حراك آكال او نهوض المغرب المهمش


التيتي الحبيب
2019 / 6 / 17 - 22:50     


من وحي الاحداث 315
حراك آكال او نهوض المغرب المهمش

إنطلق حراك آكال وهو الحراك من أجل الحق في الارض منذ أكثر من سنتين في جهة سوس وخاصة تخومها الجنوبية. في هذه المنطقة تعرضت أراضي الجموع الى هجمة مخطط لها تروم نزع حق الساكنة في أراضي الجموع وفي الغابات عبر نزع أجزاء منها وتحويلها إلى محميات بدون الاخذ برأي الساكنة وعبر الترخيص للرعي الجائر للجمال والأغنام تعود ملكيتها لأعيان ينتمون إلى مناطق بعيدة عن الجهة ويسمح لهم بالترامي على أراضي الجموع وعلى أملاك الساكنة وما يستتبعه ذلك من افساد للمزروعات والأشجار.
في مقاومة هذا الاعتداء على الحق في الارض شكلت الساكنة تنسيقيات وجمعيات من أجل رد الاعتداء بالطرق السلمية والحضارية. خاضت الساكنة المؤطرة في تنسيقياتها كل أشكال المقاومة والإحتجاج محليا ورفعت تظلماتها إلى السلطات المحلية والجهوية. لكن الجواب تأخر بل لم يصل بعد. إستمر التجاهل للشكايات وفي نفس الوقت تزايد الإعتداء وهجوم جحافل أصحاب الرعي الجائر. أمام هذا صمت المسؤولين في المستوى المحلي والجهوي أجمعت التنسيقيات الرأي على تنظيم الاحتجاج بطريقة مركزية وقوية وموحدة في الدار البيضاء ثم امام مبنى البرلمان بالرباط. فكانت مسيرات حاشدة رفعت فيها شعارات ومطالب كل تنسيقية على حدى، ثم تليت المطالب العامة لحراك آكال إطلع فيها العالم على جريمة ترتكب في حق المكون الأمازيغي الأصيل للشعب المغربي والذي يتعرض الى نهب أراضيه والإعتداء على تراث ثقافته ومحاولة تطبيق قوانين استعمارية لسلبه حقه التاريخي والطبيعي في الارض.
حراك آكال يعتبر أحد أهم الحراكات التي عرفها المغرب في الخمس سنوات الاخيرة، إنه لا يقل أهمية عن حراك الريف الذي طرح بدوره لأول مرة مطالب اجتماعية واقتصادية معجونة بالخصوصية الجهوية للريف الكبير. ونظرا لهذه الخصوصية تمت شيطنة حراك الريف بإتهامه بالإنفصال كتمهيد سياسي لمواجهته بالقمع والإعتقالات والأحكام الخيالية التي لا زال قادة الحراك يرزحون تحتها في السجون مشتتين عبر المغرب.
أما حراك آكال فلأنه حراك يمس في الجوهر أحد أهم القضايا بالبادية وهو حق الساكنة في الارض والماء ومختلف الثروات في الجهة، فإنه يتمدد لينتقل من جهة سوس الى الاطلس المتوسط وسفوحه ثم الى مناطق صحراوية في تنغير وزاكورة ومحاميد الغزلان…يعتبر حراك آكال الشكل الحديث لربط المطالب الآساسية بقضايا الخصوصية الثقافية والهوياتية ولذلك نسجل حربائية تصرفات بعض القوى السياسية وهو تجاهل الحراك ظاهريا ومحاربته في الصالونات ومقرات هذه الاحزاب. تجلى هذا الموقف في تغيب هذه القوى عن تظاهرات وفعاليات هذا الحراك سواء على المستوى المحلي أو الجهوي، ومقاطعة مسيرتي الدار البيضاء والرباط. وعلى نقيض من هذا السلوك السياسي الخاطئ تجند مناضلات ومناضلو النهج الديمقراطي وانخرطوا بكل ما لديهم من عزم وقوة وهم يعتبرون أنفسهم معنيون بكل قضايا الحراك وهم جزء من القوى المنخرطة فيه والمنظمة له.