السيرة الذاتية لصبري أفندي كما يرويها الدكتور فاروق برتو(2-4)


نبيل عبد الأمير الربيعي
2019 / 8 / 25 - 04:08     

السيرة الذاتية لصبري أفندي كما يرويها الدكتور فاروق برتو(2-4)
نبيل عبد الأمير الربيعي
قصة أغنية صبري أفندي صندوق أميني البصرة
امتلك صبري افندي بستاناً صغيرة جميلة (بقجة) كما كانت تسمى باللغة التركية , في محلة المعصرة بالبصرة . والمعروف أنّ تلك البقجة كانت مرتعاً للطرب والرقص في شبابه تحيي لياليها المطربات والراقصات ومنهن صديقة الملاية نفسها , ويقال أنّ مغنية أخرى هي أول من غنّى الأغنية التي مطلعها :
لفندي لفندي عيوني لفندي الله يخلّي صبري صندوق أميني البصرة
لكن الأغنية ذاعت وانتشرت عندما غنتّها صديقة الملاّية ثم عدَّت من أغاني التراث الشعبي . إلا ان الأستاذ حامد البازي يروي قصة (صبري أفندي) مع الأغنية بشيء من الإفاضة اذ يذهب إلى أنهُ كان هناك مغنية حلبية اسمها (حياة) , وكان والي البصرة (الدروبي) يحبها , ولكنها كانت لا تأبه بحبه , ولذلك أرادَّ الانتقام منها , فساق ولدها للخدمة العسكرية بينما لم يكن قد بلغ السن القانوني للجندية , وكان صبري أفندي بحكم وظيفته المالية عضواً في لجنة السوق العسكرية , وقد استاء من عمل الوالي ورفض قرار السوق , ما أدى إلى أزمة بين الوالي وصبري أفندي انتهت بأن دفع صبري البدل النقدي عن ابن المغنية وهو حل وسط ، اذ استاء صبري من أن يرى الوالي ينزل إلى درجة الانتقام من المغنية بالخروج على القانون . وبرغم أن صبري أفندي كان يحب الطرب فهو لم يعمل فاحشة أو يشرب خمراً طيلة حياته ، على أثر هذا الحادث نظمت المطربة حياة الأغنية بنفسها واعتقدت أن صبري أفندي يحبها فحاولت التحرش به . ولما رفض ذلك أشارت عليه أن يعاشرها (بسكوت) أي سراً , ولكنه رفض ذلك , وقد غنت (حياة) تلك الأغنية وكان ذلك في العام 1912م في حديقة صغيرة تقام عليها اليوم بناية محاكم البصرة . وكان من ضمن مقاطع هذه الأغنية :
بلسكوت بلسكوت.. عاشره بلسكوت..
الله يخلي صبري.. صندوق أمين البصرة
رمانتين بفد أيد متنلزم
غير ان الأستاذ البازي كان قد ذكر بان المطربة (نجاة) غنت هذه الأغنية في ملهى (اولكا) في البصرة في العام 1912م , وغناها عبد الله أفندي مسجلا ذلك اسطوانة حاكي (كرام فون) سنة 1928م , ثم غنتها صديقة الملاية وسجلتها على اسطوانة العام 1926م فاشتهرت بها وكان الناس اذا ارادوا ان يصفوا شخص بالكرم والنزاهة يقال له : (قابل انت صندوق امين البصرة)، ولكنه عاد مستدركاً أنه في سنة 1928م غنى المطرب إسماعيل أفندي هذه الأغنية مسجلة على اسطوانة (بيضافون) , وعلى وجهها الآخر أغنية (رمانتين بفد أيد متنلزم) , وفي سنة 1932م غنت المطربة البصرية صديقة الملاية (فرجة بنت عباس) هذه الأغنية على اسطوانة أيضاً , وألحقت بها ما يشير إلى بصريتها , مثل قولها (يا عسكر السلطان بالبر يخيمون) مشيرة إلى معركة الشعيبة . كما قالت أيضاً (ما تنفع الحسرات) (رحنه من ايديهم) مشيرة إلى ضياع البصرة من ايدي العثمانيين . ويتابع : ليس لي إلاّ أن اعرج على ما ذكره الاستاذ المرحوم أمين المميز بكتابه (بغداد كما عرفتها) في معرض كلامه عن بعض فئات المجتمع البغدادي . أي الفتيان المعروفين بوسامتهم وجاذبيتهم والذين كثيرا ما ترددت أسماء بعضهم في الاغنيات والبستات البغدادية التي كانت تغنى في المقاهي البغدادية المعروفة . وقد حشر الأستاذ المميز اسم (صبري أفندي) الذي خلب الألباب بوسامته وجماله ضمن هذه الفئة التي خلدت البستّات أسماءهم ومنها بستة :
الأفندي الأفندي.. عيوني الأفندي
الله يخلي صبري.. صندوق امين البصرة بس إلي وحدي