ابراهيم فتحى - فى الإستراتيجية والتكتيك - ملحق بموجز لبعض الوثائق المفقودة - القسم الثالث ( 1971 - 1972)


سعيد العليمى
2019 / 10 / 19 - 04:37     

أصدر المحامى اليسارى الراحل عادل امين حوالى اثنى عشر مجلدا يحوى كل مجلد موجزا مطولا عن أهم قضايا الشيوعية المصرية فى الخمسينات ، والسبعينات ، ومجلدين عن انتفاضات الطلاب المصريين عامى 1972 – 1973 . وقد خصص الجزء التاسع لأول قضية للتنظيم الشيوعى المصرى قبل ان يتخذ اسمه الجديد ح ع ش م فى سبتمبر 1975 . وحيث ان التنظيم كان فى اطواره الأولى ، فلم يكن اسمه معروفا الا لأعضاءه والدائرة الضيقة المحيطة به ، وكان ينشر أعماله الأولى غالبا باسم " شيوعى مصرى " . لذا عنون الأستاذ عادل أمين اسم القضية بأنها : " قضية الحزب الشيوعى المصرى " – الإسكندرية 1973 . صدر الكتاب عن المكتب الفنى – القاهرة 2001 . ويمكن أن يكون ماأوحى له بهذا الاسم هو ماورد فى لائحة التنظيم التى ضبطت حيث جاء فى مادتها الأولى من ان " الحزب الشيوعى المصرى هو حزب الطبقة العاملة المصرية ... " ولم يكن مقصودا بها اننا الحزب الشيوعى المصرى ، الذى كنا نتطلع لبناءه مع كل الشيوعيين المصريين .
وحيث ان الجزء التاسع يحتوى على بعض أوراق ملف القضية رقم 501 سنة 1973 الرمل – المقيدة برقم 65 لسنة 1974 أمن دولة عليا ، ويتضمن بعض كتابات فقيدنا الراحل ابراهيم فتحى ، وقد لخصتها نيابة أمن الدولة ، ولم تظهر أصولها لذا أنشر هنا هذه التلخيصات كماوردت فى المجلد المذكور فى ص ص 83 - 86 .

1 - حول انتخاب رئيس الجمهورية

نشرة معنونه " حول انتخاب رئيس الجمهورية " عبارة عن صورة فوتوغرافية تقع فى ثلاث صفحات فولوسكاب تبدأ بتحليل التنظيمات الشعبيه الشرعية : هيئة التحريروالإتحاد القومى والاتحاد الاشتراكى وترى فيها " اعشاشاً لتنظيم الفئات الاجتماعية التى برتكز عليها النظام الجديد والذى تحدده بأنه " البرجوازيه البيروقراطية وتحيل فى عدة مواضع منها الى الدراسه .
المعنونه " حول سلطة البرجوازية البيروقراطية السابق إثبات الإطلاع عليها وتمضى النشرة تحلل الاوضاع داخل السلطه بعد وفاة الرئيس عبد الناصر فترى ان ترشيح الرئيس انور السادات لرياسة الجمهورية جاء نتيجة صراع بين جناحى السلطه ولذا ( تؤيد ) الثورة البروليتاريه التى تدمر سلطة هذه الطبقة وتصفهيتها اقتصاديا وسياسياً وعسكرياً .

2 - ماهى أهداف وخلفيات قانون الوحدة الوطنية
وهو صورة فوتوغرافيه لبيان يقع فى صفحتين محرر على الآله الكاتبه معنون " ماهى اهداف وخلفيات قانون الوحدة الوطنية " ويبدأ بتساؤل ما هى الإضافة الجديدة التى يمكن أن يضفها القانون الجديد ؟ ثم بتساؤل آخر على صدور القانون فى وقت اصداره تحديداً ثم يمضى فيستبعد أن يكون المقصد من القانون الضرب على ايدى اتباع الولايات المتحدة ويرى ان المناقشات التى دارات بشأن القانون تكشف عن أن المقصود منه الضرب على ايدى من يقيمون تنظيمات خارج الاتحاد الاشتراكى الذى يرى انه مجرد واجهه شكليه لا تعبر إلا عن تلك الحلقه فى قمة السلطة والتى تنفرد باتخاذ كافة القرارات وتفرضها على قوى الشعب العامله بالعنف البوليسى والكبت الادارى " ويخلص من ذلك إلى أن " قضية الوحدة الوطنية اى تحالف قوى الشعب العامل تتعرض بهذا التشريع لضربه سياسه جديدة " ويمضى فيهاجم التشكيلات النقابيه العماليه والزراعيه القائمة ويمتدح ما اسماه " الانتفاضه الطلابيه " ويرى فيها " دليل على عجز تنظيمات السلطة عن تمثيل هذه القوى " ويهاجم خلال ذلك الاتحاد الاشتراكى العربى ويتهمه انه جهاز تابع للسلطة التنفيذيه لسلب الشعب العامل حقه فى التتنظيم السياسى والجماهيرى " كما يتهم السلطه بأنها " تنزلق يوماً بعد يوم نحو الاستسلام الكامل وينتهى الى التنديد بالمادة 98 من قانون العقوبات التى يرى انها تكشف عن قانون فاشستى نصاً وروحاً .
3 -- الماركسية والفراغ العقائدى والوحدة
"الماركسية والفراغ العقائدى والوحدة" وذيلت صفحته الأخيرة بتوقيع " شيوعى مصرى" ويبدو من سياقه انه يتضمن رداً على مقال لمحمد حسنين هيكل بعنوان " الحوار المطلوب والضرورى " نشره فى جريدة الاهرام بتاريخ 11/8/1972 ويبدأ بإيضاح نقطه يراها أوليه وهى أن سياسه الاتحاد السوفيتى ازاء حركة التحرر العربى " تعانى من قصور شديد وكانت موضوع انتقادات كثيرة من اليسار العربى , وأن انتقادات هيكل ليست من هذه الانتقادات , ثم يمضى فيعلق على المقال آنف الذكر, فيقول فى شأن ما اورده المقال من ان الاتحاد السوفيتى استجاب للدعوة الى المنطقة " ليملأ فراغا عقائديا تصوره فى المنطقة وان التصور السوفيتى اصطدم بقيم الوطنيين والقيم العربية " . انه مجرد ادعاء سخيف من رئيس تحرير جريدة الاهرام إذ يرى ان الاتحاد السوفيتى قدم مساعدة لحكومات تعادى عقائده اشد العداء , وتفتح السجون للماركسيين , وتعتبر وجود حزب شيوعى جريمة يستحق اعضائها من اجلها ابشع أنواع التنكيل والعقاب , ويوجه فى هذا المجال نقداً من اليسار للسياسه السوفيتيه باعتبار انها " قد لويت رقبة الماركسيه حتى اصبحت براجماتية لكى تبرر اوهاماً عن طبيعة هذه الأنظمه ومستقبلها " ثم ينتقل الى التعليق على ما ورد فى ذلك المقال من عداء الماركسية لقضية الوحدة العربية " وتساؤلاته عن تفسير موقف الحزب الشيوعى السورى من الوحدة بين مصر وسوريا سنة 1958 فيقول ان ذلك الحزب " ايد مبدأ الوحدة من قبل قيامها " كما دعت إليها الاحزاب الشيوعية العربية ولكن الخلاف كان حول منهج الوحدة وطريقة تنفيذها . وذهب الى ان علة مقالات الكاتب فى هذا المجال هى سعيه لتبرير اتخاذ اجراءات الوحدة مع ليبيا " المعروف عداء بعض قاداتها لليساربكل أنواعه وان مزيداً من الوحدة انما يكون " لضرب اليسار فى الداخل " و"الاتجاه فى تدرج نحو الغرب"