فوبيا الحقيقة في مسلسل الفندق


محسن لفته الجنابي
2019 / 5 / 14 - 04:23     

كما المتهم الذي يواجَه بالأدلة القاطعة فينكر ويغالط ويرفض أن يعترف ,هكذا فعل المجتمع مع هذا العمل
لم يزد الكاتب شيئاً عما يجري بالواقع
كتبه بعفوية فقط وأضفى عليه أجواء المكان والموروث وتلك البصمات التي تميز العراقيين عن باقي الأمم
عرضه بكل قاذوراته وأطيابه وفواجعه صارخاً (تلك بضاعتكم فما أنتم فاعلون يا أفراد المجتمع؟)
مسلسل الفندق مرآة بريئة سجلت الشنيع والمرهف من سلوكيات طبقات عانت الأهوال طيلة حياتها, ورغم ذلك بقيت حية ترزق
الفندق : مرآة نحتاج أن نضعها في بؤرة الضمير الأنساني إن كنا نملكه
نعم الضمير الأنساني , ذلك الذي حولناه لضمير أناني بعد ترنح الأخلاق وأنهزام الهوية أمام الغزو الفوضوي القسري الأكبر من قدراتنا
يجعلنا نفكر ونتسائل
لِمَ لانعترف أننا مكابرون نتهرب من واقعنا
لِمَ لانعود للأخلاق والقوانين رغم يقيينا أنها وحدها سبيل خلاصنا
لِمَ لانكون ملوك بدل أن نبقى بيادق أسرى لظروفنا
لايوجد مايستدعي الضجّة فكل مافيه جرى ويجري ومستمر
وتشهد حياة الليل وجوقات النهار والفرادى الحاكمة المتحكمة
لا غريب في الفندق سوى صدمة الناس وفزع المجتمع
هكذا أنتم فلا تهربوا من واقعكم المؤلم
اللمسات البارعة والحوارات البليغة والحركة المحسوبة للممثلين والكاميرا أضفت الرصانة والعلو لهذا العمل الفني المثير للتفكير والجدل
أستحق كل مشارك فيه شهادة الصدق والبراعة والأمل