يكفي الشيطان فخرا، أن جعله الله ندا


محمد مسافير
2019 / 4 / 22 - 17:14     

تنقسم شخوص المسلسل الديني إلى صنفين: أتباع الله وأتباع الشيطان، بطولة الله والشيطان، وهل تتصور فعلا ما يعنيه أن تكون خصما للذي خلق الأكوان كلها، وليس هذا فقط، بل أن تجعله يخلد اسمك في كتابه تسعة وتسعين مرة، أكثر من كل الأنبياء عدا كليمه، الخالق يورد اسمك في كتابه ويُذكر الناس بعلاقتك الأولى معه وبأسباب الخصومة...
تصور...
لو أننا أخذنا عينة من التلاميذ، وعزلناهم كليا عن المجتمعات الدينية، ثم درَّسناهم العلوم الدنيوية، دون أن نذكر شيء عن وجود الله من عدمه، حتى إذا بلغوا الثامنة عشر، عرضنا عليهم عينة من الأديان، مرفوقة بالحجج التي يرتكز عليها كل دين... أي دين في اعتقادكم سيختارون؟ ثانيا... أليست هذه هي الطريقة الصحيحة التي يجب أن ينهجها المجتمع حتى ينعم الإنسان فعلا بالحرية في اختيار الدين الذي يليق بمنطقه، بدلا من توريثه دين الأجداد؟
أجرى علماء من جامعتي نورث ييسترن وروتشستر الأمريكيتين بحوثا عدة وقاموا بإجراء اختبارات علمية كان الغرض منها مقارنة معدل الذكاء IQ لدى المتدينين وغير المتدينين، كما أجرى علماء كنديون من جامعة كولومبيا البريطانية أربع تجارب مماثلة مع 650 متطوع، والنتيجة كانت نفسها، المتدينون يحصلون دائما على نتائج أقل...
وكما هو معلوم، فالدين يقتصد في طاقة الدماغ إلى أقصى حد، لأنه يقدم معارف تبتلعها كمسلمات، لكن حين تخضعها للنقد والمقارنة والتحليل، فهذا يتطلب نشاطا عقليا يستهلك الكثير من الطاقة، لكنه مفيد على كل حال... لذا فمن الطبيعي جدا أن تجد أن اليابان، تعيش بها أكبر نسبة من اللادينيين، على عكس البلدان المتخلفة غير القادرة على توفير خدمات تعليمية تتناسب ومتطلبات العصر...
ومما لا شك فيه أيضا، أن الانفتاح النسبي الذي شهدته الحضارة الإسلامية في بغداد والأندلس كان له أثر عظيم على الإنتاج الفكري وقتئذ، تجلت أساسا في الترجمة ومؤلفات ابن سينا وابن رشد والفارابي ومدرسة علم الكلام...