الصغير


ادم عربي
2019 / 5 / 7 - 19:07     

من صفاتي ،ولا اقول مقدرتي او عبقريتي ، لان مادح نفسه عيب ونقص ، من صفاتي كما قلت انني اكتب باي موضوع وعلى نفس المسافه من جميع المواضيع ، كتبت الفلسفه ، السياسه ، الادب والفن ...والقائمة تطول ، الا انني اليوم اكتب بموضوع عرباني خاصه وعالمي عامه وهو الصغاره . فكما البعر يدل على البعير ، والثمرة تدل على نوعها ، اي المقصود نوع الشجره ، فالبنيه السيكولوجيه والنفسيه والسلوكيه تدل على الصغير ، اذا حاورت شخصا وغضب وثار كالموتور لمجرد الاختلاف معه في الراي فاعلم انه صغير ، ومن السذاجه به ، انه لا يفرق بين الاختلاف معه في الراي وهتك عرضه ، فاعلم انه صغير لانه لو نظر لواقع افكارة الموضوعيه ، فهي ليست من لبنات افكارة بل تعود لغيره .
واعلم انه صغير ايضا لجهة كونه مفرطا في كل امر غير مبالي ، فهو يعمل من الحبة قبه ، ومن جميع الالوان وهي سبعة الوان جميله ، لا يرى الا لونين اثنين فقط هما الاسود والابيض ، واعلم انه صغير ، لانه في سلوكه وواقعه العملي اليومي اكبر عدو للمتنبي ، حيث تعظم الصغائر في عينيه ، وتصغر العظائم ، فكيف لهذا الصغير ان يتدبر امره في شؤون الحياه او يستجيب لمتطلباتها ، واعلم انه صغير اذا عظم كل امر يتصالح مع نصه ومقدساته واصنامه ، ويعادي كل واقع لم يستطع نصه اكسابه الشرعيه ، فشرعيته مشتقه من النص ، واعلم انه صغير اذا رايته يكلم ولي نعمته او امره ، او مرؤوسيه او ممن اقل منه منزله ومكانه كما يعامل السيد اقنانه ، انه الوديع في حضور الاقوياء ، وهو اسد على الضعفاء ، واعلم انه صغير اذا رايت هوه ساحقه بين باطنه وظاهره ، قوله وفعله المسافه بينهما ساسعه ، واعلم انه صغير اذا رايته ينسب كل بلواة الى القضاء والقدر ، فكل ما حل به في مسعاه ليس بما اقترفت يداه ، فمتى يتعلم العيش في الواقع او عالم الواقع ، وعالم المقاييس والموازين الواقعيه ، والتي فيه نرى الاشياء والمعتقدات والناس في اوزانها وحجمها الحقيقي .