هل بدا اردوغان من نيويورك بحفر قبره بيده ؟


عماد علي
2019 / 9 / 27 - 16:50     

من سمع صياح وعويل و صراخ اردوغان من على منبر الامم المتحدة و من ثم ما قاله و استوضح به الامر عند الجميع ما في جعبته في لقاءه مع فوكس نيوز، و كان في وضع لا يحسد عليه عندما راى الناس ان كلامه كان ردود فعل لما لقاه من اهمال حقيقي لو قورن بما كان عليه من قبل من احترام و تقدير فوق العادة و ما ازدحم برنامج عمله و لقاءاته السابقة و خلو رحلته الاخيرة من تلك اللقاءات، فانه سوف يعرف مدى انخفاض منحنى موقعه السياسي في العالم.
احس اردوغان بمرارة ما وقع فيه بعدما قال انه مجبر على ما يبديه من المواقف نتيجة عدم القاءه اذن صاغية في محاربة الارهاب، و كانه لم يكن عونا للارهاب الداعشي في سوريا. انه ينظر الى الارهاب من زاوية مصلحته فقط و ليس جوهر الارهاب بنفسه. فالكورد كشعب مسالم مغدور لديه ارهابيين و الداعش بريئو مسالم، الحقوق لديه ما يقع لصالحه و ما حقوق الاخر الا غدر و اجحاف عليه.
على الرغم من ما لقاه فانه تبجح احيانا عسى ان يظهر نفسه قويا غير انه تراجع و ادرك في نهاية الامر بانه وقع في الفخ و ما ابداه من تاييده الظاهر لايران الا ليبين للجميع فانه لديه ما يلجا اليه طالما لم يبد اي احد تاييده في افعاله التي لا تليق بمن يجمل الافكار و الفلسفات العصرية و ما تفرضه الدبلوماسية والعلاقات الدولية في هذا الزمن. انه يحاول مرارا جر امريكا لتاييده في تحقيق هدفه و بدايته هي فض شراكتها مع الكورد في كوردستان الغربية، و لم ينجح لحد الان رغم محاولاته لابتزاز امريكا و اوربا بتهديداته عن طريق اللاجئين السرويين و دفعهم الى اوربا، و ان نجح من قبل نسبيا و ما استجدى حفنة من الاموال الا ان الاعيبه اكتشفت فيما بعد و توقف دفع ما اتفق عليه.
بدا الشكوك حتى في قضية اللاجيء آلان الكوردي الطفل الغارق في بحر ايجه عندما حمل اردوغان صورته على منبر الامم المتحدة، و بدا الناس و الصحف يحذر و يسال و ربما يكتشف لديه مستقبلا بان يكون عملا مخابراتيا تركيا مقصودا و من صنع ايدي اردوغان لكسب ود الناس و الراي العام العالمي و الفات النظر عن افعاله و ما حمل العمل من الضغوطات على اوربا و اثّر عاطفيا على الانسان الاوربي و دفع حكوماتهم على التعامل مع الامر، و الا من دقق في الامر لعلم بما جرى من تخطيط و حبكة اعلامية، و الا غرق المئات من الاطفال في الاوقات الاخرى و لم يتلفت الى الموضوع احد . و حتى العملية يمكن ان تكتشف بانها كانت تمثيلية درامية التي كانت مكشوفة و من اداء رجاله و صوّرت بشكل متقن و بايدي محترفة بحيث كسب عاطفة الجميع و حتى من شكك في الامر بداية لم اهتم به اردوغان و حكومته و اعلامه.
و بعد ان برّأ اردوغان ايران من الهجمات الصاروخية و بطائرات درونز على المنشات النفطية لشركة ارامكو السعودية في بقيق و خريص، اوضح للجميع و لامريكا موقفه الراسخ الذي كان مترددا فيه من قبل في تحديد موقعه، و سنرى نتائج ما اقترفته ايديه بنفسه في الايام المقبلة على الرغم من تعامل امريكا معه بحذر و محاولاته لكسب وده و سحبه من المحور الاخر و منعه من الاغراق في مستنقعه. و عندما لم ير اردوغان استجابة لمتطلباته و فشل زيارته و لقاءه قبل عودته الى بلاده مخذولا فانه رمى البالون و جازف و لكنه لم يعلم انه اخطا . استوضح انحياز السلطان اردوغان لايران بانه لن يتراجع عن خطواته مهما ضغطت امريكا و انه اقترب في ان يرتمي نهائيا في حضن روسيا و محورها، و به لابد ان يفرض الامر موقفا على امريكا و ان يحدد خطواتها المقبلة ازاء ما يفعله اردوغان، و الايام المقبلة يمكن ان يكشف الكثير لنا و ما نعتقده بانه قد بدأ اردوغان بحفر قبره بيده اكثر و باشر به من نيويورك.