لماذا يكره العرب أنفسهم ؟


رمضان عيسى
2019 / 9 / 14 - 00:40     

*كتب المفكر السوري، صادق جلال العظم، كتابه الشهير "النقد الذاتي بعد الهزيمة" سنة 1969، الذي يمكن أن نُسميه "الكره الذاتي بعد الهزيمة"، لأن من يستخدم كُره الذات في التحليل، كالذي يستخدم عبادة الذات، تماماً، لأن النرجسية شقّان: شق إيجابي "حب الذات" وشق سلبي "كره الذات"، وفق منهج التحليل النفسي، وعندما نتابع الإنتاج الفكري العربي منذ القرن التاسع عشر حتى الآن، سنجد أن أغلبه كان نقداً ذاتياً لا يكل، وبالتالي ظهرت فيه نبرات جلد للذات مفادها أن المشكلة فينا وأننا يجب ألا نلوم الآخر.
أما المفكر اللبناني مهدي عامل فقد كتب أنه يعارض فرضية أن تخلّف المجتمع العربي كان نتيجة لإصرار الماضي على البقاء في الحاضر، ورأى "عامل" أن الذنب ذنب الحاضر، وليس الماضي؛ لأن الأول سببٌ في بقاء الثاني داخله، لا العكس".
أما أدونيس فقد أعلن أن : الثقافة العربية لا تُعلّم سوى الرياء والنفاق والكذب.
وثقافة مثل هذه تخلق الظروف الملائمة لانتشار الفساد والقهر وانعدام الحرية ، وغياب القيمة الحقيقية للانسان ككيان وكمعنى .
= ولنا رأي في موضوع كره العربي لانتسابه العربي.. فنقول : السبب عندما نعقد مقارنه بين الحال العربي اقتصادياً ، وحياتياً وعلمياً وحضارياً .. نجد فرق شديد ..
فنحن لدينا التصاق بتاريخ مُزيف ، مُغلف بالمقدس، وبالتالي لديه ترخيص بالحصانة ضد النقد ..!! فالعقلية العربية لديها حساسية من نقد الماضي .... لهذا فنحن متخلفون جداً ، ومنافقون جداً ، وفاسدون جداً !!
وبهذا يعشش الجهل في مسارب التفكير للجيل ، وتغيب المنهجية العلمية في التفكير ، وتحل محلها الانتقائية والعاطفة في التخطيط الآني والمستقبلي ..
لهذا يسيطر المزاج الشعبوي على المجتمعات العربية ، فتجدهم سريعي التصديق ، وسريعي التكذيب ، ويسهل خداعهم ...!!
فمثلاً ، حينما يتكلم شخص ملتحي ويمزج أحاديثه بالقصص الدينية .. يقولون أنه شخص فهمان، ويصبح موضع ثقة وأهل للمشورة .. ولا يفكرون في واقعية أقواله ...
واذا تكلم رئيس جمهورية ومزج خطبه بالنكات ، والكلمات الشعبوية ... تجد الناس يرتاحون لكلامه ويداخلهم التصديق لحديثة، ويصبح بعيداً عن الغش والخداع ..
فقد استطاع الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير أن يخدع الشعب السوداني لثلاثة عقود ، حينما رفع شعار تطبيق الشريعة الاسلامية ...بينما كان يجعل من بيته مخزناً سرياً للملايين من الأموال المشبوهة المصدر، أو المنهوبة بطريقة أو بأُخرى ، أو التي كان يأخذها كرشوة مقابل تأجير الجيش السوداني كمرتزق خارج حدود السودان ..والتي كان يوزع منها على الفرق التي تحمي نظامه ، بينما الشعب السوداني يعيش الفاقة من انهيار الاقتصاد ، وارتفاع نسبة التضخم النقدي الى درجات خيالية ....
ولكن لماذا يفضل العربي نفسه على الغرب ؟ فهذا يعود للثقافة الدينية التي يغرق فيها العربي ، والتي تجعل من المقاييس الأخلاقية والتفضيل الديني هي المعيار التي يتم تقييم الآخر بموجبها . فيعمل جاهداً على محاولة احياء تراثه الديني وتثبيته في الزمن الحاضر .