناه سابقا وهو رفع الانتاجيه باستخدام التكنولوجيا والاتمته ، ولا بد من ذكر شيء مهم وهو ان استخدام التكنولوجيا المتقدمه تخفض من القيمة التبادليه لنفس السلعه موضوع حديثنا ، لكن الراسمالي سيبيعها بسعرها كما في معدل او متوسط الربح ، وسيجني مالا اضافيا ، او اكثر ممن تخلفوا عنه تكنولوجيا ، مما يعني ان ما كان اولا انتاجية فوق المتوسط سينتهي إلى ان يصبح انتاجية متوسطة. وعند ذاك يتلاشى الربح الاضافي. إن كل استراتيجية الصناعة الراسمالية تقوم على هذا الاساس، تقوم على رغبة كل مشروع في البلد في الوصول إلى انتاجية فوق المتوسط، بغية الحصول على ربح اضافي، مما يسبب حركة تفضي الى تلاشي الربح الاضافي بحكم الاتجاه إلى رفع متوسط انتاجية العمل باستمرار. وبذلك نصل لى تساوي معدل الربح. وتنطبق مقولة ماركس " رؤوس الاموال المتساويه تُعطي ارباح متساويه " ولو كانت في مجال الدعارة . ان سباق الراسماليين في تحقيق ربح فوق المتوسط سيقود في النهايه الى ارتفاع التركيب العضوي لراس المال ، ومع ارتفاع التركيب العضوي لراس المال يقل معدل الربح الى ان تدخل الراسماليه في ازمه جديده تبحث لها عن حلول .