بعض من صفات الدكتور طيب تيزيني


شاهر أحمد نصر
2019 / 5 / 19 - 01:24     


- إنسان متواضع نذر حياته خدمة لتنوير شعبه، لم ينفصل عن أبناء شعبه في أحلك الظروف.

- نشر عشرات الكتب في الفلسفة والفكر التنويري تحتاج إلى صفحات طويلة للتعرف إلى فلسفته وفكره ومنهجه، الذي أشاد به المفكر العربي الحر حسين مروة...

- مفكر نال صفة واحد من مائة فيلسوف في العالم في القرن العشرين من قبل جهة أكاديمية، ليست محلية، ولا عربية...

- دق ناقوس خطر الدولة الأمنية وخطر الفساد، ودعا لبناء الدولة العلمانية المتحضرة...

- لم يبع قلمه، لم تهمه المناصب، حافظ على نقائه ونظافة يده، رغم مختلف أنواع الضغوط والمغريات...

- كان في طليعة المنادين إلى التغيير السلمي، وأيد قيام منتديات الحوار الوطني، وساهم فيها في مختلف مدن وبلدات الوطن، ومنها على سبيل المثال حضوره والأديب عبد المعين الملوحي محاولة تدشين منتدى الحوار الديمقراطي في طرطوس، وتقديمه محاضرة قيمة في تلك المناسبة...

- كان مبادراً ومشاركاً في الاعتصامات السلمية المنادية بالإصلاح والتغيير ومكافحة الفساد، ودفع ثمناً باهظاً عندما تم الاعتداء عليه في الشارع، واعتقاله في واحد من أهم تلك الاعتصامات...

- عرفته جميع المراكز الثقافية والمنابر الفكرية، وأصبح مثالاً للمفكر الذي يأتي في وسائل المواصلات العامة أو مشيا لألقاء محاضراته لتجد عشرات السيارات الفارهة تقل من جاء ليستمع إلى مفكر يأتيهم ماشيا، ويغادر ماشياً، بعد أن يحيي بتواضع ويلقي السلام على آخر مستمع يريد تحيته...

- نهل من علمه مئات الطلاب، وشجع مئات الباحثين، وكتب عشرات المقالات ومقدمات الكتب، في مختلف محافظات القطر التي تستحق الدراسة التمعن، والاستفادة من الأفكار الجريئة التي يطرحها، منها على سبيل المثال مقدمته لكتاب الشاعر يوسف بلال من بانياس تحت عنوان "هكذا رأيت عبد المعين الملوحي"، وغيرها كثير.

- بقي وفياً لأبناء شعبه، ولم يأل جهداً في أحلك الظروف وفي السنوات الأخيرة من عمره، وفي السنوات العجاف في العقد الثاني من الألفية الثالثة أن يمد يد المساعدة إلى أبناء شعبه... وتشبث بتراب الوطن، ولم يرض عن وطنه بديلاً...

من المؤسف التجني على حياة هذا الإنسان الوطني الغيور، وبدلاً من النظرة النقدية الموضوعية، يصدمنا التسرع بالقول في يوم وفاته "لم أعجب بأي صفة من صفاته"؛ فهل حقاً هذه الصفات التي ذكرت بعضها أعلاه - وهي بالتأكيد لا تشمل جميع صفات هذا الإنسان الوطني النبيل المحبّ لوطنه وشعبه والإنسانية – لا تستحق الإعجاب... ألا يثير اللفت عنها التساؤل والحزن...

الطيب تيزيني منارة سامية، ستبقى أعماله ونهجه ومنهجه، وسلوكه وصفاته الشخصية والوطنية حية في وجدان كل من عرفه ومن سيتعرف إلى علمه... وسيبقى بأعماله الإبداعية خالداً في وجدان وضمير شعبه، الذي بقي وفياً له طوال حياته.

الصفصافة 18 أيار (مايو) 2019