من القاتل ..؟!


قاسم حسن محاجنة
2019 / 6 / 18 - 18:57     

من القاتل ..؟!
طفلةٌ فلسطينيةٌ من ضواحي القدس ، تتعرضُ للقتل ، على مسمع ومشهد من أهلها ، إخوتها وأخواتها ، والدها ووالدتها ، الذين يسمعون صرخاتها ، تستنجدُ ، تتوسلُ ، تتألمُ ، تستصرخُ مشاعر الأُمومة ، الأُبوة ، الأُخوة وما من مُجيب ..
صورةٌ ومشهد قاسٍ ، أتخيله أو بالحري أُحاولُ أن أتخيله ، فيعجز خيالي المحدود عن نجدتي .. وأنا الذي أُتابعُ قناة "ناشيونال جيوغرافيك" وصراع البقاء عند الحيوانات ، لم أشهد منظرا كهذا ، والذي أُحاول تخيله دون نجاح يُذكر ، فأُمهات الحياة البرية يُدافعن حتى الموت عن فلذات أكبادهن ...!!!
ما الذي يحدث حقا ؟ أيُّ تبلد للحواس وفقدان للمشاعر ؟!! والذي "قادَ" عائلة متكاملة الى مشاهدة قتل إحدى بناتها ، دون أن يحرك أحدٌ ساكنا ؟؟!!
لو كانت العائلة تحت تأثير الأفيون والمخدرات القوية ، لما سكتت ...!!! لو كانت الأخوات تحت تهديد السلاح ، لصرخنَ ، تمردنَ وقاومن ْ..
لكن العائلة ، وقعت تحت تأثير القناعات البالية والمُعتقدات القاتلة... قاتلة ٌ للعقل ، المشاعر ، العاطفة ولكل الروابط الإنسانية ... هذه المُعتقدات تفصل الإنسان عن ذاته وعن تفكيره وتُحوله إلى بُرغي في آلةِ تغييب العقل والغريزة الإنسانية البسيطة والأولية ، حماية العائلة وأفرادها ..
وهاكم رابطا للحكاية التي ستترككم في صدمة :
https://bit.ly/2KX2z56
نعم ، أعلمُ بأن الثقافة العربية ، مسؤولة بشكل كبير ، عن تكاثر طاردي الأرواح الشريرة ، لأنها تُحاول تفسير واقعها المزري ، عبر تحميل المسؤولية لقوى غيبية...
تتكاثر ، كالفطر بعد المطر ، القنوات التلفزيونية المتخصصة ، بطرد الشياطين ، وإبطال مفعول السحر والحسد ، جلب الحبيب وتقريب البعيد ...!!
تزدحم مواقع التواصل الاجتماعي ، بطالبي الدُعاء ، لتيسير الأمور وتسهيل الصعب ..
لكن .. أن تُشاهد مقتل أُختك وتصمت ...
أن تبيع عقلك وإنسانيتك في سوق الشعوذة ...
فهذه هي الكبيرة التي لا غفران لها ...
فمن القاتل إذن ؟؟!!