قوى الامن في مستنقع السياسة


محمد وهاب عبود
2019 / 11 / 10 - 22:57     

ان الديمقراطية بمعناها التقليدي والاساسي هي حكم الشعب بالشعب بواسطة الشعب.

وبكلمة أخرى, الديمقراطية تعني وجود نظام دولة من اختيار الناس ولأجل الناس - وهذا هو ما نشيد به ونشهد للنظام الديمقراطي على انه اصلح نظام سياسي للحكم انتجه الفكر البشري.

ولكي لا تأخذنا العزة بالديمقراطية بعيدا, دعونا نلقي نظرة على التنفيذ ، فعلى سبيل المثال ، في الولايات المتحدة الأمريكية ، والتي هي دعامة الديمقراطية. اتضح أن حوالي 70٪ من السكان ، ليس لهم أي تأثير على صنع القرار السياسي.
هذه المعطى المنافي لمفهوم الديمقراطية قد اوجد شرخا وباعد الهوة بين صلاحية النظرية ومدى قابليتها على التطبيق في الواقع.

قصة ثانية شاهدة على تشويه المفاهيم وتغيير مساراتها عن طريق التلاعب اللغوي وتغييب الوعي, فالمبدأ الأساسي لنظرية العلاقات الدولية هو أن الدول تعمل على حماية أمنها وسلامتها.

لكن في كثير من الأحيان تهدد وتضر الدولة بأمن وسلامة شعبها عمدا، ويجري التركيز من قبلها أي الدولة على حماية سلطة رجالها ومواقعهم ورعاية مصالحهم وتكريس جهود قوى الامن الداخلي لصيانة وديمومة مراكزهم وتركيز النفوذ وحصره بيدهم وليس مشاركته مع الجمهور. .
لو نظرنا إلى أكثر البلدان حريةً ، الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى ، فقد تم الاعتراف من قبل تلك الدولتين بهذه المشكلة المتزايدة المتمثلة في شكل واليات السيطرة على الشعوب, عن طريق تطوير طرق جديدة لا تعتمد على أجهزة الامن.

واليوم نرى ظهور صناعات جديدة مخصصة للسيطرة على الوعي العام وتوجيه مساراته والتحكم به والسيطرة عليه تمثل بظهور مؤسسات ضخمة تمارس الدعاية والعلاقات العامة ويبلغ حجم مبيعاتها مئات الدولارات, لتشيئ الناس بقوة ناعمة وجعلهم كالقطيع المطيع.
.