تحديث:مقالات صديقه“في لبنان دولة الحرامية في مواجهة الاحتجاجات الجماهيرية“بقلم الرفيق فؤادمحمد:العراق


تيار الكفاح العمالى - مصر
2019 / 10 / 19 - 13:29     

..منذ يوم الخميس17تشرين ,اندلعت موجة جديد من الاحتجاجات الجماهير في العاصمة اللبنانية بيروت و عددا من المدن الكبرى, الزحلة , البتروق و مدن منطقة البقاع على اثر قرار حكومي بفرض رسوم مالي على الاتصالات و بعض التطبيقات الخلوية ” واتس اب “( فرض 20سنتا على المكالمات التي تستخدم تطبيقات كانت مجانية مثل What’s up) .حيث خرج مئات الالوف من المتظاهريين الى الشوارع مطالبين بالغاء القرار و تحسين الوضع المعيشي و محاربة الفساد و الفقر .
تعاني الحكومة اللبناية ومنذ عدة سنوات من ازمة اقتصادية و سياسية حادة .. فقد تدهر القيمة الشرائية لليرة البنانية مقابل العملات الاخرى بشكل مذهل وثمة عجز في الميزانية تقدر ب 86 مليار دولار امريكي اي اكثر من 150% من اجمالي الانتاج المحلي و تفشي البطالة و فقدان فرص العمل حيث تبلغ نسبة البطالة اكثر من 20% و قد عجزت الحكومة على الايفاء بتعهدات المالية و تسديد القروض و عليه في محاولة لتجاوز الوضع المتازم الراهن سعى الحكومة لاصدار حزمة من القوانين ,الترشيقية و فرض رسوم و ضرائب على منتجات التبغ و التباك و المحروقات و الكهرباء وزيادة ضريبة القيمة المضافة ( التي جاء مؤخراعلى طلب من الصندوق النقد الدولي ) ..وسياسيا ثمة ازمة سياسية حادة بين الكتل السياسية و القوى اليبرالية و الدينية الموالية لايران و “القوى الاشتراكية ” وغيرها .و قد انتهزت بعض القوى السياسية الاوضاع المتازمة الراهن في دعوة الحكومة للاستقالة تمهيدا لتشكيل حكومة جديدة في مسعى لانقاذ النظام الاجتماعي الطبقي الفاسد.
و قد اشعال المتظاهريين النيران في الاطارات و قطعوا الطرق الرئيسية بما فيها طريق المطار و في مدينية النبطية هاجم المتظاهرين الابنية القريبة من منازل و مكاتب حزب الله و حركة الامل , تعبيرا عن سخطهم و استياءهم من هذين الحزبين وبقية الاحزاب و القوى السياسية الفاسدة .
و قد استخدمت رجال الشرطة و قوى الامن اللبنانية الهروات و غاز المسيل للدموع و الرصاص المطاطي مما ادى الى اصابا المئات بجروح و حالات اختناق خطرة.
لقد شهدت لبنان و منذ 2015 مظاهرات و احتجاجات جماهيري واسعة ضد الفساد و البطالة و سياسية الاقتصادية التي تنتهجا الحكومة و مماسة الاحزاب و القوى السياسية اللبنانية . ..و قد قادة تلك الاحتجاجات حركة ” طلعت ريحتكم ” ضد انتشارالنفايات وتفشي الاوبئة.
مرة اخرى , اتهم وزير الاتصالات اللبناني ما سماها ب ” الايادي الخفية ” بالوقوف وراء الاحتجاجات ….غير ان قوة و حجم الاحتجاجات اجبر السيد الوزير على سحب القرار في محاولة لامتصاص الغضب الجماهيري و بعد ان فشل في اتهام المحتجيين و المتظاهريين بالولاء للاجنبي .
لقد تجاوزت هذه الاحتجاجات المطالب الاقتصادية المتمثلة في تحسين الوضع الاقتصادي و رفض الضرائب و الرسوم و توفير فرص العمل الى ترديد شعارات سياسية. وكانت شعار “الشعب يريد اسقاط النظام “و “دولتنا حرامية ” الشعار السياسي الذي رددها المتظاهرون.