مارسيل خليفة مغربي: محمد أزمي حسني


محمد الهلالي
2019 / 8 / 17 - 10:25     

مارسيل خليفة قد يكون له خليفة أو استمرارية فعلية موسيقيا وصوتيا وكذلك فكريا. ليس هناك ولن يكون هناك إلا مارسيل خليفة واحد، للاعتبارات النفسية والاجتماعية والتاريخية، لكن تيار الاستمرارية الجارف وفكرة كون الإبداع ليس فرديا وإنما يتشكل كتيار وككرة ثلج تأخذ الحجم الذي يسمح به التاريخ الفعلي للناس، تجعل ظاهرة موسيقية تجدد نفسها في مكان معين حيث تتوفر شروط الخلق الجديدة.
في المغرب يكبرُ مارسيل خليفة مغربيٌ، درس الموسيقى عشر سنوات، ومارسها منذ صغره: هو محمد أزمي حسني. ويرتكز التصور الإبداعي لمحمد أزمي حسني على تكوين فكري يمتد من مهدي عامل وصولا إلى عبد الرحمان منيف، كما صرح بذلك هو نفسه في شريط وثائقي تم إعداده حول تجربته تحت عنوان "موسيقى الشعب".
(يمكن مشاهدة الشريط الوثائقي حول تجربة محمد أزمي حسني، والذي يحمل عنوان "موسيقى الشعب" من خلال هذا الرابط:
https://www.youtube.com/watch?v=2Ed7iR-Io58
من النادر اليوم أن تجد موسيقيا شابا يرتكز على تجربة موسيقية، وعلى تكوين فكري رصين، بالإضافة إلى أنه درس في الجامعة البيولوجيا وحصل على الماستر في هذا التخصص العلمي.
وإذا كان الموسيقي محمد حسني أزمي يعزف تراث مارسيل خليفة بروعة كبيرة، فإنه مولع كذلك بتراث الشيخ إمام، وهو يرى أن التراث الموسيقي للشيخ لا يقل أهمية عن موسيقى رياض السنباطي، وأن هذا التراث الموسيقي للشيخ إمام جدير بأن يُدرس في المعاهد الموسيقية، بالإضافة إلى ذلك فهو مؤلف موسيقي وعازف على البيانو.
لا يمكن تصور الموسيقى العربية الحديثة بدون مارسيل خليفة، كما لا يمكن تصور النضال في المجال الفني بدون الشيخ إمام، كما لا يمكن تصور استمرارية الفكر اليساري دون استمرارية التراث الموسيقي للشيخ إمام ولمارسيل خليفة وأحمد قعبور، وأميمة الخليل وريم بنا وغيرهم.