ضمير النفس الانسانية والأستعداد الأجرامى


محمد شوقى السيد
2019 / 10 / 4 - 14:56     

اول اشياء بيدرسها دارس القانون نظريات تفسير السلوك الأجرامى واللى بدأت بنظريات بدائية زى نظرية العالم لامبروزو واللى بيعتمد فيها على صفات مشتركة وراثية وعضوية بين المجرمين مثل صغر حجم الجمجمه وعدم انتظامها طول الذراعين ضخامه الكفين الخ ونظرية العالم دى توليو واللى بيضيف العوامل الاجتماعية عاملا اضافيا وطبعا ظهرت انتقادات بالغة للنظريات دى
سيجموند فرويد احدثت نظرياته النفسية
اثرا واسعا فى تفسير السلوك والاستعداد الاجرامى
حيث قسم النفس الانسانية الى ثلاث مراتب
أ-النفس ذات الشهوه (الذات الدنيا) (هو)ويرمز لها (ID ) وتعبر هذة المرتبه من النفس على الميول الفطرية والاستعدادات الموروثة للانسياق وراء الشهوات وارضاء الغرائز بأية طريقة ممكنه بغض النظر عن اعتبارات المثل والقيم والمبدئ النبيله
ب- الذات الشعورية (الآنا) ويرمز لها (EGO ) وهى مجموعة الملكات العقلية المستمده من رغبات النفس بعد تهذيبها وفقا لمقتضيات الحياة الخارجية وتتمثل وظيفة الانا بالسعى نحو ايجاد نوع متوزان بين الميول الفطرية والاستعدادات الموروثة ومتطلبات البيئة الخارجية من المثل العليا والقيم والخلاق اذ هى الكابح بالنسبة للمرتبة الاولى من النفس * وقسم فرويد الانا المرتبة الثانية الى عقل ظاهر وعقل باطن وعقل كامن
ج- الذات المثالية (الآنا العليا) ويرمز لها بالرمز (SUPER -EGO) وهذة المرتبة الثالثة من النفس وتتمثل فى مجموعة القيم والمثل والتقاليد الموروثة عن الاجيال السابقة وكذلك المكتسبة من البيئة الاجتماعية الحالية وتعمل الانا العليا على محورين الاول المصدر الحقيقى لردع المرتبة الاولى (هو) عن الانفلات عن مقتضيات البيئة الخارجية من جهه وتم (الانا) بالقوة اللازمه للقيام بواجبها فى ردع وكبح جماح المرتبة الاولى من النفس ومراقبة المرتبة الثانية (الانا) فى اداء وظيفتها ومحاسبتها عند اى تقصير
يرى سيجموند فرويد ان السلوك الفردى يتوقف على مدى العلاقة بين الاقسام الثلاث للنفس الانسانية فاذا تغلبت الشهوة والميول الفطرية(النفس ذات الشهوة) فان السلوك يكون منحرفا وتكون شخصية صاحبه غير ناضجة واذا تغلبت المثل والقيم الموروثة وتحكم الضمير والعقل(الانا العليا) كان السلوك قويما وكانت شخصية صاحبة ناضجة
ظهرت بعد كدة نظريات بتدرس العوامل الاجتماعية والاقتصادية وطبعا بتضيفها الى نزعات النفس الانسانية طيب تعالى نشوف بقى النصوص القرآنية والاحاديث
(أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ)
(لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ)
(فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)
(كَلاّ إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى)
وغير ذلك كثير من الايات الى تدل على تأثير النفس الانسانية على السلوك والاستعداد الاجرامى للفرد فى المجتمع
ومن الاحاديث النبوية
(حسن السيرة عنوان السريرة)
(من حسنت سريرته حسنت علانيته)
(كما تدين تدان)
المهم فى ده كلة اية ان المؤسسات الادارية والشركات فى العالم الخارجى (مش عندنا طبعا) اهم حاجة بيدرسوها اية فى شخصية المتقدم فى نيل وظائف ومسؤليات بها هى تلك العوامل النفسية والمؤشرات التى تدل على وجود عوامل النقد الذاتى وحكم الضمير (الانا العليا)
اما لدينا وانت داخل اى مؤسسة ادارية تحس كده انهم عاوزين يئلبوك وتسند المسؤليات لمن لدية استعداد أجرامى واضح.