أزمات اليوم .. فواصل ترفيهية ينتجها ويخرجها العم ترامب


جاسم محمد كاظم
2019 / 9 / 17 - 13:59     

لازال الجو مشحونا بالضربة الجوية للطائرات المسيرة التي انطلقت كما يشاع من ارض بابل .
المثقفين في حلقات أشبة بحلقات الجودة في المصانع اليابانية يحللون ويتنبئون بالذي قد يأتي من السماء .
تبرز على الواجهة أسماء مختلفة حوثيين. فصائل ومليشيات عراقية ترتدي بزة القوات الخاصة تهدد تتوعد .
وفي الجهة الشرقية يظهر ظريف في مواقف ظريفة يضحك من هذا الوضع لأنة يعرف بعض التفاصيل لاطلاعه على كمية محسوبة من الأسرار .
يستعر العالم قليلا بظهور حيرة ترامب في الجهة المقابلة من العالم الجديد من أن هناك طائرات مجهولة الهوية ضربت منشات نفط تعود ملكيتها لأصحاب القرار وملاك الكوكب الأرضي برمته ولا تعرف عيون البيت الأبيض مصادر تلك النيران .
من الملاحظات المهمة التي لا بد من نذكرها والتي حدثت بعد موت الأسد السوفيتي أن معظم أزمات التاريخ بدت كأنها ملهاة أو اقرب في الحقيقة إلى المسخرة التي تحتاج إلى الإهمال أكثر من الاهتمام نفسه .
ولو عممنا على سبيل الفرض لو أن نظام الاتصال العالمي بقي على حالته بدون قفزة الاتصالات الجبارة وحمى الستلايت والنت والفيس ومواقع التواصل نستمع إلى صوت لندن ومونتي كارلو وصوت أميركا من واشنطن من الراديو فقط لما كلفنا النفس أبدا بسماع أخبار اليوم الحاملة لكل هذه المسميات القبيحة .
فأخبار وحمى الأزمات بين العملاقين سابقا كانت أكثر حماوة وتأثيرا في التاريخ تجعل الكثير من الشعوب و الدول تتأهب وتستنفر قوات الردع ويضع الكل أصابعه على الزناد رغم رداءة مواقع الاتصال .
ولو أننا مددنا في الفرض قليلا في الزمن وبقي الأسد الأحمر حيا لمدة ثلاثين سنة أخرى في مستقبل التاريخ لرأينا اليوم العجب العجاب من الأزمات والتسعير والفوضى ومظاهرات الصخب وحمى التأزم الشديدة التي تصيب أمعاء كوكب الأرض بالإمساك الشديد .
أن كل ما نراه اليوم من أزمات يشار إليها بالخانقة ليست في حقيقتها سوى فواصل ترفيهية أشبة بمقاطع برنامج عشر دقائق الذي تعده وتقدمة أمل المدرس قبل 40 سنة .
أو اقرب إلى قهقهات الكاميرا الخفية وما فيها من مقاطع كوميديا ساخرة تريد صنع ابتسامة ترفية في فم عالم سأم وقوف عجلات التاريخ .
عالم اليوم هو عالم المهزلة الحقيقة حين نسمع بان هناك ى طائرات مسيرة إسرائيلية تضرب مواقع عراقية تبعد عنها آلاف الأميال لا توجد في ثكناتها أية صواريخ على الإطلاق بينما يمتلك حزب الله ترسانة هائلة تفوق الترسانة العراقية في عهد صدام حسين من صواريخ قادرة على ضرب باريس ولندن بينما تسكت إسرائيل عن ذلك وتغض البصر ولا تجرا كل طائراتها المسيرة على ضرب تلك المواقع التي لا تبعد عن مطار اللد ومطار وتل أبيب سوى مسافة 15 دقيقة بالسيارة .
شي يثير الضحك بضرب شركات النفط العملاقة في ارض الحجاز من قبل طائرات مسيرة عراقية بينما تحتل السفارة الأميركية كل العراق وتتجول عجلات الهمر ومصفحات المارينز بسفرات سياحية في ارض بابل العظيمة .
حكايات للذيذة لا يغفوا على أثرها الأطفال لأنهم يعرفوا مقدما مدى التفاهة التي تتضمنها .
التاريخ ساكن سكون الموت وكل ما في الأمر إن سيد البيت البيض سأم عالم السكون ويريد أن يضحك قليلا ويتسلى على تفاهة عقول الأغبياء .
/////////////////////////