السودان: مجلس الثورة المضادة يكشر عن أنيابه.. والثورة تستعد لجولة جديدة

الاشتراكيون الثوريون
2019 / 6 / 3 - 13:50     



تنهال قوات الأمن السودانية، منذ فجر اليوم، بوابلٍ كثيفٍ من الرصاص الحي على المتظاهرين المعتصمين أمام مقر القيادة العامة للجيش للضغط من أجل تسليم السلطة للمدنيين. تتوارد الأنباء بسقوط العشرات من الشهداء والمُصابين، فيما تدعو قوى إعلان الحرية والتغيير للنزول في الشوارع بمسيراتٍ في الأحياء والمدن والقرى احتجاجًا على الاقتحام الدموي للاعتصام، وتنتشر الدعوات لتدشين عصيان مدني.

بعد أسابيع طويلة من الأكاذيب والتشويه والتهديد والالتفاف والمماطلة وإفشال المفاوضات والمحاولات المُتكرِّرة لقمع المعتصمين، اقتحم المجلس العسكري السوداني، مُدجَّجًا بميليشيات الدعم السريع المجرمة، اعتصام الثوار، في هجومٍ خسيس دبَّره الجنرال البرهان ومساعده المجرم حميدتي، قائد قوات الدعم السريع، ورجالهم. ولعلَّ أحد أهم أسباب توقيت الهجوم الآن هو النجاح الذي حقَّقه الإضراب العام الذي اجتاح السودان في الأيام الأخيرة.

يأتي الهجوم بعدما وطَّد المجلس العسكري السوداني علاقاته مع قوى الثورة المضادة في المنطقة، التي لا تحتمل اندلاع ثورة في أيٍّ من أرجاء المنطقة. إذ لم يلبث البرهان أن تولَّى السلطة، حتى هَرَعَ إلى أحضان حلفائه في مصر والسعودية والإمارات، الذين أغدقوا عليه بالمساعدات الاقتصادية والاستخباراتية لقمع ثورة الشعب السوادني المُصمِّم على انتزاع الحكم المدني.

إن الثورة السودانية الباسلة، التي صَمَدَت في وجه طغيان البشير حتى أسقطته، والتي لا تزال صامدةً حتى الآن في إصرارٍ على إنهاء الحكم العسكري وتسليم السلطة للمدنيين، ستزداد إصرارًا على مطالبها. وإن كان العسكر قد اقتحموا الاعتصام، فإن الثورة لا تزال في أوجها، وهذا الفعل الإجرامي لا يعني انتهاء الثورة. وها هو تجمُّع المهنيين السودانيين يعلن التصعيد إلى عصيانٍ مدني شامل ردًّا على الاقتحام وتعزيزًا للهجوم على مجرمي المجلس العسكري المُتشبِّثين بالسلطة.

الاشتراكيون الثوريون
3 يونيو 2019