حكم الأسر والعوائل في العراق ج2


جاسم محمد كاظم
2019 / 10 / 1 - 14:37     

انهار حكم الأسرة الملكية في العراق صبيحة الرابع عشر من تموز الظافر 1958بزعامة الخالد عبد الكريم قاسم ومن أول بيانات الثورة استبدلت سلطة الملك الراحل بالحاكم العسكري المباشر وعرف العالم انبثاق الجمهورية العراقية الأولى وفجر الحكم الوطني .
ألغيت دعاوي العشائر وسلطة الإقطاع في أول بيانات الثورة وفي غضون سنة واحدة رسخت الثورة نفسها عبر إقصاء الأسر المتسلطة عبر تأميم الأرض بقانون الإصلاح الزراعي وتأميم الثروة النفطية وباقي الممتلكات لصالح الشعب .
ومن هذا الفعل الثوري انهيارات الأسر البيروقراطية والارستقراطية المتسلطة على الرقاب بصعود الطبقات الكادحة من أبناء الفلاحين .
وشهدت الحكومة أوسع تجربة ومشاركة حزبية تضمنت أكثر الأحزاب المضطهدة أيام الحكم الملكي البائد .
تعرضت الثورة إلى الطعنات المباشرة بعد مضي أشهر قليلة من مسيرتها على يد تجار القومية أولا ثم ظهر التحالف غير المقدس مابين تجار القومية وكهنة الدين الشيعة للتأمر على انجازات الثورة بسب الخسارة الكبيرة التي تعرض لها ملالي الدين لانقطاع إتاوات الإقطاع المباشرة لهم لسكوتهم عن ظلم الفلاحين .
وهكذا عاد التاريخ إلى الوراء بعد سقوط الحكم الوطني في شباط الأسود1963 وما أن أتم عبد السلام عارف الجميلي إسقاط خصومة في الانقلاب بعد10 أشهر حتى استولى على الحكم بقبضة من حديد عبر تعيين المخلصين له من الأقارب وأبناء المدينة والمحافظة الواحدة ليعود حكم الأقارب من نفس الجنس والطائفة المتسلطة من جديد.
وتضمنت الأسماء التي استولت على المناصب الحساسة للدولة من أبناء نفس المحافظة لقمع بقية الضباط المتطلعين إلى سدة الحكم من بقية المحافظات سعيد صليبي الجميلي رئيسا للانضباط العسكري عارف عبد الرزاق الكبيسي رئيسا للوزارة عبد الرزاق النايف الحسني نائب لمدير الاستخبارات العسكرية إبراهيم الداوود الهيتاوي أمرا للحرس الجمهوري .
وما أن رحل عارف الأول مع الطائرة عام1966 حتى تقلد أخوة عبد الرحمن سدة الحكم في أول حالة لتعاقب للحكم الجمهوري عبر نظام الإخوة .
انهار حكم الأخوين بعد خيانة أبناء المدينة الواحدة لسيدهم الكبير في تموز 1968 طمعا بالمناصب العليا ولم تنفع تلك المناصب الحساسة كرشوة لضمان الولاء ليضعوا أنفسهم في خندق البعث المميت هذه المرة
عرف انقلابيوا البعث سر سقوط الحكومات وانهيارها من قبلهم لذلك فهموا سر اللعبة بخلق نوع جديد من الحكم يسمى حكم العشيرة الواحدة وما هي ألا ثلاثة عشر يوما حلى أطيح بالنايف والداوود معا ليستفرد البكر بالسلطة ويبدأ تشكيل شكلي يقود الدولة يسمى مجلس قيادة الثورة همة الأول قتل كل من يعترض سبيل السلطة .
وسرعان ما بدء الانقلابين بالاقتتال فيما بينهم للاستفراد بالسلطة المطلقة أشبة بما فعلة أبو جعفر المنصور بأعمامه من بني العباس فبدئوا أولا بناصر الحاني العارف بمكامن الCUA ثم حردان التكريتي من جيل الأقوياء وبعدها تم تصفية أكثر الضباط من كبار الرتب المناوئين بحمام دم ورعب بعد عملية الغزال عام 1971 لينتهي المشهد الدامي برحيل آخر الكبار صالح مهدي عماش سفيرا في فنلندا ..............
يتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبع