هجمة لتدجين منظمة مدجنة


محمد المثلوثي
2019 / 10 / 18 - 04:35     

هات نفركو الرمانة شويا: إتحاد الشغل عمرو ما كان تعبير على تنظيم ذاتي للطبقة العاملة، وعمرو ما كان مستقل عن الدولة وعن النظام وسياساتو العامة، وعمرو ما كان "ديمقراطي" وقراراتو الكبيرة عمرها ما نبعت من القاعدة العمالية، والفساد والبيروقراطية تنخر فيه من راسو لساسو. إتحاد الشعل ماهوش منظمة عمالية بل جهاز نظامي لتدجين الشغيلة والأجراء في مقابل أنو يدافعلها على بعض حقوقها ويوفر لبعض شرايحها (موظفي القطاع العام) امتيازات خلاتها مكبلة ومحافظة وحتى رجعية وتدافع على الاتحاد موش بمنطق نضالي بل في الغالب بانتهازية سكتارية، وطالما أنو ها الاتحاد مسيطر على الطبقة العاملة فهذا دليل على أنو الطبقة العاملة نفسها غير موجودة كطبقة، يعني بصفتها فاعل تاريخي وقوة تغيير ثوري، وأنها لا تزال مجرد ذيل للبورجوازية لا تحتج إلا لتحسين موقعها ضمن النظام الرأسمالي، وأنها مازالت بعيدة على أن تكون قوة طبقية تحمل حركتها أية أفاق ثورية. وهذا ما يفسر أنها ما كانتش فاعل في الهبة الثورية الديسمبرية، وحتى وقت تحرك العمال والأجراء فإنهم تحركو لا بصفتهم الطبقية، بل بصفتهم جزء مما يسمى الطبقة المتوسطة، ومطالباتها وشعاراتها وأشكال تنظمها كان في الغالب متماهي مع مطالبات وأشكال تنظم الطبقة المتوسطة وتحت الدرابو متاعها وأهدافها و"محلى الثورة التونسية تضم الجميع"....
لكن شكون مخول ليه أنو يحدد مصير الاتحاد؟ بالطبيعة هوما العمال أنفسهم ولا أحد غيرهم. يعني وقت الخدامة (بما في ذلك الذين ينتسبون في تمثلهم الى الطبقة المتوسطة وهوما أجراء يعيشو اغتراب مزدوج بين حقيقتهم الطبقية كعبيد للأجر وبين انتمائهم الوهمي للطبقة المتوسطة) يوصلو في وعيهم كون الاتحاد عائق موش محفز لتطور نضالاتهم، وأنو معمول ضدهم موش ليهم، وقتها لا شك باش يلقاو أنفسهم في مواجهة ها الاتحاد، وباش يلقاو الطريقة الملائمة للتعامل معاه.
أما ها الحملات إلي تظهر من حين لآخر ضد الاتحاد فهي من جهة حملات للضغط على القيادة من أجل اضعافها ومن ثما تحسين شروط التفاوض معاها، ومن جهة أخرى (وهذا الأهم) من أجل ضرب العمل النقابي نفسو حتى في شكله المطلبي البسيط، يعني ها "الشق الثوري" إلي إتحاد الأعراف جاه على العين العورة يحب سواديزون "يواصل المسار الثوري" ويحب كوم كوا "يقطع مع السيستام" وفي نفس الوقت يحب الأجراء (إلو هوما المفترض القوة الحقيقية لأي تغيير ثوري) يريضو ويركحو على رواحهم ويكفو على الإضرابات، ويستنى من رئيس أو حكومة (إلي هوما مجرد متصرفين جدد في السيستام وما ينجمو كان يخضعو للوجيك الرأسمالي متاعو) أنهم باش يعملولهم ها المعجزة الثورية المنتظرة ᴉ---ᴉ---ᴉ---
أما إذا زدنا فركنا الرمانة أكثر فإنو ها الحملات ضد الاتحاد (بغض النظر عن وعي أصحابها) تستبطن تعارض شبه مسكوت عليه بين ميل الرأسمال الى لبرنة الحياة الاقتصادية، بعد أن تمت لبرنة الحياة السياسية، وبين أنو الاتحاد يستند في وجودو على القطاع العام، يعني احتكار الدولة لأهم القطاعات الاقتصادية وهو الشيء إلي يتعارض مع الليبرالية والحرية الاقتصادية. وبحكم أنو البورجوازية واعية تماما (عكس أذيالها) أنو سقوط الاتحاد لن يعني سوى أنها باش تلقا روحها في مواجهة مباشرة مع الشغيلة من غير وسائط تخفيف الصدمات ومن غير أدوات إطفاء الحرائق، فإنها تسلك طريق إلتفافية (تناور، تهدد، تضغط، تمنح الامتيازات....) باش تخلي الاتحاد يكسر شيئا فشيئا الخطوط الحمراء إلي حطها أمام ما يسموه "الإصلاحات الكبرى" وإلي عناوينها الكبيرة هي: - التفويت في مؤسسات القطاع العام – رفع الدعم كليا على المواد الأساسية – تجميد الأجور في مقابل التحرير التام للأسعار – تحرير السوق المالية بما في ذلك التحرير الكلي للدينار – تحرير التجارة الخارجية، يعني في الخلاصة الهدف الأخير هو أنو الدولة يتم اختصار تدخلها في حدود القمع والمراقبة والجباية وفي أقصى الحالات أنها تاخد على عاتقها تمويل بناء مشاريع البنية التحتية وخلق ما يسمى "البيئة الاستثمارية" إلي تخلي الرأسمال يقدم على الدخول في حركة التراكم. وهذا الكل يستوجب أنو الاتحاد ينخرط في ها العملية الكبيرة. وفي المقابل يعرف الاتحاد أنو هذا باش يضرب في العمق الأساس إلي يقوم عليه ومخليه شريك رسمي في إدارة الشأن السياسي للنظام ويحولو الى مجرد منظمة نقابية عادية كيما ماهو موجود في أغلب بلدان العالم. والاتحاد عندو سلاح ثقيل اسمو موظفي القطاع العام والوظيفة العمومية إلي يشوفو في رواحهم (بفضل الاتحاد) في وضع أقرب للطبقة المتوسطة منه للعمال، وواقعيا (وديما بفضل الاتحاد) يحوزو على امتيازات كبيرة مقارنة بعمال القطاع الخاص (أغلبو ماهوش مؤطر نقابيا) وبقية الشرائح الفقيرة من عاطلين وجمهور واسع مما يصنفونهم ضمن خانة "عامل يومي"، والمهمشين إلي عايشين على هامش الدورة الاقتصادية الرسمية. والسلاح هذا يخلي الاتحاد ما ينجم كان يكون شريك "خفي" في الحكم، وها الحملات ضدو ما تنجم تكون كان صراع بالوكالة بين البورجوازية ذات المنحى الليبرالي (غير المصرح به غالبا لأسباب انتخابية) وضرتها البورجوازية "المحافظة" إلي تتمعش من موقعها في الإدارة البيروقراطية للدولة وإلي الاتحاد "شريك اجتماعي" معاها.
مرشح أنو الرمانة ياش تزيد تتفرك أكثر في الواقع، لأنو الوضع الملتبس والبين بين صعيب كان يتواصل. وعلى هذا إذا ثما خدامة (أو مثقفين و"نشطاء" منحازين للطبقة المسحوقة) يحبو يواجهو الماكينة البيروقراطية متاع الاتحاد، بدون أنهم يكونو وقود لمعركة خاطيتهم، فما عليهم سوى المرور أولا باتحاد الأعراف والسلطة القائمة وإلي باش تقوم وإلا يجعلها لا قامت...
تونس في 2019/10/18