القوى المدنية على الأبواب


احمد عبدول
2019 / 10 / 31 - 00:08     

الجماهير المحتشدة ألان في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد باتت تمثل من وجهة نظري الشخصية النواة الأولى والركيزة الأساسية للقوى المدنية الحقيقية غير المرتبطة بأي إيديولوجية سياسية كانت أم دينية وهي القوى التي سوف تأخذ على عاتقها قريبا رسم ملامح تجربة سياسية جديدة تختلف جذريا عن كل التجارب التي شهدها العراق بعد عام 2003 ولربما تكون تجربة لم يشهدها العراق الحديث منذ تأسيسه عام 1921 .
لذلك على حكومة السيد عادل عبد المهدي ان تعي ان تلك القوى المدنية باتت واقعا ملموسا وإنها آخذة بالاتساع والتمدد وصولا الى امتلاكها لمقومات وأسس تؤهلها للتصدي وتحمل مسؤولياتها التاريخية خلال المرحلة المقبلة ، على الطبقة السياسية التقليدية التي أثبتت فشلها في تقديم انموذج وطني نزيه وجاد ومخلص في بناء العراق ، ان تعي ان تلك القوى التي طال انتظارها صارت على الأبواب ، تلك القوى التي لا تعرف عن ماركس شيء ولا عن ميشيل عفلق شيء ولا عن سيد قطب شيء كما صرحت إحدى الناشطات في ساحة التحرير قبل أيام وهي تؤكد ان تلك الجماهير والقوى لا تعرف شيئا سوى إنها تريد الاعتراف بحقوقها المشروعة في العيش بوطن يضمن لها العيش الرغيد في ظل دساتير وضعية وقوانين بشرية بعيدا عن التخندقات والحساسيات الدينية والمذهبية والاثنية .