وسيم نوتردام2


ادم عربي
2019 / 5 / 3 - 16:06     

وسيم نوتردام ٢
كانت امراة الحداد والتي يفترض بها حسب علمه انها امة مولعه به حد الجنون ، على الرغم انها تكبره بعشرين عاما ، الا انها فائقة الجمال ، دخلت في صراع نفسي عنيف ، كيف تظفر به ؟ وهي امه حسب علمه ! ، وهو الذي يزورها ويزور ابيه المفترض معظم ايام الاسبوع ، فعلا انها لمعضله ! وكيف لا وهي تكاد لا تنام الليل شغفا وتفكيرا به .
وضعت نصب عينها اولا كشف حقيقته ، للتملص من امومته ، ولكن كيف؟ وما العواقب ؟ اسئله لا نهايه لها ، ولا نهايه لاجوبه لها .
في ذات يوم دخل يزور العائله ولم يكن في البيت سوى امه ،فهرولت اليه عند الباب معانقتا له ، وقد عانقها ايضا ، الا انها قبلته قبله طويله ، لو قبلتها لرجل كهل لعاد شبابا ، صدم وسيم من القبله وحاول التملص او شعر بشئ غير طبيعي ، قائلا اماه " ماذا جرى لك فقد كنت الامس عندكم " ردت بحنان " حبي لك واشياقي " هذا ما جعلني اقبلك قبلة العشاق .
فكر وسيم في تعليل امه للقبله الطويله ، الا انه ازالها من تفكيره معللا النفس ، ربما امه على حق . ارتد لها لونها وعادت تطلب الطعام وكان هذه القبله اعادت لها ما هو مفقود في حياتها ، فهي كانت رائعة المزاج حين عاد زوجها الحداد ، فقال لها " اراك اليوم باحسن حال ، فهل زارك وسيم ؟" اجابت نعم ، مرت الايام بين صعود ونزول لمزاجها العام بقدوم وسيم او عدم قدومه لزيارتهم ، وقد كانت قد اعتادت تقبله تلك القبله عند قدومه سواء كان الحداد موجودا ام لا .
شك الحداد بوجود علاقه بين وسيم وامه حينما تذكر ان وسيم ليس ابنه ، لدرجه ان سئل اخيه المطران " هل عرف وسيم من هو" رد المطران " ان لم تخبره انت او زوجتك فكيف له ان يعلم؟" ولكن ماذا حصل لتسئل مثل هذا السؤال ، لا لا شيء ، فقط اردت الاطمئنان ، فرد المطران تتطمن اذن .
ازداد الشك في نفس الحداد وهي كانت تشعر بذلك ، بل هي من خططت لايصاله لتلك العقده ، فكانت تبتعد عنه عند كل زياره لوسيم ، بدا الشك يكبر في نفسه شيئا فشيئا ، وهو في صراع ، كيف لرجل دين على خلق ان يعشق امه؟ اسئله واجوبه لا نهايه لهما ، تحول البيت الى جحيم فاصبح لا يطيق زوجته وهي لا تطيقه وهما في صراع خفي موضوعه الرئيس وسيم .
فكر الحداد في كشف ما يدور ، تظاهر انه لن ياتي موعد الغداء يوم قدوم وسيم في ذاك اليوم من ربيع باريس ، عرفت الزوجه مقصده ، فهرولت لتدعيم شكه ، فمع قدوم وسيم فتحت له الباب وعادت الى غرفتها متظاهره انها مرهقه من عمل البيت وتستريح في سريرها ، فرد وسيم لا تجهدي نفسك يا اماه ، ساتبعك الى غرفتك ، فما زلت احن الى قبلتك الحنونه ، ذهبت الى سريرها وجلست على السرير ، وضع وسيم ما احضره على الطاوله ودخل ليطمئن على امه ، فلما راته وقفت تعانقه وقبلته قبلتها المعهوده وسط هطول دموعها ، عندها ايقنت انها تحبه ولم تستطع الابتعاد عنه وسط ذهوله وذهول الحداد الذي دخل عليهم الحجره مسرعا.
جن جنون الحداد ووضع يديه في خناق وسيم صائحا به ايها اللقيط الحقير وصل بك الامر الى زوجتي! صعق وسيم مما سمع الى درجة انه اغمي عليه ، وسط دموع امراة الحداد والتي حاولت اقناع الحداد بانها لم تعد تحتمل شكه وهو لم يفعل شيئا يستحق ذلك ، ثار الحداد مرة اخرى وضربها وهم بقتل وسيم لولا ارتمائها فوق جسده المغمى عليه . خرج الحداد مسرعا الكنيسه غاضبا يسارع الريح للقاء اخيه المطران ، ذهل المطران من منظر اخيه المزري وساله ما الخطب؟ فرد عليه الحداد قائلا لقد بليتني منذ البدايه بهذا اللقيط ، اجاب المطران ولكن ما الخطب ، فقال الحداد وجته يخونني مع زوجتي ...، جن جنون المطران وقال " هل انت متاكد ؟" نعم فقد رايتهما معا في السرير ، ولكن اين وسيم ، انه مغمى عليه من الصدمه عندما كشفتهما ، وهل ععرف انه لقيط ؟ نعم فقد شتمته وحاولت قتله ووقع عندما سمع انه لقيط ، عندها قال المطران ساتدبر الامر....
عاد الحداد الى بيته ووجد وسيم صاح ولكنه شارد الذهن لا يتكلم ، وبجانبه زوجته غارقه في دموعها وكانت قد اخبرته بحقيقته ، وما هي الا لحظات حتى دخل المطران عليهم المنزل ، وقد صارح وسيم بحقيقته طالبا منه التريث قائلا له اخبرني اخي انه فهم وجودكم خطا وهو يعتذر لك عما بدر منه ...قفز الحداد كالمجنون ، الا ان المطران وضع يده على فمه مانعا اياه من الكلام ، ثم التفت الى وسيم قائلا يا بني والان وقد عرفت اصلا ، كل ما اطلبه منك العودة الى ممارسة حياتك كالمعتاد وليبقى اخي بمثابة ابيك ولتبق زوجته بمثابة امك ،، ذهل وسيم وسط تلك الاحداث المتسارعه ولم يتفوه بشيء وخرج الى الكنيسه ، واعتكف بداخلها يراجع شريط حياته وخاصه انه عرف سر تلك القبله الطويله ، جلس صامتا متاملا مناجيا ربه وكانه في خلوه معه ، ثم رفع راسه وقال قبلت عرضك يا رب ، فها انا اسمعك تطلب مني التريث .
انقطع وسيم عن الناس معتكفا ، الى حد ان الناس بدات تسال المطران عنه والذي كان يجيب انه في وعكة صحيه . عقد العزم المطران والحداد معا على قتل وسيم وذلك بوضع السم في نبيذه ، عرفت زوجة الحداد ان هناك شيئا يدبر بالخفاء لوسيم ، لكن ما لفت نظرها هو دعوة المطران لوسيم للالتقاء ببيت اخيه وتناول الطعام حيث طلب من زوجة اخيه اعداد الطعام .جاء اليوم الموعود وقد احضر المطران معه وسيم وجلسا على مائدة الطعام وكعادته في كل مرة لم يحضر المطران معه زجاجة نبيذ وتظاهر بالسؤال لاخيه " هل لديك نبيذ؟ فقد نسيت احضار زجاجه ، فما كان من الحداد الا ان دخل المطبخ واخضر اربعة كؤوس من النبيذ وضع امام الحاضرين كل كاسه ، بفراستها عرفت زوجة الحداد ان كاس وسيم مسموم ، فما كان منها الا ان بدلته بكاسها وسط سكون وذهول الجميع معللتا ذلك بان كاس وسيم ليس مملوءا كبقية الكؤوس .
يتبع...