وداعاً المربي الكبير .. ورفيق الدرب الطويل .. الشيوعي المخضرم الاستاذ (محمود رشيد)


فلاح أمين الرهيمي
2019 / 5 / 2 - 21:00     

يا راحلاً بأي الشواطئ يكون الرحيل وأنت الطليعة في الشامخات
كان رفيقنا الراحل المناضل الأستاذ (أبو ثائر) شمعة استعرت .. وتوهجت نوراً ساطعاً .. وضياءً بهياً .. قرباناً للشعب .. يضيء الطريق .. للمناضلين السائرين .. إلى الموكب العابر .. منذ شبابه .. حينما كان طالباً .. يسكن مع زملائه الطلبة .. في خان المرحوم الحاج جريدي .. في الصوب الصغير .. في الحلة الفيحاء، عشق الكلمة الشريفة .. والفكر التقدمي الاشتراكي الثائر .. يشحذ الروح المتوثبة .. في نفوس أثقلتها هموم الليالي .. وشاخت لديها جذور السأم .. وانصهر مع نخبة من المناضلين نذرت وجودها .. للعراق العظيم .. وطن حر وشعب سعيد .. بإرادة وعزيمة وإصرار متخندقين في محراب النضال .. تعلو يمينهم شمساً أفقها رحب .. وباليد اليسرى الراية الحمراء ترفرف عالياً مع صولجان الفجر المشرق السعيد .. يزيحون ثقل السنين ... ويقتحمون رحى الانتظار .. فكنتم عيون الضحايا والبائسين .. وقد أقسمت أن لا تنام .. وكنتم إذا ران ليل كثيف الظلام .. وسدّ الطريق أمام زحوف الرفاق .. وطوح بالركب صوت الظلام .. نذرتم دماء الشهيد .. فكان الطريق .. وكان الصباح.
إن العراق العظيم ... يفتقدك ويفتقد المناضلين من أمثالك ... الذين ضحوا بحياتهم ... من اجل حرية وطنهم ... وسعادة شعبهم ... في وطن ديمقراطي تقدمي .. بعيداً عن الطائفية والفساد الإداري.
وداعاً ما أردت لك الوداعا ولكن كان لي أملاً فضاعا