منتفضي انتفاضة أكتوبر المجيدة في ساحة التحرير ... يصعدون الى السماء


محمد جواد فارس
2019 / 11 / 7 - 09:40     

أناديكم وأشدو على أياديكم

وأبوس الأرض تحت نعالكم

وأقول افديكم

توفيق زياد





بعد ان سأم الشعب العراقي من السلطة الحاكمة التي جاءت بعد احتلال العراق من قبل المحتل الانكلو - امريكي ، تحت حجج كاذبة هم اعترفوا بكذبتهم ، هم دمروا العراق من اجل ان تكون دولة الكيان الصهيوني لها السطوة في المنطقة ، وليسرقوا ثروة العراق النفطية وثروته التاريخية في بلد له تاريخه وحضاراته ، في اكد وسومر واشور وبابل ، سلموا البلد الى من جاء معهم في عام 2003 ممن هم سموا انفسهم معارضة للنظام السابق ، واعلنوا أنهم سوف يكونوا البديل الديمقراطي عن التسلط والقمع ، ووضعوا دستور للبلد تبنوا به المحاصصة السياسية والطائفية ، ولم يحدث أي تغير نحو الأفضل بل خلال ستة عشر عاما من حكمهم عانى الشعب والوطن الامرين ، من خلال المحسوبية وسيطرة الأحزاب الدينية والمليشيات التابعة لها عبثت باقتصاد البلد وبددت ثروات الشعب من بيع النفط العراقي والذي هو العصب الأساسي لتموين الدولة ، وذلك ان الدولة اقتصادها ريعي ، بعد ان دمرت الزراعة ولم يتم الاهتمام بها وبالفلاح واعتمدوا على استيراد الخضار من الدول المجاورة ، وكذلك أغلقت المصانع التي كانت قائمة وتزود الشعب بكل احتياجاته من الأغذية وكذلك الادوية والصناعات الخفيفة وغيرها .



بعد هذه الأعوام الطويلة والعرقي كان ينتظر من حكامه حل لمشاكله الحياتية مثل بناء وترميم المستشفيات في بغداد والمحافظات العراقية من الشمال الى الجنوب وتزويدها بأجهزة حديثة للتشخيص وعلاج الامراض والأدوية وبناء هيكلية إدارية في نظام الرعاية الصحية والضمان الصحي لكل طبقات المجتمع العراقي ، وكذلك الاهتمام بالتربية والتعليم والبدء بأنشاء نظام تعلمي يتناسب مع التقدم التكنيكي والتعليمي مع العصر ، وترميم المدارس والعمل على مكافحة الامية بين صفوف المجتمع العراقي ، وتحديث وتطوير التعليم الجامعي واعداد الكوادر العلمية من حملة الشهادات العليا وفي كل المجالات العلمية والإنسانية ، وإيجاد مجلس للخدمة المدنية لتعين الخريجين بالتعاون مع وزارة التخطيط ، والاهتمام بالسكن وإقامة مجمعات سكنية للمواطنين بأسعار مناسبة مع الدخل لكل عائلة ، وتوزيع الأراضي على الفلاحين من تشجيع الزراعة والوصول الى الكتفاء الذاتي ، وإقامة المشاريع الاروائية على نهري دجلة والفرات والانهار الأخرى ، والاستفادة من السدود احل المشكلة المزمنة لتوليد الطاقة الكهربائية وشراء المولدات لوضع الحلول الناجعة لهذه المشكلة .

وبعد ستة عشر عاما وشعبنا صبر ولكن للصبر جدود ، ونحن في بلد غير فقير ومن الدول الغنية نفطا ورافدين نهري (دجلة والفرات ) ولكن ثروته على يد هذه الحكومات التي تعاقبات على السلطة بسلطاتها التشريعية والتنفيذية بددت هذه الثروة وسرقت بكل الوسائل منها المشاريع الوهمية والتعاقد مع شركات اجنبية على ان يحصلوا على مبالغ من الشركة المتعاقد معها ، ولم يهتموا بالناس بقدر ما وجه اهتمامهم الى زيادة ارصدتهم في البنوك الغربية ، وتركوا الشعب بدون أي اهتمام ، والشعب انتظرهم واخرهم مواعيد عادل عبد المهدي في تقديم الفاسدين والمفسدين الى المحاكم ومحاسبة من سرقوا ثروة البلد واهملوا الوطن ، ولكنها لم تكن سوى مواعيد كاذبة .



وبعد ان وصل السيل الزبى قرر أبناء الشعب من الشباب ان يعلنوا يوم الأول من أكتوبر التجمع والتظاهر ، معتمدين على مواقع التواصل الاجتماعي وتداعوا تحت شعار مركزي جامع أريد وطن ، ونازل اخذ حقي . هذه التظاهرة والتي هي بحق انتفاضة شعب عانى من أنظمة الاستبداد والقتل والسرقة وبيع الوطن للاحتلالات القائمة ، وكانت مطاليب المتظاهرين هي ان يرحل هذا النظام والمجيئ بحكومة مؤقتة تأخذ على عاتقها كتابة دستور جديد للبلد ينهي المحاصصة الطائفية والاثنية ويقوم الدستور على أساس المواطنة ووحدة العراق من شماله الى جنوبه ، وصياغة قانون للانتخابات جديد وكذلك المجيئ بمفوضية للانتخابات مستقلة فعلا ، واجراء انتخابات لرئاسة الجمهورية ولمجلس ممثلي حقيقيون للشعب ، واعلنوها وبشكل وبصوت مدوي ان تظاهراتنا سلمية ووجهوا نداء الى القوات المسلحة بانهم خرجوا من اجل كل الشعب بكل اصنافه وطبقاته ، ولكن المتمسكين بالسلطة الغاشمة استخدمت الرصاص الحي وكذلك القنابل المسيلة للدموع من الأنواع المحرمة دوليا من الصنع البلغاري والكرواتي ، ولحد الان سقط في ساحات التحرير في بغداد والمحافظات العراقية 320 شهيدا واحد عشر الف جريح منهم جروح عميقة ممكن ان تؤدي الى الوفيات وكان للقناص دورا في استشهاد هذه الاعداد والجرحى ، وهنا يزداد يوما بعد اخر اعداد المتظاهرين من مختلف المهن والطلبة من المحامين والمعلمين والاعلامين ، ويسعني ان اذكر وبفخر واعتزاز جيش سواق التك تك وهي تلعب دورا مهما وبارزا في نقل الجرحى الى المستشفيات وكذلك تقوم بنقل المواد الغذائية ، وأصبحت ايقونة الساحة ، حتى ان المنتفضين اصدروا صحيفتهم باسم التك تك واصدروا العدد الأول ب2000 نسخة ، واقاموا مكتبة لغرض التثقيف وقضاء الوقت ،وقاموا برسوم جدرانية لتجميل الساحة إضافة الى تجميلها بالزهور ، والمرأة العراقية التي لها تاريخ مجيد في مشاركة اخيها الرجل في التظاهرات والانتفاضات تعد الطعام للمنتفضين ويقمن بإسعاف الجرحى ، ومنهن سقطن شهيدات و البعض منهن رهن الاختطاف كما جرى للمناضلة المسعفة صبا المهداوي والمختطفة من قبل المليشيات وهناك حملة للمطالبة بإطلاق سراحها وعودتها الى أهلها ، وسوف يعمل المنتفضون على اعدد جهاز إذاعي ينطق باسمهم ، وقد اتهم خامنئي المنتفضون بانها اعمال تخريبية من صنع الامريكان وإسرائيل ، لا انك واهم انها من صنع العراقيين الشرفاء الذين يهمهم ان يكون وطنهم سيدا بدون احتلالات لا أمريكية ولا إيرانية ، اتركوا شعبنا يقرر مصيره بنفسه بدون تدخلات اجنبية ، والعراقيين لديهم من الإمكانيات المادية والكادر ما يكفي لبناء عراق حر ومزدهر ، والانتفاضة مستمرة ولحين رحيل هذه السلطة الغاشمة . ا

المجد والخلود لشهداء الانتفاضة

والشفاء للجرحى الابطال

والنصر للشعب وقضيته العادلة