كلمة حول أيار لو مرة يا أيار تأتينا وفي شفتيك وعداً وبشارة لو مرة تحنو، تعانقنا، ومن كفيك تمنحنا الشرارة.


محمد شنان
2019 / 4 / 29 - 14:22     

كلمة حول
أيار
لو مرة يا أيار تأتينا وفي شفتيك وعداً وبشارة
لو مرة تحنو، تعانقنا، ومن كفيك تمنحنا الشرارة.
ها هو الأول من أيار يقبل علينا، فهو يوم التضامن ألأممي للطبقة العاملة العالمية، يوم ترفع البشرية راية التحرر من النظام الطبقي الرأسمالي وعبودية العمل المأجور وترفع شعار "يا عمال العالم اتحدوا".
نقبل على هذا اليوم وهناك في أعماق الطبقة العاملة والجماهير الكادحة احتجاجات عمالية وجماهيرية مختلفة ضد البؤس الاقتصادي والاجتماعي المفروض عليها، وضد الفساد والبطالة والحرمان من الخدمات وخنق للحريات المدنية والفردية.
ما يمر به المجتمع العراقي عموما والعمال بشكل خاص هو نتيجة تبني القوى البرجوازية، من تيارات الإسلام السياسي والقوميين الشوفينيين الحاكمة في العراق وخلال ال16 عاما الماضية،مارست سياسات مناهضة ومعادية للعمال والجماهير الكادحة، حيث نفذت وبشكل مشترك وفظ سياسات اقتصادية رأسمالية متوحشة ضد ابسط متطلبات حياة العمال والكادحين ورفاهيـتهم، لم تتأخر هذه القوى البرجوازية، خلال تلك السنوات، عن إصدار القوانين والقرارات البرلمانية طبقا لسياساتها الاقتصادية، بهدف تشديد هجمتهم على الطبقة العاملة والجماهير الكادحة وإعادة هيكلة الاقتصاد على النمط النيوليبرالي، أنها فتحت الأبواب أمام الاستثمار الرأسمالي الجشع ونهب ثروات البلاد النفطية والغازية وغيرها, وانتشر واستمر الفساد في الحكومة وكافة مؤسساتها بدرجات كبيرة.
أن إحدى المشكلات التي تمر بها الطبقة العاملة هي تراجع تمثيلها السياسي من الأحزاب والتيارات الشيوعية, حيث ان مهمة هذه الأحزاب جاءت مغايرة ومعاكسة لمنطق الفعل التاريخي لها, لا بل أنها أصبحت العائق لتطور الاحتجاجات العمالية، ومن المؤسف والابتذال لأحزاب تدعي اليسارية، ولها تاريخ طويل، ان تتحدث عن عدم وجود طبقة عاملة او اختفائها! وهي بهذا تسير مع ركب البورجوازية ومع زمرة من المثقفين الجدد، ذوي الرؤية المحدودة والأفق الضيق، أن هذا التصور بعدم وجود طبقة عاملة أو أنها تتراجع كقوة اجتماعية، يأتي لعدم فهم مضمون الطبقة العاملة أو فهمها فهما سطحيا وساذجا، أنهم ينظرون إلى العمال نظرة ميكانيكية، فالطبقة العاملة عندهم جمع من العمال في بدله العمل الزرقاء وخوذ السلامة, ويرفعون المطرقة، أنهم يعكسون أزمتهم كجمع من المثقفين الانتهازيين ويفهمون الواقع كما يحلو لهم, أليس هم من يرفع الافتات يهنئ أو يعزي في مناسبات القوى الدينية، والتي هي أساس هذا الواقع البائس, ويستنكف من رفع راية ماركس، راية الاشتراكية راية الخلاص والتحرر الإنساني، هم لم يفهموا ان الطبقة العاملة تتكون من أولئك الذين لا يملكون ألا قوة عملهم ليبيعوها للرأسمالي الذي يستخدمها في أنتاج فائض القيمة كما يقول ماركس، هم لم يفهموا أن تغيير الطبقة العاملة لشكلها وحجمها هو يتغير تبعا لتطور وتوجه في المجتمع الرأسمالي, وهذا لا يعني اختفاء للطبقة العاملة كما يحلو للبعض آن يتصور، أن هؤلاء هم أسلحة البورجوازية الجديدة القديمة.
ان الطبقة العاملة والجماهير الكادحة هي المادة الثورية لتغيير هذا العالم, وذلك عبر تنظيم صفوفها وتقوية نضالها الطبقي، من اجل تحقيق مطالبها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية, وهي القوة الوحيدة التي باستطاعتها وضع حد للفقر والبؤس والمعاناة والحروب والصراعات البرجوازية والقومية والطائفية، وعن كل أشكال الظلم والاضطهاد وإلا مساواة .
لم يعد بمقدور القوى الإسلامية الحاكمة أن تعيش بنفس لحظة جيء بها، فهي اليوم تعيش عزلة فرضتها عليها القوى التقدمية والمدنية، أنها تترنح من ضربات-تظاهرات البصرة- وباقي المحافظات، فزحف عمال العقود وعمال شركات الصناعة وعمال النفط والعاطلين عن العمل لن يتوقف، وستأتي لحظة انهيار هذه القوى الفاشستية بأسرع مما يتوقعه المرء، لقد أصبح وجودها مرهون بوجود دول إقليمية وعالمية، فتحية لعمال العراق ولكل عمال العالم في يومهم.