اباطرة المال والتهمة المكررة


محمد وهاب عبود
2019 / 6 / 30 - 14:53     

لا يخفى على احد بأن الأثرياء اليوم اصبحوا أغنى من أي وقت مضى ، وما زال الفقراء يزدادون فقراً" كما يتمتع "أباطرة المال" بدعم مالي غير محدودة من جيوب دافعي الضرائب ، بينما ينهار نظام الضمان الاجتماعي للفقراء.
اجتمعت الطبقة الحاكمة ، التي عززت عدم المساواة الاقتصادية الهائلة ، في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس "لمعالجة هذا التفاوت" ، لكنها لم تقترح أي خطوة ملموسة للتعامل مع الأزمة اذ يدفع العديد من الأشخاص ذوي الدخل المرتفع معدل ضرائب أقل من العمال ذوي الدخل المنخفض ، وتظهر بيانات مصلحة الإيرادات الداخلية أنه خلال السنوات القليلة الماضية ، انخفضت الضرائب التي يدفعها الأثرياء بشكل كبير.
وإذا كنت تعتقد أن كل هذا يمثل مشكلة حقيقة ، فأنت "نازي" من وجهة نظر الاثرياء والشئ المؤسف يقتنع قسم من الفقراء والمضطهدين بهذا الاتهام .
الاستثماري الراسمالي (توم بيركنز) -وهو أحد القطط السمان ، الذي ربط عدم المساواة بعنف الاشتراكية , انه يمتلك يختًا بقيمة 150 مليون دولار وقصر في سان فرانسيسكو بمساحة 5500 قدم مربع. وفي إشارة إلى الاستياء المتزايد من عدم المساواة ، قال: "هذا انحراف خطير للغاية في تفكيرنا الأمريكي, وهو انحراف من التقدمية الاميريكية نحو الراديكالية النازية"

وردا على وجهة النظر المنحرفة هذه فأن 85 شخصًا في العالم يملكون ثروة ما يعادل دخل 3.5 مليار شخص . ويصفهم "توم" "انهم ليسوا أشخاصًا ناجحين على الإطلاق. على العكس من ذلك ، فإنهم من الشتات المضطهَدين ، الذين أُبيدوا على يد هتلر"

ومع سخف هذا الطرح ، فإن معظم القنوات الإخبارية ، التي أعربت عن سخطها من خطاب بيركنز ، غابت عن حقيقة مهمة – هي ان أفكاره ليست جديدة على الإطلاق. ، فهي عادية جدا بحسب قانون جودوين: ظاهرة معروفة باسم "استدعاء هتلر" كأستجابة معيارية من قبل الارستقراطية لنقد اللامساواة الاقتصادية وشيطنة المقترحات السياسية التي تهدف إلى الحد من عدم المساواة.

وفي عام 2010 ، ردّ الملياردير ستيفن شوارتزمان (ستيفن شوارزمان) على الاقتراح بفرض ضريبة على رأس ماله الشخصي بنفس المعدل الذي يتم فيه تحصيل الضرائب من جميع الأشخاص الآخرين: "هذه حرب , هذا مشابه لكيفية غزو هتلر لبولندا في عام 1939"

وبالمثل ، في عام 2012 ، قال رجل الأعمال جون كاتسيميديس (جون كاتسيميديس) عن المقترحات الرامية إلى زيادة الضرائب: "لقد عاقب هتلر اليهود. لا يمكننا في الوقت الحالي استئناف ذلك"

وتجدر الاشارة الى ان النازيين عمدوا إلى رفع معدلات الضرائب على الطبقات المهمشة كما يقول "غروفر نوركويست"

والغرض من هذه التلاعب واضح جدا فمن اجل اجهاض أي نقاش جاد ومحتمل ان يتحول إلى مشاكل خطيرة مرتبطة بعدم المساواة الاقتصادية المتفشية ، فإن أصحاب هذا النظام الاقتصادي يختلقون "أجندة" تصورهم "كضحايا" عانوا مثل بعض الناس في الماضي.

ويصف فرانك هذه الحيلة بأنها "الخدعة الكبيرة في الأوقات الصعبة" خاصة في العصر الحديث, اما الاعتراف او التصديق بهذا الفكر هو الخطوة الأولى نحوصعود الاقتصاد المدمر.