لا لتجديد اتفاقية اليونان - الولايات المتحدة حول القواعد العسكرية


الحزب الشيوعي اليوناني
2019 / 10 / 6 - 12:32     

بيان المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني
لا لتجديد اتفاقية اليونان - الولايات المتحدة حول القواعد العسكرية
لا لزيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو



يدعو الحزب الشيوعي اليوناني العمال والشعب والشباب إلى هبة عارمة في وجه زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، و بنحو رئيسي ضد تحويل اليونان إلى قاعدة انقضاض شاسعة أمريكية أطلسية. إن هذا هو أيضاً محتوى "الحوار الاستراتيجي" مع الولايات المتحدة، الذي كانت حكومة سيريزا قد دشَّنت مرحلته الأولى و الذي تجري ترقيته من قبل حكومة حزب الجمهورية الجديدة في مرحلته الثانية الحالية.

يدعو الحزب الشيوعي اليوناني إلى هبة عارمة و للمشاركة الجماهيرية في فعاليات الحركة المناهضة للحرب و للإمبريالية في جميع أنحاء البلاد، ضد زيارة وزير الخارجية الولايات المتحدة. و يدعو إلى دعم الفعاليات متعددة الأشكال لإغلاق القواعد اﻷمريكية اﻷطلسية في اليونان و إلى فك ارتباط بلادنا من المخططات والمزاحمات الإمبريالية الخطرة.

إن "اتفاقية التعاون الدفاعي المتبادل" التي تم إعدادها سلفاً من خلف ظهر الشعب و التي من المتوقع توقيعها أثناء زيارة وزير الخارجية الأمريكي بومبيو إلى أثينا، تورط بلدنا وشعبنا بنحو أعمق في مخاطر كبيرة.

و هي تعدُّ تحويل نصف اليونان "مرة واحدة و للأبد" إلى نقطة انقضاض إجرامية للأميركيين و الأطلسيين و مخططاتهم، من البلقان حتى البحر الأسود و شرق البحر المتوسط و الخليج، مع جعل شعبنا هدفاً للمزاحمات اﻹمبريالية، التي تدور رحاها في جميع أنحاء المنطقة، من أجل اقتسام غنيمة الطاقة وطرق نقلها ومناطق النفوذ.

إن حكومة حزب الجمهورية الجديدة تقوم في سياق "الحوار الاستراتيجي" مع الولايات المتحدة، الذي بدأته حكومة سيريزا، بتجديد الاتفاقية اليونانية الأمريكية لفترة مديدة الأعوام أو غير محددة الأجل بشأن حضور القواعد العسكرية وتعزيزها وتوسيع نطاقها.

● حيث تجري زيادة قدرات قاعدة سوذا بنحو أبعد، و هي التي تدعم سلفاً عمليات القوى المذكورة في كامل هلال ممتد من البحر الأسود إلى الشرق الأوسط حتى شمال إفريقيا.

● يُرسَّخ استخدام الطائرات بدون طيار UAV و غيرها من طائرات الولايات المتحدة في قاعدة جوية في مدينة لاريسا.

● يجري تنصيب طائرات هليكوبتر أمريكية بشكل دائم في وسط اليونان (و هي التي تستخدم حالياً موقع ستيفانوذيكيو في ماغنيسيا ﻛ "مرآب دوري").

● يجري تنصيب كادر عسكري أمريكي أطلسي في مدينة ألكساندروبوليس، حيث يرغبون في استخدام ميناءها لأغراض عسكرية (نشر قواتهم في أوروبا الشرقية على طول الحدود مع روسيا) وتوسيع المصالح الإقتصادية الأمريكية في المنطقة.







إن مزاعم الحكومة و أحزاب الطيف الأوروبي الأطلسي، بأن ربط اليونان بدرع الناتو والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يضمن السلام والأمن في المنطقة، هي عديمة الأساس و منافية للتاريخ.

إن تشييد قواعدهم ليس من أجل حماية البلاد والحدود، بل من أجل توظيفها كنقاط انقضاض لشن حروب و تدخلات، لحماية مصالح عمالقة الطاقة.

هذا هو معنى التصريحات المتكررة للسفير الأمريكي، جيفري بايات بأن اليونان هي "مفصلة جيوسياسية" و "دولة خط أول" للولايات المتحدة. بما يعني:

● أنها متواجدة في "الخط الأمامي" لمخططات الحرب في الخليج وضد الشعب الإيراني، على غرار تواجد قاعدة سوذا في "الخط الأمامي" طوال السنوات السابقة في التدخلات الإمبريالية في سوريا وليبيا و غيرها.

● و في "الخط الأمامي" للمخططات اﻷطلسية لتطويق روسيا في شرق المتوسط و البحر الأسود.

● و في "الخط الأمامي" لمخططات إبقاء تركيا في المعسكر الأمريكي الأطلسي، مع الاضطلاع بدور "القناة"، و وضع "كامل قوتها" في تطبيق مخططات الإدارة المشتركة في بحر إيجه وقبرص .

إن الانخراط في هذه المخططات سيحول اليونان إلى "مغنطيس" هجمات محتملة. لقد تم استهداف بلدنا سلفاً. حيث نموذجية على ذلك هي تصريحات مسؤولين روس و إيرانيين بأنهم سيوجهون صواريخهم نحو الدول التي تستضيف القواعد الأمريكية في حال تعرض دولهم للتهديد.

و بنحو مماثل، تفتقد للأساس و منافية للتاريخ هي المزاعم القائلة بأن بلدنا ستحمى بهذا اﻷسلوب من العدوانية التركية. إن تركيا و باعتبارها قوة أطلسية تصعِّد عدوانيتها في بحر إيجه وشرق المتوسط، و تطعن بالحدود القائمة و تنتهكها.

إن مشاركة بلدنا في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي على مر هذه السنين، و حضور قواعد الناتو في اليونان لم يؤدي فحسب إلى ردع العدوانية التركية، بل على العكس فقد فاقمها. إن حلف شمال اﻷطلسي لا يعترف بوجود أي حدود في بحر إيجه و يعتبره مجالاً عملياتياً موحداً. إنه يلعب دور " بيلاطس البنطي" في الخلافات اليونانية التركية. و في كل اﻷحوال، فإن الترويج لمخططات التقسيم والاستغلال المشترك للثروة الباطنية في قبرص وبحر إيجه، هو جارٍ تحت رعاية حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

مهما جنَّدوا من الأكاذيب حول "الفوائد" التي سيحصل عليها الشعب اليوناني، فإن هذا هو الجوهر و هو لا يتستر. إن "المقايضات" الوحيدة هي ما تتوقعه الطبقة البرجوازية لترقية مكانتها، في حين يتمثل "الأجر" بالنسبة للشعب في مخاطر أكبر تنبثق من خططهم التي ستقع الشعوب ضحايا لها، مما يعني حروباً جديدة، و فقراً و اجتثاثاً للشعوب من أوطانها. إن الرابح يتمثل في تلك القطاعات من رأس المال التي ستستفيد من شراكات الطاقة وغيرها من شراكات الأعمال الاقتصادية، والتي تُسلِّم في سياقها ثروة البلاد العامة لمصالح الأعمال الإقتصادية المحلية والأجنبية.

إن الحزب الشيوعي اليوناني يدافع بحزم عن المصالح الشعبية و يعمل من أجل تطوير صراع الشعوب المشترك، من أجل تعاون ذي منفعة متبادلة، و يطالب ﺑ:

● التنديد بـ "اتفاقية التعاون الدفاعي المتبادل" الآن، و إغلاق قاعدة سوذا والقواعد العسكرية الأمريكية اﻷطلسية الأخرى.

● لا لأية مشاركة للقوات المسلحة اليونانية في المهمات الإمبريالية في الخارج، و فك اﻹرتباط من حلف الناتو والاتحاد الأوروبي.

● تعزيز الصراع من أجل فك اﻹرتباط من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

● تعزيز صراع الشعوب المشترك وتضامنها ضد الحرب الإمبريالية والنظام الذي يلدها.

إن التطورات لا تتسع للإنتظار و اﻹطمئنان. ينبغي إعلان النفير مع هبَّة فعلية. بشدة أكبر لكي ينخرط المزيد في معركة اﻹعلام و التحرك التعبوي. لزيادة آلاف التواقيع التي جرى جمعها سلفاً في عريضة هيئة النضال ضد اتفاقية القواعد. و لتبني هذه القضية من قبل المزيد من الهيئات والنقابات والاتحادات من اجل إنجاح التجمعات التي ستقام خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى اليونان لحضور الجولة الثانية من "الحوار الاستراتيجي".

يجب أن تصل الرسالة إلى كل مكان، وأن تُسمع بصوت عالٍ مقولة: لا أرض ولا ماء لقتلة الشعوب.