نتائج الإنتخابات الإسرائيلية لم تتأثر بدعاية نتنياهو


محمود فنون
2019 / 9 / 18 - 09:48     

18/9/2019م
ضج أشباه المحلللين والمراقبين العرب والفلسطينيين بتوصيف نشاط نتنياهو الصهيوني على أنه محصور " في الدعاية الإنتخابية " وأن نشاطاته وتصريحاته ومواقفه سوف تمكن حزب الليكود من الفوز بعدد أكبر من المقاعد في الإنتخابات المبكرة للمرة الثانية والتي جرت أمس .
وكنت كتبت مقالة موجزة في 12/9/2019م فندت فيها هذا الخيال الساذح وقلت :
"...هكذا إذا : تحتوي الجوارير الصهيونية على خطط وقرارات ومشاريع قرارات وعلى سياسات تجمع كلها على التوسع الرسمي لدولة " إسرائيل " بعد ان تم توسيعها عمليا في حرب عام 1967م .
أين تقع هذه المواقف وهذه السياسات والقرارات والتصورات والدعوات وكل ما يتعلق بهذا الأمر ؟
إنها تقع في ذات السياق الصهيوني الأساسي ومنذ الإبتداء . إنها سياسة تهويد فلسطين وليس غيرها ولا خارجة عن سياقها . وهي بالتأكيد ليست من أجل تسويد حزب صهيوني على حزب صهيوني آخر ولا دعاية انتخابية لنتنياهو مرشح حزب الليكود في الإنتخابات التي ستجري للكنيست بعد أيام خلال هذا الشهر..."
وكان الليكود قد حصل في انتخابات نيسان 2019م على 35 مقعدا وتدل النتائج الأولية ان الليكود قد لا يصل إلى هذا العدد في الإنتخابات التي جرت أمس وربما يحصل على 32 إلى 34 مقعد على الأكثر . بل انه لم يحصل على العدد الأكبر من المقاعد حيث أن تجمع أزرق أبيض سيحصل على عدد أكبر من المقاعد وكلاهما سيواجه صعوبة في تجميع 61 صوتا بالحد الأدنى وهي ضرورية لتشكيل الحكومة القادمة .
إذن إعلانات نتنياهو بأنه سيستكمل تهويد فلسطين لم تنفعه لتوظيفها كدعاية انتخابية جاذبة لمزيد من الأصوات .
من البديهي أن الليكود مارس الدعاية الإنتخابية وأعلن بشكل متكرر قبل انتخابات نيسان بمدة طويلة عن استعداداته لضم الضفة الغربية ولكن مزاج الناخبين لم يتأثر بهذه الإعلانات وهي بالتأكيد في صلب سياسة التهويد الصهيونية لكل فلسطين وكل بقاعها ذلك أن الأحزاب الصهيونية المنافسة لديها ذات السياسات والمواقف ولم تنفع بهلوانيات نتنياهو بتسجيلها بماركة الليكود فقط .
هل هذه النتائج مقنعة لأشباه المحللين والمراقبين بضرورة التخلي عن استدخال الأوهام في التحليل بدلا من الوقائع والمعطيات ؟.
إن السياسة الصهيونية تقوم على ركائز لم تتزحزخ وهي تتمثل ب : هاجس الأمن الدائم وتوظيفه يوميا في كل أشكال الممارسات ، والحروب وقمع الشعب الفلسطيني باستمرار وبكل أشكال الإنتهاكات التي أصبحت سياسة يومية لكل الحكومات المتعاقبة منذ البداية وحتى الآن ، والضم وبناء المستوطنات واستجلاب المهاجرين ...
أما القول بأن أمريكا تدعم نتنياهو شخصيا فهذا كما دلت نتائج الإنتخابات ، لم يكن عنصرا محفزا للناخب الإسرائيلي . وكلنا يعلم بأن أمريكا تدعم إسرائيل بالباع والذراع أيا كان رئيس الوزراء ، ويمكنني القول أن نتنياهو تربى سياسيا في أحضان أمريكا وهو من توابعها وليس بالضرورة رجلها المفضل.ولو رأت أمريكا أن خيارها مع نتنياهو للجأت إلى وسائل أخرى أكثر فاعلية وهي قادرة على ذلك .
وربما تمارس دورا في تجميع الأصوات له ليشكل الحكومة وربما لا .
أما نقل السفارة للقدس وتأييد ضم الجولان المضموم وتأيد هذه وتلك من ممارسات الحكومة الإسرائيلة هو كذلك في صلب السياسة الأمريكية في كل الأوقات وكذلك في صلب السياسة الإستعمارية للدول الغربية كلها، وليس مخصصا لحكومة معينة .
إن السذاجة في التحليل تستهدف عقلنا بالذات ، وهي سياسة مبرمجة للتأثير فينا وليست موجهة للناخب الصهيوني وربما لا يتابعونها . ولهذا بالضبط يتوجب فضح المشتغلين في تزييف وعينا في هذه المسألة وفي غيرها .