مقالات صديقه.العراق:نحو بوابة النصر!بقلم الرفيق: صاق عزيز


تيار الكفاح العمالى - مصر
2019 / 10 / 28 - 04:03     

من يعتقد بأننا بعيدين عن احراز النصرالنهائي، عن تحقيق المطالب الاقتصادية و السياسية، فهو واهم!. أحداث السنوات الثمان الماضية تثبت بكل وضوح عكس ذلك. لقد خطونا خطوات وثابة صوب نيل المطالب السياسية والاقتصادية وتحقيق الهدف. إن تجارب السنوات الثمان المنصرمة و بالتحديد تجربة الاحتجاجات الجماهيرية التي اندلعت في البصرة قبل عام ونيف، أغنت الحراك الشعبي ونقلته الى مرحلة هامة من النضال و التقدم، فالاوهام التي حاولت بعض القوى السياسية التي تخندقت رياءاً في خندق المعارضة من الصدريين و الليبراليين، زرعها في صفوف الشباب المحتجين، انفجرت كالبالون مع احداث 2015 ومساعي الحوزة و السيستاني في انتحال منصب القاضي العادل والمنصف، ذهبت أدراج الرياح مع احتجاجات تشرين الأول الجاري، ليس هذا فحسب، بل ان احتجاجات تشرين الأول انضجت الوعي الاجتماعي للمحتجيين بعدم الإتكاء، ليس فقط على التيارات الإسلامية والليبرالية فحسب، بل جعل من محاولات " ركوب " موجة الاحتجاج الجماهيري أمراً عسيراً.
إن النظام القائم و الحكومات المتعاقبة قد فقدوا المصداقية و الشرعية منذ أمد بعيد. وازداد الشرخ السياسي و الاجتماعي مع النظام الفاسد، نظام المححاصة الطائفية، يوما بعد آخر، حيث يتعذرالسير مع هذه التركيبة المتناقضة دون تحطيم وإنهاء عمر النظام .
إن الاحتجاجات الجارية منذ الأول من تشرين الأول الجاري، لم تثبيت فقط كذب ورياء القوى السياسية و تسويف الدولة والحكومة لمطالب الجماهير الجائعة فحسب، بل جعل من الايمان بعدالة المطاليب و ثقة بالنفس الثوري من عدم التعويل على الدول الكبرى و موؤسسات الامم المتحدة حقيقة راسخة.
كما ان احتجاجات تشرين الأول أعطت نموذجا للفداء والتفاني والتضحية من لدن الشباب والعاطلين عن العمل و دعاة الحرية و المساواة بشكل يجعل من السير بخطى ثابتة نحو تحقيق الأهداف النهائية أقرب من اي وقت مضى.
إن البعد العالمي للاحتجاجات الجماهيرية للشبيبة والنساء ضد الفساد والغلاء والبؤس تجعل من الامال في نيل الحرية و العدالة الاجتماعية أمراً ممكناً، إن تجربة السودان و نضالات امريكا اللاتينية، الاكوادور، شيلي، بوليفيا و غينيا الافريقية ضخت دماء جديدة في شرايين الثورة.
إن الثورة الراهنة لفقراء الشرق الاوسط ( بعد الربيع العربي) السودان و مصر و الجزائر ولبنان التي أغنت نضالات الجماهير و الحراك الشعبي بأشكال نضالية راقية و متمدنة، وكما ان الانتفاضات الراهنة في دول أمريكا الاتينية أغنت تجارب البروليتارية العالمية والنضال الاممي ومنحتها بعداً ارقى وادخلتها منعطفاً نضالياً جديدا.
و علية فاني اؤمن بأن الطريق الى تحقيق الاهداف النهائية في التحرر وتحقيق العدالة لا يفصلنا عنه سوى بضعة "خطوات " بضعة مهمام طبقية و سياسية، مهام سياسية وتنظيمية عملية، مهمام تكوين المجالس الثورية التي ستكون عماد النظام الاجتماعي الجديد المنشود.