أعداء ستالين و ماوتسي تونغ أعداء الشيوعية


عمر الماوي
2019 / 8 / 18 - 00:03     

من هو الشيوعي الحقيقي؟!

بالطبع ليس كل من إدعى الماركسية ماركسي فالماركسية ليست دين تتوارثه الاجيال بالولادة بل انها نظرية يتعملها الانسان ويكتسبها ويهذب نفسه بها لينبذ من خلالها كل ما هو غير انساني في عالم الرأسمال فالشيوعي الحفيقي هو من ينتمي الى الخط الجذري الماركسي اللينيني الماوي الذي شكل ويشكل هاجس للإمبريالية العالمية فمن ينتمون الى هذا الخط هم فقط من يتسمون بوضوح الرؤية و الجذرية وعدم لبتصالح مع الواقع ـ هم من ينبذون التحريفية و الإصلاحية و الحلول التصفوية هم أكثر من يعمل بمبادئ ماركس الحقيقية و يلتزم بها ليس من باب انها (الماركسية) عقيدة جامدة بل ان الماركسي اللينيني الماوي ينطلق من مبدأه الجذري الذي يصيغ مواقفه من خلاله .
كي لا يخطئ المرء في السياسة عليه ان يكون ثوريا ً لا إصلاحياً كما قال ستالين فمن ينتمون الى خطنا الماركسي اللينيني الماوي هم الاكثر ثورية وجذرية وصدقاً مع الناس وقرباً اليهم وهم أكثر تمسكاً بوصية ماركس (إياكم والتنازل النظري) وليسوا تافهين كمن حولو الماركسية من طابعها الحقيقي كنظرية ثورية الى شعارات جوفاء فارغة من مضمونها .
بمجرد رؤية أتباع التحريفية والتروتسيكية عملاء الامبريالية اتساءل من هم اعداء ستالين ؟! من هم اعداء ماو ؟! وكيف لمن يدعي أنه شيوعي أن يعادي هذا الخط ويناقضه وهو يعرف تمام المعرفة أن الإشتراكية العلمية ما ازدهرت و وصل انتشارها و تمددها الى نصف الكرة الأرضية الا في ظل ستالين وماو بعد الإنتصار المظفر لجيش ستالين الاحمر في الحرب العالمية حيث تمكن الجيش الاحمر العظيم من رفع علم الشيوعية الاحمر بالمطرقة و المنجل فوق مبنى الرايخ في برلين ـ إن هذا ما كان ليتحقق لولا البناء الإشتراكي الصحيح من خلال تنفيذ الخطط الخمسية في الذي نقل الاتحاد السوفييتي نقلة نوعية و مكنه من قفز قفزة كبيرة في مختلف المجالات على طريق البناء الإشتراكي في ظرف 15 سنة فالاتحاد السوفييتي في فترة ستالين تحديدا ً منذ 1924 وحتى بداية الحرب وما قبلها في هذه السنوات قد قفز الاتحاد السوفييتي قفزة عملاقة على طريق البناء الإشتراكي مما اسهم في تحوله الى قوة عالمية عظمى مكنته من ان يكون المنتصر الاكبر في الحرب الكونية الثانية حيث كان بمقدور الجيش الأحمر بمقاتليه أن يعبر بحر الشمال غربا ً نحو لندن و هذا ما ارعب الإمبريالية الغربية وشكل هاجس امامها ففي تلك الفترة كان عمال الاتحاد السوفييتي في ظل البناء الإشتراكي منهمكين في الصناعات الثقيلة في حين أن الفقر والبطالة كانت تهيمن على عمال اوروبا الغربية بأكملها خصوصا ً بعد الحرب الكونية .
في الحرب الكونية سحق الجيش الاحمر جيش ستالين العظيم جيوش هتلر رغم محدودية قدراته التسليحية قياسا ً بما امتلكه الاتحاد السوفييتي بعد وفاة ستالين وصعود التحريفية التي انتهجت نهج العسكرة فرغم أن ستالين قد رفض العسكرة بإعتبارها تشكل عائق امام البناء الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي الا ان جنود الجيش الاحمر كانوا ثابتين في طريقهم نحو اسقاط النظام النازي العنصري وتخليص البشرية منه في حين انه رغم العسكرة وامتلاك الاسلحة الفتاكة لم يتمكن جنود الجيش السوفييتي من هزيمة مجاميع من الجرذان الملتحية المتأمركة في افغانستان و تهاوى الاتحاد السوفييتي بعدها ان هذا وحده فقط يدلنا على عظمة ما انجزه ستالين في زمن قياسي بالاتحاد السوفييتي وكيف كانت تسير عجلة البناء الاشتراكي معه قبل وفاته التي تدور حولها الشبهات وصعود التحريفية الخروتشوفية وصعود البيروقراطية (البرجوازية الحمراء) معها و التي جعلت الاتحاد السوفييتي يتهاوى شيئا ً فشيئا ً بعد أن افقدته الهوية الإشتراكية التي وجد من اجلها فهذه البيروقراطية الفاسدة التي ولدت من رحمها الطبقة البرجوازية الحمراء (النومنكلاتورا) ورثت الاتحاد السوفييتي بعد تفككه عام 1991فعبرت عنها ولا زالت طبقة اصحاب رؤوس الاموال وقادة المافيات الروسية.
و امام هذه الحقائق التي يدركها أي قارئ لتاريخ الاتحاد السوفييتي ندرك ان الشيوعي الحقيقي مهما بلغت تحفظاته وملاحظاته لا يمكن أن يضع نفسه في موقع التحريفية و التروتسكية .
قال لينين :

"إنّ المناضليـن الماركسيّـين الـقدامى يعرفون تروتسكي جيّـدا ولا حاجة لـنا أن نطلعهم مـرّة أخرى على حقيقة أمره، لكنّ الجيل العمّالي الجديـد يجهله ومن الضّروري إطلاعهم على جوهره. ينبغي أن يعرف الجيل الفتيّ العدوّ الذي يترصّده عندما ينسب بعض الأفراد لأنفسهم مزاعـم خياليّة".
فهذا البرجوازي الوغد (تروتسكي) يعد تحوله من المنشفية الى البلشفية مسعى لتصفية البلاشفة وتصفية لينين فقد كان هذا الوغد منذ 1902 و حتى 1917 في صفوف المناشفة ويعادي البلاشفة ولطالما عمل خلال هذه السنوات على تصفية لينين واسقاطه من الحزب وكاد أن يفلح في ذلك لولا الحرب الروسية الالمانية التي انتهت بتقديم ترتوسكي (وزير الخارجية) تنازلات مهينة لم يحلم بها الألمان انفسهم.

وما يؤكد أن هذا البرجوازي العميل كان بمثابة الخنجر المسموم في خاصرة الثورة البلشفية هو ما قاله وكشف عنه احد المقربين منه بعد مقتله في 1940 حين قال ان تروتسكي كان يتواصل مع مكتب التحقيقيات الفدرالي الاميركي ليعطيهم اسماء الشيوعيين الحقيقيين .. مقابل ان يسمحوا له بدخول الولايات المتحدة فقد كان تروتسكي عميل رخيص ومدفوع الاجر.
و عليه فإن الماركسي اللينيني الحقيقي لا يمكن له ان يكون على هذا الخط التروتسكي الذي كما سبق وقلت قد حول الماركسية من نظرية ثورية للتغيير و الإرتقاء الاجتماعي الى شعارات جوفاء فارغة من مضمونها .. فالتروتسكيون قد تحالفوا مع كل اعداء الشيوعية فهؤولاء لا يملكون أي نقاء ايدولوجي حتى على المستوى العربي فقد تحالف التروتسكيون مع الاخوان المسلمين في مصر!
و يكفي ما قاله انطونيو غرامشي في حق التروتسكية حين قال " التروتسكية عاهرة على سرير الفاشية" ـ وبالطبع لم يقل غرامشي هذا من فراغ وقد اثبتت الأيام حتى بعد وفاة غرامشي ان مناقب تروتسكي أن شجع وحرض هتلر على غزو الإتحاد السوفييتي قبل إكمال الاستعدادات للحرب.
التطرق للخيانات التروتسكية يحتاج لإفراد مقالات بأكملها .. فالتروتسكية هي نقيض للشيوعية فالتروتسكي بطبعه مائع و ميال للخيانة وبعيد كل البعد عن مبادئ الماركسية الحقيقية وهذا ما يفسر الإصطفافات التي يصطفها أي شخص ذو نزعة تروتسكية فهو دائم الميل الى كل ما يخدم المشاريع الإمبريالية .
إن الشيوعي الحقيقي لا يعرف الا الخط الماركسي اللينين الماوي خط الشعب الذي يتبنى قضايا الشعب بكادحيه ومسحوقيه فيتسم من ينتمي الى هذا الخط بالنقاء الثوري و التواضع و القرب من الناس فهو ينطلق من هموم هؤولاء الناس في فكره وفي ممارسته وقد عرفنا الكثير من المناضلين الماويين الصلبين الذين دفعوا حياتهم ثمن مبادئهم وثباتهم عليها فمن ينتمون الى هذا الخط الماركسي اللينيني الماوي هم الأكثر إيثارا ً وتضحية ولعل المضحي الشهيد إبراهيم كايباكيا الذي استشهد تحت التعذيب في اقبية السجون التركية مثال عظيم على صلابة الشيوعي الحقيقي الذي يسير على الخط الماركسي اللينيني الماوي .
إن ستالين وماو تسي تونغ الذين صانوا مبادئ الماركسية اللينينية وطوروها لم يكونا مجرمين ولا سفاحين قط وفق ما تقدمه الدعايات الامبريالية و الرجعية .. فكلا الرجلين كانا اكثر انسانية مما يعتقد الكثيرين من متلقين هذه الدعايات فستالين وماو ادركا جيدا ً ان التنازل سيكون ثمنه اكبر من المضي في الحرب ضد الامبريالية والفاشية فقد كانا مستعدين للذهاب الى مستوى وحجم من التضحية نظير أن لا يتنازلا و ما يدل على ذلك هو أن ماوتسي تونغ قد قدم إبنه "ماو انينغ" في الحرب الكورية فقد ارسل ماو إبنه ليقاتل مع مئات الالاف من الجنود الصينيين في كوريا الشمالية لصد الهجمة الإمبريالية الاميركية وهزيمتها و اجبارها على التراجع جنوباً مما دفع الاميركان بتهديد الصين بحرب نووية وهنا ايضاً ماو العظيم قبل بتحدي وتهديد الامبريالية الاميركية بالحرب النووية ضد الصين رغم أن الصين لم تكن تملك بعد السلاح النووي في ذاك الوقت كما أن ستالين كان على استعداد للتضحية بإبنه الذي وقع بالأسر بالحرب العالمية ورفض طلب الألمان بإستبداله بضابط برتبة عقيد لدى السوفييت لأن ابنه كان ملازم .. فقد كان على استعداد للتضحية بإبنه نظير عدم التنازل مهما كان هذا التنازل فهذه الجذرية بحد ذاتها هي ما يخشاها اعداء الشيوعية. لذلك تستهدف الدعايات الإمبريالية والرجعية كلا الرجلين عبر تقديم أرقام خيالية من الضحايا فيروجون عند السذج البلهاء والسطحيين تحت عنوان (ضحايا الشيوعية) أن ستالين قتل 60 مليون بينما قتل ماو 80 مليون!!
يقول الرفيق ماو تسي تونغ "الامبريالية و الرجعية نمور من ورق من حيث الشكل يظهرون بقوة مخيفة لكنهم بالحقيقة ليسوا بتلك القوة الجبارة ولو نظرنا الى المستقبل سنجد أن القوة الجبارة في يد الشعوب لا في يد الرجعيين".
لقد أمن الرفيق ماو كما أمن ستالين بالشعب فهو القوة الرئيسية التي تحدد مصير أي معركة و يقول الرفيق ما ـ بما معناه ـ ان السلاح الذري الذي تستخدمه الإمبريالية الاميركية يبدو مرعبا ً لكنه في الواقع ليس كذلك لان قوة الشعب هي من تحسم مصير أي معركة وليست الأسلحة الحديثة.
لذلك تعمل الإمبريالية بلا كلل او ملل ولا توفر جهد في شيطنة ماو تسي تونغ وستالين و تقديمهما كمجرمين حرب فهذه ليست حرب على شخوص ماو وستالين بقدر ما هي حرب على الشيوعية ـ الشيوعية الحقيقية الخطر الذي يهدد وجود الإمبريالية التي تسعى بكل قواها لتأبيد بقاءها وهيمنتها على شعوب العالم ومقدراتها .
ان الشيوعية الحقيقية التي تتمثل بالخط الماركسي اللينيني الماوي هي الخطر الأعظم الذي يهدد الإمبريالية فمن تبني الكفاح المسلح و حرب الشعب كطريق وحيد لدحر الامبريالية و اعوانها تأخذ الماوية الشكل الاكثر جذرية وتضع الماركسية في ميدان الممارسة ولا تبقيها في طور الشعارات الجوفاء و النظرية الغير قابلة للتطبيق و تعطي الماوية للشيوعية الشكل الاكثر جذرية في كفاح الشعوب للتحرر و الإنعتاق من نير الإستعمار ـ و دائما ً عند الحديث عن الشيوعية الحقيقية يحضرني عنوان كتاب بوب افاكيان رئيس الحزب الشيوعي الثوري في الولايات المتحد "عتشت الشيوعية الحقيقية ماتت الشيوعية الزائفة " الذي رفع فيه الرفيق افاكيان الراية الشيوعية الحقيقية راية الماركسية اللينينية الماوية ضد طحالب وطفيليات التحريفية والاصلاحية و الخوجية .
إننا لم نعرف الا العملاء و الخونة ممن يشيطنون ماو وستالين .. ممن هم على شاكلة عميل المخابرات البريطانية جورج اورييل الذي كتب روايته "1984" في شيطنة ستالين بدعوى محاربة الشمولية ـ و الشمولية عند هؤولاء هي كل دول تتدخل و تتحكم في الإقتصاد .. إن هذا التافه جورج أوريل قد كشفت المخابرات البريطانية عام 2004 أنه كان يعمل كمخبر وعميل لديها ليسلم رقاب الشيوعيين الحقيقيين في بريطانيا تماما ً كتروتسكي لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي . هؤولاء هم أعداء الشيوعية الحقيقية فهم لا يستطيعون أمام الشعوب أن يكونوا علانية ضد الماركسية كنظرية ترمي الى أن تسود العدالة الاجتماعية في كل المجتمعات البشرية لكنهم ينصبون العداء لكل من ينقل هذه النظرية الجذرية الى واقع الممارسة العملية بشكلها الجذري والثوري الصحيح الذي لا يقبل التحريف ويرفض ان يدخل في شرك الاصلاحية لان الماركسية نظرية ثورية جذرية تنادي بكل وضوح بالتحول الثوري للمجتمعات . والنظرية الماركسية تتميز عن غيرها من النظريات الإشتراكية الطوباوية و الأفكار الاناركية بأنها نظرية قابلة للممارسة على ارض الواقع هذه العلاقة الجدلية بالماركسية بين النظرية و الممارسة هي من تجعلها نظرية علمية فالنظرية بدون ممارسة نظرية عمياء لا قيمة لها ولذلك يعادي هؤولاء كل من ينقل الماركسية الى حيز التنفيذ بشكل جذري بعيد عن التحريفية والاصلاحية والتصفوية.
ولم ينقل الماركسية الى هذا الحيز بشكل جذري وثوري أكثر من ستالين وماو تسي تونغ وهذا ما قض مضاجع قوى الهيمنة الإمبريالية وادواتها الرجعية في كل مكان.
عاشت الماركسية اللينينية الماوية
عاشت الشيوعية