الحكومة العراقية في الصين


فاضل عباس البدراوي
2019 / 9 / 26 - 23:26     

منذ أيام، والسيد عادل عبد المهدي، في زيارة للصين، على رأس مجموعة كبيرة من وزرائه ومن المحافظين والمستشارين، لا ادري هل ذهب السيد عبد المهدي للصين لاستجداء القروض، للبدء في حملة واسعة لأعادة البنى التحتية المُخرَبة في العراق، التي كانت المجموعة السياسية التي ينتمي إليها في غفلة عنها، أو ذهب ومجموعته للتعلم من الصين طريقة بناء البلد؟.
عند بث لقطات من الزيارة الميمونة لهذا الوفد العرمرم، من على شاشة الفضائية العراقية، يُلاحظ علامات الانبهار تبدو واضحة على محيا السيد رئيس الوزراء، على ما يشاهد من تطور هائل في هذا البلد، ألم يتساءل مع نفسه عن هذا البلد العجيب الذي كان بلدا زراعية متخلفا قبل عقود قليلة، هذا الصين الذي تعداد سكانه مليار وثلامائة مليون نسمة، كيف لهذه السلطة وفرت السكن والغذاء والدواء واالتعليم المجاني والطاقة الكهربائية لهذه الملايين من السكان، والصين تستورد الوقود من الخارج؟ الجواب بسيط يا سيد عبد المهدي، في الصين تحكمها سلطة تعتمد الكفاءة والنزاهة في تبوء المراكز القيادية وحتى الوسطى في الدولة،، ليس في الصين شيوخ عشائر يتحكمون في مناطقهم وهم مدججين بالسلاح، وسلاحهم أقوى من سلاح الدولة، في الصين لا توجد.ميليشيات مسلحة منفلتة بالعشرات وهي فوق القانون، في الصين لا توجد حركات وكتل سياسية ولاؤها للخارج، القانون الصيني يحكم بالإعدام على كل من يمد يده على أموال الدولة، مهما كانت منزلته السياسية، في الصين لا يوجد شيء اسمه التعيين في الوظائف الحكومية بالرشى، فالدولة ملزمة بتوفير العمل لكل انسان.
وأخيرا يا دولة الرئيس هل بإمكانكم هنا في العراق تطبيق هذه المبادئ في إدارة الدولة؟ أقول ويشاطرني القول ملايين العراقيين انتم أبعد ما تكونوا عن سلوك هذا الطريق القويم في إدارة الدولة، وشاهدِنا على ذلك، أنكم اضعتم من أعمار العراقيين أكثر من ستة عشر عاما، ولا يلوح في الافق أي خلاص للعراق من محنه التي يعانيها بسببكم، لأن ليس في العراق دولة حقيقية، انما دولة شيوخ العشائر والميليشيات المسلحة المنفلتة، وأحزاب وتيارات سياسية تقود البلد، بمختلف مسمياتها، ولاؤها ليس للعراق وإنما للخارج، هذه ببساطة الفرق بين من يبني ويعمر بلده، وبين من يهدم ويسرق بلده.