القانون المطلق / 18 - لماذا أطلع الله الملائكة على عزمه خلق العالم ؟..


بتول قاسم ناصر
2019 / 5 / 27 - 23:37     

القانون المطلق ..
18- لماذا أطلع الله الملائكة على عزمه خلق الإنسان ..؟ ..

تقول الآيات القرانية الكريمة ان الله تعالى أخبر الملائكة على عزمه خلق الإنسان ، وهنا نسأل لماذا يطلع الله الملائكة على قراره ، ولماذا يستمع إلى وجهة نظرهم ، ولماذا يخبرهم عن رأيه هو تعالى في الأمر ثم يثبت لهم أن طبيعة هذا الإنسان أفضل من طبيعتهم ، ثم يطلب إليهم ان يسجدوا لهذا الإنسان ..؟ .. ( وإذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة ، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني أعلم ما لاتعلمون ، وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين ، قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم ، قال يا أدم انبئهم بأسمائهم فلما انبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم اني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ماتبدون وماكنتم تكتمون ، وأذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا إلا ابليس أبى واستكبر وكان من الكافرين .)
لقد قلنا في التدليل الفلسفي على وجود الله ان الله تعالى هو الوجود الأول الذي يتعالى على كل وجود وأنه سابق على كل وجود ولايرتبط بعلاقة تناقض مع كل وجود . وقلنا ان هناك وجود آخر لاحق وقد اوجده الله وهذا الوجود يمر بثلاث مراحل او خطوات وهي : 1 - الوجود الخالص والعدم الخالص وهذه سميناها ( أصل العلاقة) . 2- الوجود والعدم بعد ان أصبحا متعينين في (علاقة التناقض ) 3- الوجود المتعين فقط بعد القضاء على العدم واخراجه من وحدة العلاقة .
واننا قلنا ان الإنسان (علاقة تناقض) اي ان الوجود الانساني بدأ بالمرحلة الثانية وهذا يعني ان المرحلة الأولى (اصل العلاقة) هي أصل للانسان وهذه هي حالة الملائكة ، فالملائكة هم أصل الوجود الانساني ولذلك أطلعهم الله تعالى على قراره بخلق الانسان لأن الامر يعنيهم ويذكر القران الكريم انهم يتحولون الى الحالة الانسانية التي كانوا قبلها وجود خالص ليس به شيطان ( اذ كان هذا عدما ) وعندما يتحولون إلى الحالة الإنسانية يصبحون (علاقة تناقض ) . ما هو الدليل الديني غير الفلسفي على ما نقول ..الدليل الاية القرآنية الكريمة : (وقالوا لولا أنزل عليه ملك ) اي مع الرسول الكريم ليكون معه نذيرا . ويقول تعالى في الرد على هذه الأقوال والدعوات : (ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم مايلبسون ) اي لو انزلنا مع الرسول ملكا لكان على هيئة رجل ..فلو نزل ملك الى عالم المادة لكان رجلا فما كان أصله في العالم السابق للعالم المادي ملكا فأنه في العالم المادي يكون رجلا ، ومما ذكرته آيات القرآن الكريم عن هؤلاء الملائكة الذين ارسلهم الله الى الأرض منذرين ومبشرين ضيف إبراهيم المكرمين فأنهم دخلوا عليه بهيئة رجال فحسبهم ضيوفا وأكرمهم ثم أخبروه بحقيقة أمرهم وأن الله ارسلهم ليبشروه باسحاق ويعقوب وبأنهم ذاهبون الى قوم لوط ليهلكوهم بسوء عملهم إلا لوطا ومن معه من الصالحين ..