اللغمطة : المخادعة هي الأهم ؟!.


احمد مصارع
2006 / 5 / 18 - 10:11     

اللغمطة : المخادعة هي الأهم ؟!.
سألته مار أيك بقليل من اللغمطة للخروج من حالة الطهرانية , فصرخ مستنكرا بقوة :
يا لطيف , إلا هذه فهي مفتاح لبوابات الجحيم السفلي .
اللغمطة هي إعلان حرب على العقل , بل وإلقائه في سلة المهملات , بثمن بخس ولمتعة زائلة ,فإذا كانت الأدلجة تطوعية , رغم تخلفها من غير وعي , فان اللغمطة هادفة بلؤم شديد , لأنها بيع وشراء في بورصة الضمائر بما لا يجوز مطلقا لكرامة الإنسان .
المفردة جديدة ,قد تكون نافعة للغاية إن نجحت في خلقها , بل وإضافتها للقاموس العربي الأعجف , والذي لن يسمن من مجرد كلمة , فاللغمطة هي اتساخ معنوي , وارتباط غير واع وحر , بل مجرد إتباع للمصلحة المادية والذاتية , فالمملغمط شخص يتبع منافعه الخاصة , الحاضرة أو الآجلة , الظاهرة أو المخفية مؤقتا , على أمل أو واقع أنه سيستفيد , اليوم أو غدا؟
ومن مظاهر المتلغمط أنه لا يحكم منطق العقل , بل هو ممن يعتبر نفسه قابضا لثمن بيع ضميره ووجدانه غير الحر وقد أنجز عقده السري الشرير مع من لايهم , فالأهم هو تحقيق مصلحة ذاتا نية قريبة أنوية عاجلة .
في الوضع العادي , فلا مصلحة لأي منا في مغالطة من يحدثنا , والإنسان الحر بطبيعته يتضامن مع الرأي الصواب الذي يمكن له أن يحررنا جميعا , من كل ما يقاوم رغبتنا في تحقيق قناعاتنا الشفافة , في اكتشاف ما ينفعنا أو يضرنا ؟
أن تكون ملغمطا فمن مصلحتك أن تلغمط غيرك , بحيث تنشر اللغمطة كمبدأ عام ضد حياتنا جميعا , وحلمنا بحياة أفضل ؟
اللغمطة المخادعة من النوع الغريزي الساذج سائدة هذه الأيام , وهو ما ستشرحه الحكاية التالية , من عالم الحيوان الساذج للغاية , بل والبريء؟
كان مربي الحيوانات الرأسمالي , من العهد العصملي , قويا ومفتول العضلات , جهم الحواجب والصدر العريض المستعرض , يعتاش من العيش المشترك , في حوار الحيوانات , من تآلف الدب مع الذئب ومع السعدان ؟!.
ولكن اللغمطة المخادعة كانت بين الدب والسعدان , وكان ذلك حين اكتشف الرجل زيف اللغمطة المخادعة , حتى بين الحيوانات , فقد كان السعدان والدب في حرمة غرفة الذخيرة في عز الشتاء القاحل من كل عمل , حين كان السعدان يلتهم الطحين النادر , بكل شراهة , ولكي يغطي على غلوائه في الخوف من الجوع والشتاء القارس , فقد كان ينهي نزوته بلغمطة الدب بقبضة من طحين , وهو يلعب ضاحكا , بل ومعانقا للدب السابت وفقا للفصول ؟
الدب الملغمط كان على الدوام ضحية للضرب بالخيزران , من مرب قوي البنية , وفجأة انتبه المربي , لقفزات الدب , وإشاراته نحو السعدان الملغمط له ...وهو الأمر الذي جعل المربي يختفي وهو يتلصص من ثقب دار الذخيرة , ليكتشف سر سعادة السعدان في لغمطته للدب في حب , ولأن دروب العيش لا تسير وفقا لمبدأ اللغمطة , لذلك أحقت الحق نفس الخيزران على ظهر السعدان , كي تتوقف كل عملية لغمطة لاحقة ؟.
المجتمعات بشكل فضفاض , العربية أو الإسلامية , ليست سوى الضحية الدببية منذ عهد انفضاض عمليات اللغمطة فيما بعد الأنظمة الخلافوية الاسلاموية , الى عصرنا الراهن , وهي تعيش على أحر من الجمر لحظة صحو السلطان , من واقع المكان والزمان , لتنهي وللأبد كل أشكال اللغمطة , السلطوية والأمنية , وا لأسقط الروحية والثقافية .
إن على كل إنسان حر وأبي , أن يكون أكبر من كل محاولة للغمتطه , ومن حق كل إنسان أن يبحث عن فائدته الخاصة أو الشخصية , ليس بالتوازن مع المصلحة العامة التي تبدو مثالية في بعض الأحيان , بل من أجل حماية البيئة النظيفة لحياة المجتمع الوطني , وبالأخص لحماية الأجيال البريئة القادمة , والحالمة بطفولة للوصول الى المستقبل الأفضل .
الملعون والخبيث والشرير , والملغمط ..