خرج من باب بيته ليعود من الشباك !


ادم عربي
2019 / 4 / 22 - 01:11     

خرج من باب بيته ليعود من الشباك !
تختلف اراء الفلاسفه في موضوع الصدفه والضرورة فينقسم الفلاسفه الى رايين ، فالاول يقول كل شئ في العالم ضروري ولا محل للصدفه ، والبعض الخر هو عكس الاول حيث يقول كل شئ في الكون صدفه . وباعتقادي كلا الطرفين مضحكين لكونهم يفصلون الصدفه عن الضرورة .

ولكن السوال : هل من رابط بينهما ؟ على انهما يبدوان متعاكسان الواحد ضد الاخر ، وللتوضيح فالضرورة هي ما يجب ان يكون كتعاقب الليل والنهار بسبب دوران الارض حول الشمس، فهي ناتجة من الطبيعة الداخليه للظاهرة ، الصدفه تحمل معنيان ، فاما ان تقع واما ان لا تقع ، كان ان يقتل انسان نتيجة لسقوط شباك من احد الشقق في عمارة على راسه وهو سائر في الشارع ، وهي لا يمكن تسميتها ضروريه لان المجريات الداخليه لتطور هذه الظاهرة باكملها لم يؤد إلى ما حدث، الى ما قد تم.

الميتافيزيقيون يقولون ما هو صدفه لا يمكن ان يكون ضروري والعكس ما هو ضروري لا يمكن ان يكون صدفه ، وينسبون الصدفه للقضاء والقدر وغير ذلك ، لكن ما طبيعة الحال وانا لا اريد التعمق في هذا الموضوع ؟ ان في الصدفة والظرورة الكثير من المشترك في الحياة انهما في ارتباط وثيق فيما بينهما في واقع الحياة . ولا انفصام بينهما ، فوراء الصدفه توجد الضرورة ، الظروف التي تنمو على اساسها الصدفة فلذلك لا يوجد في الكون ضرورية وبس أو صدفه وبس ، ان كلاهما يوجدان معا في الواقع الحقيقي، متداخلتين معا، فالضرورة من الممكن نن تتمظهر في شكل صدفة . وحتى نثبت كلامنا نرى ما حدث في القصه التاليه :

قضى عامه العاشر في زواجه من عشيقته التي احبب ريعان شبابه ، وكعادته كل سنه يحتفل هو وزوجته في عيد زواجهما في احسن المطاعم في المدينه ، الا ان هذه المره بدا مختلفا بعض الشيء ، حين سالته زوجته عن كومة الكتب المشغول بقرائتها ، مبررا ذلك بانه يحب الفلسفه .

صدمت زوجته من ردة ، فهي تعلم منذ ان تعرفت عليه لا يحب القراءة ، وجل همه ، كيف يكسب المال ، ولو على حساب وقت العائله ، فكثيرا ما لامته بعدم اعطائه الوقت الكافي لها .

الا انها استغربت اكثر حين سالته ، ولماذا الفلسفه؟ مجيبا لها بانه مولع بالشك الديكارتي ، وقد قص عليها كيف استطاع اكتشاف احد العمال عنده وهو موظف عنده منذ اكثر من عشر سنوات ، اكتشف مهارته في المبيعات بفضل الشك الديكارتي ، فبحسب اكتشافه ، فقد كان ذاك العامل طيلة فترة عمله لا يعرف عنه شيئا مغازلة الفتيات اللاتي يعملن معه ، الا ان اكتشف موهبته بفن المبيعات بفضل الشك الديكارتي .

سال لعابها وهي تسمع له وقالت له ، لا افهم شيئا مما تقول ، ما هو الشك الديكارتي؟ رد عليها يجب ان تشكي في كل شيء ، هذا الموضوع شغلي هذه الايام .
التفت اليها في حنان وقال لها غدا سوف اسافر مدة يومين من اجل الشغل ، فهل تريدين شيئا ؟ ردت كما المعتاد ، انت لم تترك شيئا الا وتجلبه لي ، دير بالك على حالك ، فقال اذن غدا حضري لي بعض الملابس في حقيبتي فساخرج في الصباح.
في الصباح خرج من البيت في طريقه مودعا لها ، وقد رسم خطته في العوده ليلا من الشباك ! ، وبالفعل عاد متسللا ليلا من الشباك ، فهاله ما راى ، فقد راى زوجته مع رجل اخر ، لكنه لم يبد اي من علامات الغضب وسط ذهول زوجته حين قال لها انا فيلسوف وساكتب في الحوار المتمدن